الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٣ - الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

حديث القلب


الحـرب القـذرة





كفانا مؤتمرات يا عرب!

لم تعد تفرحني الدعوة لانعقاد مؤتمرات موسكو وطهران من أجل تمديد أجل النظام السوري الذي يقتل شعبه..

مثل هذه المؤتمرات، مجرد ظاهرة صوتية مثل مؤتمرات جامعة الدول العربية، ومن ثم لا حل في سوريا سوى تسليح الجيش السوري الحر..

إذا كنا نشعر بالسخط والغضب عن الإبادة الجماعية للشعب السوري، والجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها نظام الأسد، فماذا نقول عن الداعمين لهذا النظام بالسلاح والمال والعتاد والرجال؟

ماذا نقول عن المجتمع الدولي المتخاذل لنصرة هذا الشعب الذي يتم ذبحه على قارعة الطريق في مرأى ومسمع من العالم؟

قلنا هذا الكلام مرارا..

لا فائدة من هذا النظام، ولا ينفع معه وساطة كوفي عنان الذي ينادي الان بالمفاوضات، ولا نبيل العربي الذي يريد إطالة أمد النظام ، ولا فائدة من مؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر، ولا معارضة تتفق وتختلف، ولا بعثات مراقبة دولية لا تراقب أحدا، ولا مؤامرات طهران، ولا شجب دوائر البيت الأبيض، ولا تنديد الدول الأوروبية، ولا اجتماعات الخيرين من أمة لا اله إلا الله حين تتوحد جهودهم ، للوساطة في الجلوس حول مائدة المفاوضات ، لإنتاج نظام بديل بعد إزاحة هذا النظام الفاشي المستبد ..

لم أسمع بنظام احتكر لنفسه حق تعريف الإرهاب مع لندن وواشنطن وتل أبيب وطهران وموسكو سوى هذا النظام، الذي دأب على توجيه الاتهام لشعبه، بأنهم من القاعدة والإرهابيين، وإصدار الحكم عليهم بالإعدام الجماعي في المحافظات السورية، ويستجدي موسكو لتمهله ٠٦ يوما لإخماد الثورة..

لم يدرك هذا "النظام الطاغي المستبد" كما نعته "هوشيار زيباري" وزير خارجية "جواد المالكي" في العراق، وهو يتسول هذه المدة الإضافية من "بوتين" قيصر روسيا، وهو يعيد إنتاج نفسه كحاكم من جديد، أن الشعب السوري قد خرج من الستار الحديدي منذ ٧١ شهرا، ويتطلع إلى الانعتاق للحرية والكرامة الإنسانية والبحث عن الإنتاج لغد أفضل..

الموقف الروسي الحالي يأبى ألا أن يعيد أمجاد الشيوعية بالتسلل إلى أرض العرب، بعدما أرغمت أنفها في الوحل الأفغاني واضطرت للانسحاب وهي تجر أذيال الخيبة على يد المجاهدين الأفغان..

أما اليوم فنطالع التاريخ وكأنه يعيد إنتاج نفس الحرب القذرة التي لعبها كل من الفاشية والنازية والمجوسية إلى جانب الصهيونية العالمية، وهم يزحفون لإبادة الجنس العربي المسلم، وكانت حصيلة ما اقترفوه من الخطايا والآثام حتى الآن، أكثر من ٧١ ألف قتيل، بما يعادل أكثر من مائة ألف لتر من الدماء السورية الزكية سالت بها أودية العرب..

على أي حال، لا يمكن إزاحة هذا النظام ألا بالقتال، ولن يؤتي القتال أكله، إلا بدعم الجيش السوري الحر، بالسلاح والمال والعتاد إعمالا لنص الآية ٠٦ من سورة الأنفال: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"..

بالعودة إلى التحليل النفسي لسياق الآية الكريمة، نؤكد أن هذه الأنظمة والجيوب السرطانية في لبنان والعراق الداعمة لهذا النظام هم أعداء الله، ومن ثم نحن مع "قاسم سعد الدين" الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر،بأن مؤتمر المعارضة الذي انعقد في القاهرة الاثنين الماضي، هو مؤامرة لأنه ينص على رفض التدخل العسكري في سوريا.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة