الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥١٨ - الأحد ١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


إسلاميو جماعة أنصار الدين يدمّرون أضرحة الأولياء في تمبكتو





باماكو - (ا ف ب): باشر اسلاميون من انصار جماعة انصار الدين، احدى المجموعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي، أمس السبت تدمير اضرحة الاولياء المسلمين في مدينة تمبكتو في شمال مالي، وذلك ردا على اعتبار منظمة اليونسكو ان هذه المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي باتت معرضة للخطر. واعلن سندا ولد بوعمامة المتحدث باسم انصار الدين في اتصال هاتفي من باماكو عبر مترجم لفرانس برس ان حركته "ستدمر اليوم كل اضرحة المدينة، كل الاضرحة بدون استثناء".

وافاد سكان في المدينة لفرانس برس عبر الهاتف ان ضريح سيدي محمود في شمال المدينة كان اول الاضرحة التي تم تدميرها، وسبق ان تعرض هذا الضريح للتخريب مطلع مايو الماضي من قبل عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المتحالف مع جماعة انصار الدين.

وقال احد سكان المدينة في اتصال مع فرانس برس وهو يبكي تأثرا "اليوم، وفي الوقت الذي اتحدث فيه معكم، انهى اسلاميو انصار الدين تدمير ضريح سيدي محمود"، موضحا انهم دمروا الجدار المحيط بالضريح، واصفا هذا العمل بـ"الامر الخطير". وتوجه الاسلاميون بعدها الى ضريح سيدي المختار في شرق المدينة حيث باشروا هدمه ثم انتقلوا الى ضريح الفا مويا فدمّروه ايضا. وقال شاهد قريب من امام تمبكتو ان رجال انصار الدين الذين يريدون تطبيق الشريعة في جميع انحاء مالي "قالوا انهم اليوم سيدمرون كل شيء، حقا انهم انتهكوا تمبكتو اليوم، انها جريمة". واكد المتحدث باسم انصار الدين ردا على سؤال فرانس برس ان تدمير الاضرحة يأتي ردا على قرار اليونيسكو الذي صدر يوم الخميس واعتبر مدينة تمبكتو مهددة، مع العلم ان هذه المدينة مدرجة من قبل منظمة اليونيسكو على لائحة التراث العالمي منذ ١٩٨٨. وقال المتحدث ان "الله واحد لا شريك له وكل هذا شرك، اننا مسلمون، وما هي اليونسكو؟". وافاد موقع اليونسكو على الانترنت ان تمبكتو تعد "١٦ مقبرة وضريحا كانت من المكونات الاساسية للنظام الديني حيث انها، بحسب المعتقدات الشعبية، كانت حصنا يحمي المدينة من كل المخاطر".

وقد لقبت المدينة التي أسستها قبائل من الطوارق في القرنين الحادي والثاني عشر، "بمدينة الأولياء الـ٣٣٣"، وكانت مركزا ثقافيا اسلاميا ومدينة تجارية مزدهرة تعبرها القوافل التجارية. واشتهرت تمبكتو ايضا بعشرات آلاف المخطوطات التي يعود بعضها الى القرن الثاني عشر والبعض الآخر الى عهد الجاهلية، وتملك معظمها كبرى عائلات المدينة التي تعتبرها من الكنوز الثقافية، ونقلت نحو ثلاثين الفا من تلك الوثائق التي تملكها المؤسسة الحكومية "لايداعها في مكان امن" بعد عمليات اتلاف قام بها اسلاميون في ابريل. وبإعلانها يوم الخميس وضع المدينة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر على غرار موقع غاو (شمال شرق) التاريخي، حذرت اليونسكو المجتمع الدولي من المخاطر المحدقة بها. واعلنت اليساندرا كامينز رئيسة اليونسكو في بيان ارسل الى فرانس برس "علمنا للتوّ بالفاجعة الجديدة والاضرار التي لحقت بلا مبرر بضريح سيدي محمود في شمال مالي" داعية كل الاطراف المعنية بالنزاع في تمبكتو الى "تحمل مسؤولياتها".

من جهة اخرى اعلن عميد جامع باريس دليل ابوبكر أمس السبت ان تدمير أضرحة الأولياء في تمبكتو "سيتسبب في صدمة لدى اغلبية مسلمي المنطقة". وردا على سؤال فرانس برس قال ان "سكان تلك المناطق قد يشعرون بأنه اعتدي عليهم بهذا العمل المجاني الذي لا فائدة ترجى منه".

واعتبر تدمير الأضرحة "عملا يدلّ على الانتماء الى تيار اسلامي متطرف قد يصدم معظم مسلمي المنطقة". واستذكر ابوبكر اهمية تمبكتو التي احتضنت اعتبارا من القرن الحادي عشر "العديد من العلماء والمثقفين وحفظة القرآن ومفسريه". واضاف ان "كبار رجال الدين في تمبكتو وغيرها من مدن المنطقة يعتبرون جزءا من التراث الاسلامي ويعتبرون من الصالحين الذين يستمر التبرك بهم بعد وفاتهم لكن الاسلام المتشدد يرفض ان تكون تلك العتبات مزارا". وفضلا عن تمبكتو (شمال غرب) تسيطر حركات اسلامية مسلحة، منذ الفوضى التي ترافقت مع الانقلاب العسكري في ٢٢ مارس، ايضا على غاو وكيدال (شمال شرق)، وهي المناطق الثلاث التي تشكل شمال البلاد. ويعيد تدمير اضرحة تمبكتو الى الاذهان ما اقدمت عليه طالبان مع حلفائها في تنظيم القاعدة من تدمير تماثيل بوذا في باميان المدرجة ايضا على التراث العالمي في وسط افغانستان في مارس ٢٠٠١.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة