الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢١ - الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٤ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرأي الثالث


إلى ضاحي خلفان.. مع التحية





نعلم جميعا أن للاعتبارات الوظيفية في أي دولة مهام ومسئوليات وخطابا يجب أن يتسم بالحكمة والحفاظ على علاقات الدولة مع الدول الأخرى، وخاصة التي تربط بينهم علاقات إيجابية ولم تحدث بينهم أي خلافات كبيرة وخطيرة، ولكل مرحلة خطاب، تماما كما أن لكل موقع ومنصب في الدولة أو خارجها أسلوبا في الخطاب تحدده الخطوط الدبلوماسية والرسائل السياسية التي يجب أن تبعث إلى الطرف الآخر.

ولكن يبدو أن بعض المسئولين في عدد من دول الخليج العربي أصبحوا غير مدركين لأهمية الحدود الفاصلة والخيط الرفيع بين الموقف الشخصي للمسئول وبين الموقف الرسمي للدولة الذي يجب أن يلتزم به هذا المسئول في خطابه وحديثه عن أي دولة، وإلا فإن استمرار وتمازج الموقف الشخصي من الشخص المسئول ضد دول أخرى وبخلاف الموقف الرسمي من الدولة، ستكون نتيجته الحتمية خلافا واستعداء أكيد على مستوى الدول والشعوب كذلك.

كغيري من أبناء الخليج والوطن العربي تواردت إلينا علامات استفهام كثيرة من استمرار تصريحات السيد ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وإذا كان للسيد خلفان مواقف من جماعة الإخوان المسلمين في مصر فيجب أن يكون أكثر حكمة في حديثه عن السيد محمد مرسي باعتباره رئيسا لمصر وليس مسئولا رفيعا في جماعة الإخوان المسلمين.

الأستاذ نجيب الزامل كتب في جريدة الاقتصادية السعودية كلاما جميلا في هذا الأمر، وقال: «عجيبٌ أن يتفوه صاحبُ مركزٍ مسؤول بكلام لا فائدة منه ولا رجاء، والأعجب أن التفوّه بكلامٍ يبعد الفائدةَ ويبعد الرجاء، ومن الشطط البعيد والإغراق في البُعد عن أي رأي صائب أن ينتقد رجلٌ مسؤولٌ من دولة صديقة رئيساً لدولة صديقة مهما كان رأيه في ذلك الرئيس، فكيف بدولة شقيقة وتمثل الضمير والثقل النوعي العربيين؟ فالسيد الرئيس مرسي لم يعد يمثل شخصه، بل صار يمثل مصر، ويمثل شعب مصر، والتقدم بالتحذير منه واستنقاصه إنما هو تحذير واستنقاص لمصر وشعب مصر، ولا يُفهَم غير ذلك، وهوكلام مسحوب منه عنصر الحكمة».

إن إعجابنا وتقديرنا للسيد ضاحي خلفان لا يمنعنا من أن نرى في كلامه ضد الرئيس المصري كلاما غير موفق ولا يتسم بالحكمة والدبلوماسية، ولا يخدم حاجة دول الخليج العربي الى مصر وموقفها المساند والمؤيد للقضايا الخليجية، وخاصة المتعلقة منها بالأمن القومي الخليجي، ولعل ذلك ما أشار إليه د.عبدالله النفيسي من الكويت حينما قال: «إن مصر الجديدة تتطلع إلى علاقات أخوية ودافئة مع دول مجلس التعاون الخليجي، وإن ما صدر من تصريحات استفزازية لها من بعض الجهات الخليجية لن يدفع مصر إلى تعميم الموقف على المنظومة الخليجية».

كل ما نرجوه ونأمله أن يتوقف السيد خلفان وهو في منصبه الرسمي عن استعداء الأمة المصرية ورئيسها، لأن ذلك ليس في مصلحة الخليج ولا العرب، أما إذا أصر على استمرار موقفه العدائي وخلط الموقف الشخصي بالمنصب الرسمي، فعليه أن يستقيل من منصبه ويرفع الحرج عن الجميع ويقول بعد ذلك ما يشاء.. وله منا كل التحية والتقدير.

والحديث ينطبق على أي مسئول يريد استعداء مصر ورئيسها.. فمصر كبيرة بشعبها وتاريخها ومكانتها.. ودول الخليج أقوى وأكبر بمصر ومع مصر.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة