الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٢ - الخميس ٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٥ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


دعوات إلى "تحرير" شمال مالي من الحركات المسلحة ولا سيما الإسلاميين





باماكو - (ا ف ب): تظاهر آلاف الماليين الغاضبين، ومعظمهم من شمال البلاد، أمس الاربعاء في باماكو واعتصموا مطالبين "بتحرير" تلك المنطقة الشاسعة التي تحتلها منذ اكثر من ثلاثة اشهر حركات مسلحة يطغى عليها الاسلاميون، على ما افاد مراسل فرانس برس. وقال عمر مايغا مسؤول جمعية شبان متحدرين من شمال البلاد دعت إلى الاعتصام لفرانس برس "اذا لم يشأ الجيش ان يخوض الحرب فليعطونا وسائل لتحرير أراضينا.. اننا نطلب تحرير بلادنا". وقال بعض المتظاهرين الذين قارب عددهم الالفين "نريد اسلحة لتحرير الشمال". وبدات التظاهرة رغم هطول المطر في وقت مبكر في ساحة الاستقلال وسط المدينة، واستمرت حتى الظهر تحت المظلات يحيط بها العديد من رجال الشرطة والدرك.

وتعاني مالي من ازمة شديدة منذ انقلاب ٢٢ مارس الذي اطاح بالرئيس حمادو توماني توري وأسرع في سقوط الشمال بين ايدي عدة حركات مسلحة بما فيها الحركة الوطنية لتحرير ازواد وانصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا. ولم تتمكن السلطات الانتقالية التي تشكلت بعد انسحاب الانقلابيين، من وضع حد لاحتلال المناطق الادارية الثلاث في الشمال وهي كيدال وغاو وتمبكتو.

وعزز الاسلاميون سيطرتهم على الارض عبر هزيمة حليفتهم السابقة الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي تقود تمرد الطوارق وطردها من غاو (شمال شرق) في ٢٧ يونيو بعد معارك عنيفة مع التوحيد والجهاد اسفرت عن مقتل ٣٥ شخصا على الاقل، ثم اجبارها على الانسحاب من تمبكتو في اليوم التالي باوامر من انصار الدين، بحسب شهود. وصدم عناصر انصار الدين مالي والعالم مؤخرا عبر تدمير سبعة مزارات لاولياء مسلمين من تمبكتو من اصل ١٦، وبوابة تابعة لاحد المساجد الثلاثة التاريخية في المدينة التي صنفتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي المهدد في ٢٨ يونيو.

وفي باريس دان وزير الخارجية لوران فابيوس "الفظاعات" المرتكبة في الشمال معربا عن امله في صدور قرار عن مجلس الامن. وقال فابيوس "ما يحدث هناك الان هو تركيم للفظائع حيث تتعرض نساء للاغتصاب ويقتل رجال بقطع رؤوسهم، ويشهد اطفال اوضاعا مخيفة". وشجب فابيوس خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ تدمير اضرحة الاولياء في تمبكتو واعتبرها تصرفات "مقيتة".

كما ابدى الاتحاد الاوروبي امس الاربعاء "صدمته الشديدة" حيال هدم اضرحة ومساجد اعتبره عملا "وحشيا ومجانيا" في مدينة تمبكتو في شمال مالي وطالب بحمايتها. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان اصدره مكتبها انها تشعر "بصدمة شديدة جراء التدمير الوحشي والمجاني للاضرحة واماكن العبادة في تمبكتو". واضاف البيان ان اشتون "تدين عمليات التدمير هذه" التي تمثل "محاولة متعمدة لتدمير جزء قديم ثمين جدا من التراث الديني والثقافي ليس ملكا للشعب المالي وحسب وانما للعالم اجمع".

وتمبكتو مدرجة منذ ١٩٨٨ على لائحة التراث العالمي للانسانية. وأكد الاسلاميون تدمير المعالم التاريخية والدينية "باسم الله" معتبرين انها لم تكن متفقة مع الشريعة التي يطبقونها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. من جانبه قال النائب نوك اغ عطية، وهو من الشخصيات التي شاركت في التظاهرة لفرانس برس ان "في مالي، الطوارق والبول والسونغوي (مجموعات شمال البلاد) لا يشاركون في حماقات الحركة الوطنية لتحرير ازواد" الانفصالية والعلمانية، "وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والقاعدة" الجهاديتين المناهضتين للانفصال.

واضاف "انا في الـ٧٥ من العمر، ولا اعرف ازواد" وهي منطقة طبيعية تمتد من شمال شرق البلاد إلى شمال غربها واعلن تمرد الطوارق استقلالها في ابريل. واراد الماليون الغاضبون من خلال التظاهرة توجيه "رسالة قوية إلى السلطات لانقاذ مالي والنسيج الاجتماعي المهدد بقوة. الخطابات والرحلات لن تحل مشاكل مالي، المطلوب تحركات ملموسة"، على ما اكدت فطومة مايغا رئيسة منظمة نسائية غير حكومية مالية من اجل السلام. في اعلان يفترض تسليمه إلى رئيس الوزراء الانتقالي شيخ موديبو ديارا أكد مواطنو الشمال "الادانة باقسى العبارات لزرع الالغام في تربتنا وتدنيس الاضرحة وتدمير المزارات". وطالبوا "بتفعيل الرافعة العسكرية فورا لاستعادة المناطق المحتلة" و"بإشراك المجتمع الدولي من اجل وقف فوري للمعارك وعمليات الانتقام ضد الناس والممتلكات". وامام سيطرة الاسلاميين وعجز سلطات باماكو تعقد دول المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية السبت "قمة مصغرة" في واغادوغو يشارك فيها ممثلون عن مالي لتشكيل حكومة قوية في البلاد. واعربت المجموعة عن استعدادها لارسال قوة عسكرية إلى مالي لكنها تنتظر الضوء الاخضر من السلطات المالية والامم المتحدة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة