الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٢ - الاثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


الوفاق تطبق سياسة (ترييف المدن)!





حين يتم اختطاف مؤسسات المجتمع المدني وتجييرها للمصالح الحزبية والسياسية والطائفية نكون قد فرطنا في (الدولة المدنية) لصالح العبث السياسي.. هذا ما حدث في جمعية المعلمين وجمعية الأطباء، واتحاد العمال.. وكاد ينجح نفس الدور العبثي في (غرفة تجارة وصناعة البحرين) لولا المسارعة الوطنية من سمو رئيس الوزراء لإنقاذ الغرفة من الاختطاف الحزبي الطائفي العابث بالشأن الاقتصادي.

وفي كل المؤسسات المدنية والنقابية والجمعيات المهنية التي تعرضت للاختطاف خلال السنوات الأخيرة نكتشف أصابع واضحة لجمعية (الوفاق) أو مد يدها لتحويل هذه المؤسسات إلى أبواق تكرر نفس شعارات (الوفاق) والتطبيل لسياساتها وتوجيهاتها الحزبية والطائفية، هذا هو أسوأ دور تقوم به هذه المؤسسات حين تسيطر عليها (الوفاق)، فهي تتحول من مؤسسة مدنية أو نقابة أو جمعية مهنية تجمع في صفوفها كل المواطنين البحرينيين، ضمن مصالح وطنية واحدة، إلى مؤسسة تعزز الحشد الطائفي البغيض بين المواطنين.

وهكذا بدلا من أن تركز هذه المؤسسات المدنية والنقابات والجمعيات المهنية على الشئون المطلبية لتحسين أوضاع العاملين في هذه القطاعات، والارتقاء بمستوى الإنتاج والجودة وتحسين ظروف العمل، وزيادة الرفاهية المعيشية للأعضاء، تصبح مجرد أداة حزبية في يد (الوفاق)، أو الجمعيات التي تتعاطف معها طائفيا، وبذلك يكون (الأعضاء) هم الخاسر الأكبر بهذه الاختطافات الحزبية.

لكن تبقى تجربة (غرفة التجارة والصناعة) الأخيرة هي النموذج الحي على محاولة (الاختطاف) الحزبي لأعرق مؤسسة في المجتمع المدني بالبحرين.. وقد حاولت (الوفاق) أن تطبق سياسة (ترييف المدن) على الغرفة! هذه السياسة طبقتها على الانتخابات البرلمانية حينما كانت تشارك فيها! حين (لغمت) المناطق المدنية في العاصمة (المنامة) وضواحيها بأعضاء ومترشحين للانتخابات من خارج العائلات البحرينية العريقة من الطائفة الشيعية الكريمة، وفرضت عليهم أعضاء (وفاقيين) جاءوا بهم من القرى التي يسيطرون عليها.. وهذا ما يسمى سياسة (ترييف المدن)!

وغرفة تجارة وصناعة البحرين تتعرض حاليا لهذه السياسة (الوفاقية) في عملية الاختطاف، فهي تريد ابعاد العائلات البحرينية العريقة عن العمل التجاري (سواء كانوا شيعة أو سنة) وتفرض عليهم نماذج (وفاقية) في الأسرة التجارية، لكي تستخدم (الغرفة) بعد ذلك كسلاح ضد الدولة.. تماما مثلما فعلوا في جمعية المعلمين وجمعية الأطباء واتحاد العمال.. ومؤسسات فارغة من محتواها المهني ومدجنة للفتن الطائفية البغيضة!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة