الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٥ - الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٢ م، الموافق ٨ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


سكان غاو شمال مالي عالقين في مواجهات بين الطوارق والإسلاميين





باماكو - (ا ف ب): دارت مواجهات أمس الأربعاء بين متمردين طوارق وإسلاميين في غاو شمال مالي الذي تسيطر عليه منذ ثلاثة اشهر مجموعات مسلحة متناحرة، ووقع ضحيتها سكان المنطقة الذين نفد صبرهم من القوانين المفروضة عليهم. واندلعت معارك بالاسلحة الثقيلة بين عناصر من الحركة الوطنية لتحرير ازواد واسلامي (موجاو) صباح الاربعاء في اثنين من احياء غاو على الاقل.

وصرح صاحب محطة بنزين مجاورة لمقر حاكم المنطقة في معلومات اكدها شهود اخرون لفرانس برس «جرى ذلك قرب مقر حاكم المدينة (تسيطر عليها الحركة الوطنية لتحرير ازواد)، وان مقاتلي الطرفين يتبادلان القصف بالاسلحة الثقيلة».

وقالت نينا عمرو شقيقة عضو في المجلس البلدي الذي قتله مسلحون مساء الاثنين «اننا نسمع عيارات نارية، ان مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير ازواد يطلقون النار علينا، نحن خائفون». واكدت ان مجموعة من مقاتلي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا توجهوا إلى معسكر الحركة الوطنية لتحرير ازواد في حي «شاتو دو».

وافاد شهود ان تبادل اطلاق الرصاص متواصل حتى الظهر وان الحركة الوطنية لتحرير ازواد و«حركة التوحيد والجهاد تلقيا تعزيزات». وتجري هذه المواجهات بين المقاتلين الطوارق والاسلاميين غداة تظاهرات عنيفة في غاو قام بها سكان غاضبون من اغتيال عضو المجلس البلدي ادريس عمرو المدرس والعضو في حزب الرئيس الانتقالي ديونكوندا تراوري.

واطلق مسلحون النار على مئات المتظاهرين فقتلوا شخصا على الاقل واصابوا عشرة اخرين. واتهم شهود الحركة الوطنية لتحرير ازواد باطلاق النار على الحشود، لكن الحركة نفت ذلك قطعا وتحدثت عن «تضليل» من طرف حركة التوحيد والجهاد.

واعلنت هذه الحركة التي تعتبر منشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، اعتقال شخصين متهمين بقتل عمرو دون ان توضح اذا كانا ينتميان إلى الحركة الوطنية لتحرير ازواد ام لا. واحتلت حركات التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وانصار الدين بدعم القاعدة والحركة الوطنية لتحرير ازواد وعدة مجموعات اجرامية مدنا ومناطق شمال مالي -تمبكتو وكيدال وغاو- منذ نهاية مارس ومطلع ابريل.

وساهم في سقوط اكثر من نصف اراضي مالي بين ايدي الحركات المسلحة انقلاب اطاح بالرئيس امادو توماني توري في ٢٢ مارس. من حينه والجيش المالي الذي يعاني من الانحلال، عاجز عن استعادة الاراضي التي فقدها بينما تبدو السلطات الانتقالية التي عينت في باماكو بعد انسحاب الانقلابيين من السلطة في السادس من ابريل، عاجزة.

واشتد التوتر بين حركة ازواد، العلمانية التي اعلنت بشكل احادي الجانب استقلال شمال مالي، والاسلاميين الذين لا يريدون استقلال المنطقة بل فرض الشريعة الاسلامية في كافة انحاء مالي. وتعاني الحركة الوطنية لتحرير ازواد من التهميش في عدة بلدات وخصوصا تمبكتو التي يسيطر عليها عناصر انصار الدين حيث فرضوا الشريعة واصبحوا يجلدون العديد من «المنحرفين» والازواج غير المتزوجين وكل من يتناول التبغ والكحول.

وفي نهاية مايو منع عناصر حركة التوحيد والجهاد في غاو شبانا من لعب كرة القدم ومشاهدة التلفزيون متسببين في تظاهرات عنيفة مضادة للاسلاميين اسفر قمعها بشدة عن سقوط خمسة جرحى على الاقل. وتسبب احتلال شمال البلاد واعمال العنف التي ترتكب فيه، بشح عدة مواد ونزوح نحو ٣٠٠ ألف شخص إلى البلدان المجاورة حسب المنظمات غير الحكومية التي تتحدث عن وضع «مثير للقلق».

ولم تثمر المفاوضات بين انصار الدين والحركة الوطنية لتحرير ازواد التي دارت في واغادوغو مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، الوسيط في الازمة المالية، عن نتائج تذكر.وسيعقد قادة دول المجموعة الاقتصادية في غرب إفريقيا الجمعة اجتماعا جديدا في ياماسوكرو لمناقشة ارسال قوة مسلحة إلى مالي، وهي الفكرة التي طرحت رسميا على السلطات الانتقالية في باماكو.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة