القاهرة - الوكالات: يواصل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين مشاوراته لتشكيل «حكومة ائتلافية»، بحسب ما ذكرت الصحف المصرية أمس الأربعاء.

وتعهد المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ اسقاط حسني مبارك في ١١ فبراير الماضي بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب في ٣٠ يونيو الجاري. واعلن عضو المجلس العسكري ممدوح شاهين الاسبوع الماضي انه سيتم تنظيم احتفالية بهذه المناسبة.

وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة ان «مرسي يوجه رسائل تطمين للجميع» بينما تحدثت صحف اخرى عن مشاورات مكثفة يجريها اول رئيس مدني لمصر من اجل تشكيل فريقه الرئاسي والحكومة الجديدة.

وفي هذا السياق، التقى مرسي الثلاثاء في قصر الرئاسة اسر الشهداء ومن بينهم والدتا خالد سعيد ومينا دانيال. يذكر ان خالد سعيد، شاب تعرض للضرب حتى الموت من الشرطة في السادس من يونيو ٢٠١٠ واصبح رمزا للقمع الذي ولد ثورة ٢٥ يناير ضد مبارك. اما مينا دانيال فهو شاب مسيحي قتل في صدامات مع الجيش في سبتمبر ٢٠١١.

والتقى مرسي كذلك وفدا من الازهر واخر من الكنيسة القبطية برئاسة قائمقام البابا الانبا باخوميوس الذي يترأس الكنيسة الارثوذكسية بشكل مؤقت منذ وفاة البابا شنوده الثالث في مارس الماضي.

وكان مرسي، الذي أثار انتخابه قلق المسيحيين المصريين، تعهد في اول خطاب ألقاه بعد اعلان فوزه بالرئاسة الاحد الماضي بأن يكون «رئيسا لكل المصريين». وقال ياسر علي القائم بأعمال المتحدث باسم الرئيس الجديد في بيان أمس الاربعاء ان رئاسة الجمهورية ستصدر الخميس بيانا بشأن «الصورة التي سيؤدي بها الرئيس المنتخب اليمين الدستورية» مؤكدا ان «هذا الموضوع لا يزال تحت البحث والدراسة وهناك حوار يجرى حاليا في هذا الشأن للتوصل إلى حل يرضى القوى الوطنية ويتفق في نفس الوقت مع صحيح القانون».

وكان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين صبحي صالح قال إن مرسي سيؤدي اليمين امام المحكمة الدستورية العليا وفقا لما نص عليه الاعلان الدستوري المكمل الصادر في ١٧ يونيو الا ان قواعد جماعة الاخوان التي ترفض الاعتراف بحل مجلس الشعب تريد منه ان يؤدي اليمين في ميدان التحرير امام النواب السابقين.

وأكد ياسر أنه «تم الاستقرار حتى الآن على تتولى رئاسة الوزراة شخصية وطنية مستقلة وهناك عدد من الاسماء المطروحة ولكن لم يتم الاستقرار على أي منها حتى الآن».

وأشارت تقارير صحفية إلى ان مرسي اجرى اتصالات بالمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، الا ان ياسر علي نفى هذه التقارير وأكد في البيان ان «اخر اتصال جري بينهما (مرسي والبرادعي) كان صباح يوم السبت الماضي قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية لدعوته لحضور اجتماع القوى الوطنية التي وقعت على بيان الخروج من الأزمة، غير أن الدكتور البرادعي فضل محاولة الحديث مع المجلس العسكري في هذا الاطار».