ليسمح لي السادة الأفاضل القائمون على غرفة تجارة وصناعة البحرين أن أكون شديد الصراحة معهم بعيدا عن كل المقدمات والمجاملات.. فالظروف القاسية التي نعيشها تأبى أي مقدمات أو مجاملات!

ما يجري الآن يا سادة في غرفتكم الموقرة، ومن خلال قاعاتها الفسيحة، أو ردهاتها وكواليسها.. من داخلها أو من خارجها. لا يهدد استقلاليتها، أو يطعن دورها في مقتل فحسب.. وانما كل هذا يكشف عن سوء نية للانقضاض على الغرفة بأنفاس طائفية نتنة، ونوايا خبيثة للاستيلاء عليها، ولتقويض مسيرتها رأسا على عقب.

هذه الحملة الطائفية البغيضة ضد الغرفة ليست وليدة اليوم.. بدأت شرارتها من قبل.. ولكن كانت نيرانها تشتعل من تحت الرماد.. ولم يظهر لهيبها من فوق السطح لأنه كان هناك مواطنون وطنيون متّعهم الله باليقظة يحولون دون التهام النيران لكل ما هو أخضر ويابس.

للأسف الشديد بدأت النيران تلوح بألسنتها من فوق السطح في صورة جديدة تأخذ الآن نهج التشويه المتعمد والمتواصل لرئيس الغرفة التنفيذي في محاولة للاطاحة به لأغراض في نفس يعقوب. وهو الذي يقوم بدوره على أكمل وجه منذ أن أنيطت به المسئولية، وفق القوانين واللوائح والأعراف المرعية.. وهو الذي انتصر لكرامته وبادر بوضع استقالته بين يدي رئيس الغرفة الذي يحرص على الدوام أن يكون عادلا ومنصفا ومراعيا لمقتضيات المصلحة العامة.

أدعو السادة أعضاء مجلس ادارة الغرفة المنتخبين أن يكونوا على قدر المسئولية، وعند حسن الظن بهم، وعلى مستوى الأحداث التي يعيشها وطنهم، ويواجهوا هذه الهجمة الطائفية البشعة بهدف تقويض الغرفة، وكفانا ما حدث في الماضي من اختطاف للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين!

عليهم أن يتحلوا بالصبر والصرامة لردع كل من يحاولون استغلال الظروف السياسية في البلاد، وتفويت الفرصة على الراغبين في تغيير هوية الغرفة وهي التي يسجل تاريخها بسطور لامعة انها لم تكن مسيسة في يوم من الايام.. وظلت طوال تاريخها كله منظمة وطنية راسخة قوية تدافع عن القطاع التجاري بأكمله في إباء وشموخ.. ومعبرة عن المواقف الوطنية الحرة كلما ادلهمت الأمور وتعكر الصفو الوطني.

وأقول للسادة الأعضاء المنتخبين والممثلين للقطاع التجاري بأكمله: اذا - لا قدر الله - فشلتم في الوصول إلى القرار الصائب الحكيم والمنقذ.. فلا سبيل أو مفر للقطاع التجاري بأكمله الا أن يطالب وزارة الصناعة والتجارة بالتدخل.. وقد يكون ذلك اهانة للعاجزين عن التصدي، وذلك بهدف تذكير هذه المؤسسة الوطنية العريقة بتقاليدها.. وربما تفرض الوزارة حلولا لا ترضيكم، ولا تتلاءم مع أبجديات المؤسسات التجارية، والأعراف السارية برمتها وأقولها بصراحة أشد انه اذا لم يستطع القياديون في غرفتنا الموقرة انهاء هذه الأزمة في سلام وعزة وكرامة وشموخ.. فإن المبادرة بتسليم الغرفة التجارية بأكملها إلى وزارة الصناعة والتجارة هي خير وأشرف لهم!

وكعادته.. وهو الذي قلبه على الوطن دائما ومع الغرفة ورجالها باستمرار.. استشعر سمو رئيس الوزراء شرارة الخطر التي بدأت تتطاير في أرجاء الغرفة، منذرة بأخطار داهمة قد تصيب المسيرة الاقتصادية بأكملها.. فحرص على الالتقاء أمس برجال وسيدات الأعمال، ووضعهم جميعا أمام ضمائرهم ومسئولياتهم الوطنية.. حثهم سموه على ضرورة النأي بالغرفة عن أي تجاذبات سياسية.. فهي بيت التجار.. والثقة بهم كبيرة في الحفاظ على مسيرتها وانطلاقتها.. كما ناشدهم تكاتف الجهود وتكاملها لتستمر الغرفة في تأدية رسالتها ومواصلة دورها المهني، ولتظل مستمرة في دورها كمحرك ومحفّز لتطوير الأعمال والنمو الاقتصادي، وجعل البحرين الوجهة المفضلة للاستثمار، وفي تعزيز التواصل بين قطاع المال والأعمال والجهات الرسمية.

وفي يقيني انه ليس أمام السادة أعضاء مجلس ادارة الغرفة الا الاستجابة لهذه الدعوة الكريمة الموجهة من سمو رئيس الوزراء.. ونراها صادقة بملء صفاء قلبه المحب لكم.. والمسارع اليكم دوما كلما لاحت في الأفق غمامات قبل أن تنال من المسيرة الاقتصادية والتجارية الظافرة على ارض البحرين.. وكان كرمه نحوكم وحرصه على الوطن وعليكم بغير حدود.