المتفوقون لـ «أخبار الخليج»:
ترجمة المناهج حرفيا أربكت المعلمين
 تاريخ النشر : الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٢
تحقيق ـ زينب حافظ وخولة القرينيس:
بعد معاناة كبيرة خاضها طلاب المرحلة الثانوية، انتهى العام الدراسي على خير حاملا معه الكثير من الذكريات التي جسدت معاناة الطلاب بسبب المناهج الدراسية الأمريكية التي تمت ترجمتها ترجمة حرفية، مما جعل المعلومات غير مترابطة ومغلوطة بالنسبة لبعض الدروس، وادى ذلك إلى ان الدروس اصبحت غير مفهومة ليس فقط بالنسبة للطلاب بل للمعلمين أيضا، وعلى الجانب الاخر جاء جدول الامتحانات ليشكل ضغطا اخر على الطلاب اذ لم يكن يعطيهم فرصة للمراجعة لان الاختبارات كانت بشكل يومي، وقد ترك هذا الضغط اثاره السلبية على الطلاب المتفوقين فأفقدهم بعض الدرجات مما اثر سلبا في معدلاتهم التراكمية، مشيرين إلى ان بعضهم لجأ إلى الدروس الخصوصية عند بعض المدرسين الكبار السن الذين عاصروا مثل هذه المناهج من قبل لتبسيط المواد كي يستطيعوا التعامل معها، وخلال السطور التالية سوف نلقي الضوء على ارائهم بالتفصيل:
كان اول لقاء مع الاولى على مملكة البحرين لانا محمد صالح حاصلة على معدل ٩٩,٨% توحيد مسارات تخصص علوم ورياضيات التي تحدثت عن تجربتها قائلة نحن الدفعة الاولى التي تمت تجربة المناهج الجديدة عليها، وكانت للأسف الشديد ذات ملامح غير مكتملة وتحمل بين طياتها الكثير من الأخطاء، واستكمالا للمعاناة جاء قرار تمديد اليوم المدرسي ليشكل لنا صدمة حقيقية عانينا معها الأمرين بسبب ضيق الوقت بالإضافة إلى الإرهاق الشديد، وقد جاءت الامتحانات الوطنية وتراكم الدروس علينا للمساهمة في هذه المعاناة، وعلى الرغم من وجود هذه المصاعب كافة استطعنا التأقلم معها ولكن جدول الامتحان النهائي لم ينصفنا بل زاد من عملية الضغط علينا أضعافا مضاعفة.
مناهج جديدة
فيما يقول طارق محمد جابر وهو حاصل على معدل ٩٩,٣% في المسار العلمي علوم ورياضيات نحن كنا أول دفعة يتم تطبيق نظام الكتب المطورة عليهم، وخاصة أن الترجمة استغرقت وقتا كبيرا فلم يستعد لها المعلمون بشكل جيد، لأنهم لم يكونوا قد رأوا الكتب أو تعرفوا المناهج قبل بداية العام الدراسي، ولكنهم استطاعوا تخطي هذه الأزمة وقاموا بتأدية دورهم بكفاءة عالية، ولكن في بعض الأحيان كان يوجد هناك بعض الغموض في الترجمة ولكنني كنت اخرج من الحصة فاهم الدرس إلى حد كبير، أما بالنسبة لباقي الطلاب فمعظمهم لجأ إلى الدروس الخصوصية لاستكمال معلوماته التي يصعب عليه فهمها، والجدير بالذكر أن الأساتذة لم يكونوا يرفضون مساعدتنا حتى في وقت فراغهم إذ بذلوا جهدا كبيرا في مساعدتنا لفهم ما غمض علينا.
أما بالنسبة للوقت المخصص للاختبارات فقد كان وقت مادة الأحياء قصيرا بالنسبة لعدد ثماني ورقات من الأسئلة لهذه المادة، وبالنسبة للرياضيات كان الشيء نفسه ولكنهم سمحوا بوقت اضافي مدة ربع ساعة فقط وقد كانت كافية للمراجعة، وقد أوضحت رأيي في استبانة قامت بعملها وزارة التربية وأوضحت خلالها ضرورة تكوين لجنة من الأساتذة الذين قاموا بتدريس مادة الفيزياء لإعادة صياغة الكتاب وإزالة الالتباس الذي يشغل الطالب.
مريم محمود درويش حاصلة على معدل ٩٨,٥% وهي الأولى على مدرسة الرفاع الغربي الثانوية للمسار العلمي كيمياء وأحياء، تقول هذا العام كانت مناهج العلمي كلها مترجمة ترجمة حرفية يصعب فهمها، مما دفعني لطلب هذه الكتب باللغة الانجليزية من المعلمات ليتسنى لي فهمها، وقد بذل المعلمات كل ما استطعنه من جهد لتبسيط الكتب وإيصال المعلومة بشكل سهل، ولكن كانت هناك بعض النقاط التي صعب علينا فهمها، ولكن ولله الحمد لم تؤثر في الدرجات لأني استطعت تخطي هذه المشكلة.
ولكن المشكلة الحقيقية ان الامتحانات كانت بشكل يومي ولم يكن هناك وقت كاف للمراجعة، وهذا ما جعلني أتمنى على الوزارة أن تأخذ برأي الطلاب في مواعيد الامتحانات لأنهم أول من يتأثر بذلك، واقترح اختيار وقت مناسب لإجراء الامتحانات الوطنية بحيث لا تتعارض مع امتحانات منتصف الفصل الدراسي أو نهايته.
تدارك المشكلة
علي حسن عبدالأمير حاصل على معدل ٩٧% علمي رياضيات وفيزياء، يقول هذا العام كانت هناك مشكلة في ترجمة الكتب من الأمريكية إلى العربية إذ كان تفسير بعض الكلمات مختلفا تماما عن المعنى المقصود فهمه، وحاول المعلمون تدارك هذه الاشكالية وكانوا يشجعوننا ويحثوننا على عدم الخوف وعدم التركيز في المعنى الحرفي بل دراسة الموضوع ككل واستخلاص المعنى العام له، وهذه الطريقة نجحت معنا واستطعنا تخطي هذا العام بكل صعوباته، ولكن المشكلة ان الامتحانات كانت متتالية ولم يكن لدينا فراغ بين بعضها بعضا، ونحمد الله جل وعلا بأنها كانت سهلة ومفهومة ماعدا الاحياء والفيزياء ف«الأحياء» كان طويلا والوقت لم يتعد الساعة ونصف الساعة، والفيزياء كان قصيرا ولكن اسئلته نظرية وتحتاج إلى تفسير وتعريف ويأخذ وقتا طويلا مما اثر في درجاتنا نظرا لان المسائل كانت قليلة، ونطالب الوزارة بتخطي هذه العقبات في الأعوام القادمة وان تزيد من المسائل والتطبيقات الرياضية في الفيزياء والرياضيات.
ويرى جاسم يوسف ٩٨,٥% أن مشكلة المناهج وضغط الجدول باتت حديث الساعة لدى طلاب المرحلة الثانوية بالإضافة إلى وقت الامتحان المضغوط وغير الملائم لحجم الأسئلة والإجابات المطلوبة.
ولكن بالعودة إلى موضوع تمديد الدوام المدرسي فهو بحد ذاته بحاجة إلى عامل إدارة الوقت فهناك بعض المقررات الدراسية لا تستحق أن يتم تدريسها على مدار ساعة كاملة في مقابل بعض المواد التي تتطلب شرحا ووقتا إضافيين ليتم استيعابها بالشكل الصحيح حتى يتمكن الطالب من استيعاب دروسه بشكل متكامل.
ولا تختلف أميمة أنور الأنصاري ٩٨,٢% تجاري عن بقية المتفوقين في المعاناة مع المناهج الجديدة التي جعلتهم في حالة انشغال دائم لاكتشاف الخطأ وتصحيحه وخصوصا في المسائل التي لا يتطابق حلها مع القانون، وعلى الجانب الآخر عندما تتذكر الضغط النفسي والجسدي الذي أصيبت به في الفصل الأخير تشعر برغبة كبيرة في البكاء لأن جدول الامتحان النهائي كان كابوسا مما وضع الكثير من الطالبات على المحك وقد انخفض المعدل التراكمي لعدد كبير منهن.
المسار الأدبي
ندى أشرف عبداللطيف حاصلة على ٩٥% في تخصص الأدبي وتتوجه بالانتقاد الى طبيعة المواد الأدبية وخصوصا مواد الاجتماعيات التي تتشابه في محتواها بشكل كبير فضلا عن طول المقرر الدراسي المطلوب دراسته للامتحان، والمشكلة ان مواد الأدبي أكثر من العلمي ومعظمها تعتمد على الحفظ، وبعض المواد تتطلب الفهم والحفظ، وبالتالي فإن التركيز في المعلومة أمر صعب جدا وخصوصا في فترة الامتحانات النهائية، وخاصة مع ضغط الجدول الذي لا يتناسب في طريقة وضعه مع المقررات الدراسية التي تحتاج إلى الحفظ والفهم المطلقين في ذات الوقت فكان المحتوى الدراسي مطلوبا بأكمله في الامتحان النهائي وهذا الأمر قد كان محبطا للجميع وخصوصا الطالبات من المستوى المتوسط، وهذا ما يجعلنا نطالب بضرورة إيجاد تخصصات فرعية في المسار الأدبي أسوة بالمسار العلمي مما يسهم في إيجاد تركز وتهيئة أفضلين وذلك تمهيدا للتخصص المطلوب في المرحلة الجامعية وهذا الأمر من شأنه أن يسهم في توفير مخرجات عمل متمكنة وواعية لأنها حصلت على التأسيس المناسب.
اما امينة عبدالله حسن حاصلة على ٩٨,١% المسار العلمي (علوم) فتقول: في هذا العام قد قابلتنا مشكلة غريبة إلى حد ما، إذ لاحظنا أن شرح المعلمات لبعض المواد لا يتطابق مع الدروس الموجودة في الكتب، مما اضطرنا للذهاب إلى معاهد التقوية لشرح ما غمض علينا في تلك المناهج، وعلمنا من المعلمين فيما بعد أن هناك منهجا سابقا لنفس المواد والمعلمين القدماء المتمكنين من المواد يستطيعون تدريسها لأنها مرت عليهم في السابق، اما الكتب في هذا العام فقد تمت ترجمتها بشكل خاطئ وبالتالي كان من الصعب على المعلمين الجدد فهمها، لذلك كان يجب على الوزارة أن تتولى إعطاء دورات للمعلمين والمعلمات الحاليين ليكونوا أكثر كفاءة وقدرة على تدريس هذه المواد، وان يتم تعديل المناهج فعلى سبيل المثال تمت ترجمة كتاب اللغة الانجليزية حرفيا وبالتالي فان الجمل غير مترابطة، كما ان المناهج من المفترض أن يكمل بعضها بعضا منذ بداية المرحلة الإعدادية ولكن من سوء حظنا أنه تم استبدال المناهج بالكامل مع بداية دخولنا المرحلة الثانوية وبالتالي كنا نشعر بنوع من النقص فيما ندرسه، إذ كانت تتحدث عن معلومات لم ندرسها، ونتمنى على القائمين على المسألة التعليمية تدارك هذه الأخطاء في السنوات القادمة.
أخطاء كثيرة
الطالب محمد جعفر علي حاصل على معدل ٩٦,٦% للمسار العلمي، يقول وجدنا في هذا العام أخطاء كثيرة في الكتب إذ كان المعلم يشرح لنا الدرس وعندما نعود لمراجعته واستذكاره نجد الكتاب يتحدث عن شيء آخر، وعلمنا فيما بعد أن هذه الكتب قد ترجمت ترجمة حرفية مما أدى إلى تغير معاني الدروس الموجودة بها، وقد كان المعلمون يحاولون تصحيح هذه الأخطاء بالإضافة إلى تزويدنا بالملخصات التي كانت تسهم في تبسيط المعلومة وقد أفادتنا بشكل كبير وتمكنا من خلالها من تخطي معظم المشاكل التي قابلتنا في بعض الكتب، ولكن الصعوبة الحقيقية لم تقتصر على صعوبة الكتب بل كانت تكمن في أيام الامتحانات المتتالية حيث لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستذكار مما جعلنا نلجأ إلى المراجعة قبل الاختبارات بفترة طويلة، ولم يكن لدينا وقت لمراجعة المنهج بالكامل قبل الاختبار بيوم مما اثر كثيرا في معدلاتنا، وعندما لجأنا إلى المدرسة لتعديل وقت الامتحانات كي يكون يوما بعد يوم اعتذروا لان الجدول يأتي من الوزارة ولا تستطيع اي من المدارس تعديله بعد ان تم اعتماده، لذلك فنحن نطالب الوزارة بتعديل ترجمة هذه المناهج ومد فترة الاختبارات ويكفي أن نمتحن ثلاث مواد في الأسبوع، اما بالنسبة للوقت المخصص لكل مادة فلم يكن كافيا فقد كان الوقت المخصص لمادة الرياضيات قصيرا جدا بالمقارنة بعدد الأوراق في الامتحان النهائي وخصوصا ان هذه المادة تحتاج إلى حل مطول والفترة المخصصة لا تكفي لحل ثماني ورقات وعلى الرغم من أنهم قاموا بتمديد الوقت ربع ساعة فان الطلاب كانوا متوترين جدا ولم يستفيدوا من هذه الزيادة.
هيفاء عبدالعزيز العيد حاصلة على معدل ٩٥,٩% خريجة المسار العلمي فيزياء ورياضيات، كانت المشكلة الرئيسية بالنسبة إليها هي طبيعة المواد الجديدة والأخطاء التي تضمنه محتواها وخصوصا ان المعلومة كانت تعاد بأكثر من صيغة مما يتسبب في تشتيت ذهن الطالبة فضلا عن معاناة المدرسة التي كانت تواجه صعوبة كبيرة في الشرح، وقد أثر هذا الأمر في درجات امتحان المنتصف، والامتحان النهائي وخصوصا ان توزيع الدرجات لم يكن عادلا.
وعلى الجانب الآخر كان هناك تذمر واضح من قبل كل الطالبات ولكن للأسف الصوت لم يكن مسموعا وبالرغم من كل تلك الصعوبات فانهم بذلن قصارى جهدهن في الاستذكار والحصول على الدرجات.
ترجمة حرفية
تقول أماني عبدالرقيب حاصلة على معدل ٩٥,٩%، وقد انخفض بسبب الترجمة الحرفية لبعض المناهج مما جعلها غير مفهومة، وقد كان هناك بعض المعلومات العلمية الخاطئة، بالإضافة إلى أن طريقة طرحها كانت صعبة جدا ومعقدة بحيث يصعب علينا فهمها، ففي السابق كان معدلي الفصلي ٩٧,٦%، وعلى الرغم من أن المعلمات كن يحاولن العمل على تبسيط المعلومات بشتى الطرائق، فان بعضهن لم يكن قادرات على استيعاب المادة نفسها وما هو المنهج من الأساس وخاصة بالنسبة لمادة الفيزياء، مما جعل البعض منهن يلجأن إلى تدريس المناهج القديمة وأخريات لجأن لسؤال زميلاتهن من المدارس ألأخرى والبعض الآخر لم يكن يجد إجابة شافية على أسئلتنا لعدم وضوح فكرة المناهج، ومن هذا المنطلق فإنني أطالب الوزارة بالعمل على إعادة صياغة هذه المناهج بأسلوب مبسط ومفهوم يخاطب المستوى الفكري للطلبة.
أما بالنسبة لطول الأسئلة وقصر فترة الاختبار فقالت أوراق امتحانات الفيزياء والأحياء والرياضيات، كانت حوالي ٨ صفحات، والوقت المخصص لم يكن يتعدى الساعتين وهذا وقت قصير جدا بالنسبة لهذه المواد وقد حاولت الوزارة مراعاتنا في ذلك وسمحت لنا ببعض الوقت الذي لم يتعد نصف الساعة بالنسبة للرياضيات، على الرغم من ذلك كان يستوجب العمل على مراعاة إطالة الوقت ليتناسب مع عدد ورق الأسئلة.
أما حمد كمشكي ٩٥,٧% المسار علمي فيزياء ورياضيات فيرى أن تمديد وقت الدوام المدرسي في بدايته قد شكل علينا عبئا كبيرا إضافة إلى تبديل المناهج التي لم يكن استيعابها سهلا فقد كانت بحاجة إلى مجهود مضاعف لدراستها وفهمها وخصوصا انه قد تمت ترجمتها حرفيا مما ضاعف صعوبتها، وعلى الرغم من أن الأساتذة بذلوا قصارى جهدهم خلال عملية التدريس فاننا نطالب بضرورة العمل على إيجاد أناس متخصصين في إعداد المناهج ليتولوا تعديلها، ولا يمكن أن ننسى جدول الامتحانات المضغوط الذي كان سببا واضحا لإحباط الطلبة فلم يكونوا قادرين على التنفس وهذه السابقة لم تكن موجودة بمستوى الضغط نفسه.
.
مقالات أخرى...
- خدعونا فقالوا: الخيرات.. بعد دمج صناديق وقوانين التقاعد - (23 يونيو 2012)
- وقفة مع المتفوقين شكرا لمعلمينا.. جعلونا نتجاوز الحوادث الأليمة - (15 يونيو 2012)
- بعد ركود موسم سفر ملتهب - (14 يونيو 2012)
- من المسئول؟.. حوادث سكن العمال تتفاقم! - (13 يونيو 2012)
- بعد أن ضربتها الأحداث السياحة العلاجية بالبحرين.. إلى أين؟ - (27 مايو 2012)
- التحرش الجنسي في مواقع العمل.. معاناة المرأة العصرية - (26 مايو 2012)
- عدوانية الطلاب.. ظاهرة تتفاقم (٢-٢) للإعلام دور في تنمية العدوانية - (18 مايو 2012)
- قضية يضعها الحائرون بين يدي سمو رئيس الوزراء الإسكان منحت القرض باليمين وعرقلت الاستفادة منه بالشمال! - (14 مايو 2012)
- عدوانية الطلاب.. ظاهرة تتفاقم (١-٢) دور الإعلام.. ورجل الدين.. والمعلمين.. غائب! - (12 مايو 2012)