الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٤ - السبت ٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

خطيب جامع الخالد:

سرنا إعلان الدكتور مرسي في خطبته بعد فوزه





كان عنوان خطبة الجمعة للشيخ عبدالله بن سالم المناعي في جامع الخالد أمس هو "أهلا ومرحبا بشهر رمضان" قال فيها:

"أيها المسلمون شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، القرآن الذي لا تنطفئ مصابيحه، والسراج الذي لا يخبو توقده، والمنهاج الذي لا يضل ناهجه، والعز الذي لا يهزم أنصاره، القرآن -عباد الله- هو الحقيقة بمثابة الروح للجسد، والنور للهداية فمن لم يقرأ القرآن، ولم يعمل به فما هو بحي، وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح، بل هو ميت الأحياء، ومن لم يعمل به ضل وما اهتدى، وإن طار في السماء أو غاص في الماء، " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظلالُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (الأنعام:١٢٢).

إن الانسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء، بل إن الإفلاس متحقق في حسه ونفسه، ذلك أن القرآن هو الدواء والشفاء، " قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ" (فصلت:٤٤).

إن مما لا شك فيه - أيها المسلمون - أن صلة الكثيرين بكتاب ربهم يكتنفها شيء من الهجران والعقوق، سواء في تلاوته أو في العمل به، بل قد لا نبعد النجعة لو قلنا: إن عِلل الأمم السابقة قد تسللت إلى أمة الإسلام لِواذا وهي لا تشعر، ألا تقرؤون، - يا رعاكم الله - قول الباري جل وعلا: "وَمِنْهُمْ أُمِّيلاونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنلاونَ" (البقرة: ٧٨).

يقول المفسرون: "أي لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة وترتيلا، بحيث لا يجاوز حناجرهم وتراقيهم"، كل ذلك بسبب الغياب القلبي، والعجز الروحي عن تدبر القرآن، بل ان البعض على قلوب أقفالها، "ولو كان من عند الله لوجدوا فيه اختِلفاً كثيراً" (النساء: ٨٢)، أفلا يتدبرون القرآن إذاً.

إن من أسباب عدم التدبر هو البعد عن اكتشاف سنن الله في الأنفس والآفاق، وحسن تسخيرها والتحرر غير المبعض من تقديس الأفهام المغلوطة، والتأويلات المآربية المخلوطة، والتي انحدرت إلى كثير من أوساط الناس، عبر لوثات علل وأفهام يعذبها شعور طاغ من حب الدنيا وكراهية الموت، وما عند الله خير وأبقى للذين هم لربهم يرهبون.

روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال صلى الله عليه وسلم: "وذلك عند ذهاب العلم"، قلنا: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن قرأنا القرآن، ونقرئه أبناءنا، وأبناؤنا يقرئونه أبناءهم؟! فقال: "ثكلتك أمك يا ابن لبيد، إن كنت لأراك من أفقه رجل في المدينة، أو ليس هذه اليهود والنصارى بأيديهم التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهثم هنأ الشعب المصري ابن أرض الكنانة قلب العروبة النابض بنجاح الانتخابات بعد عقود من الزيف والدجل والخداع أخرت الشعب المصري وأضاعت عليه فرصا كان يمكنه بها أن يتقدم ويثبت وجوده. كم نحن مسرورون وفرحون بنجاح الدكتور محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية ليكون أول رئيس مصري منتخب بعد ثورة مصر المجيدة ونحسب انه الرجل المناسب في المكان المناسب لما علمنا منه رجاحة فكره وعقله ومما يتمتع بالكفاية العالية من صدق وإخلاص في خدمة بلاده وشعبه في القيام بالمهام التي توكل إليه سائلين الله تعالى له التوفيق والسداد في أداء هذه المهمة الجديدة وانجاز مشروعه الكبير وهو الذي قال في خطابه القوي: إن مصر ستكون أقوى مما كانت ولتستمر راسخة وليكون الشعب معها في كل ما تعمل إن شاء الله وان مصر ستكون سندا للأمة العربية والإسلامية ولا تعادي أحداً في هذا العالم، كما قال إن مصر على طوال تاريخها قامت بدور الحارس الأمين للشعوب التي تطالب بالعدالة والأمن والاستقرار، وكما عاهد الله على أن يكون أمن مصر واستقرارها نصب عينيه ومسئوليته. تحية للجيش العظيم وإلى كل أبناء مصر مسلمين وأقباط وعمال وفلاحين ورجال ونساء وشباب وشيوخ تحية لهم الذين وقفوا صفا واحدا ضد من يتربصون بثورتهم ويضمرون لها كل شر فعليهم أن يبذلوا كل جهودهم لرد المترددين إلى الصف الوطني والعودة إلى مصرهم الأم والتفاف حول القيادة الجديدة المصرية والوقوف جميعا والإسهام في مشاركة الجميع من أجل مصر ولمستقبل راقٍ لمصر الجديدة، ولأجل الثورة وشهدائها وجرحاها وضحاياها، ولتعود مصر شامخة للقيام بدورها الريادي بين دول العالم العربي والإسلامي بدورها المنشور " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدلاونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (التوبة:١٠٥).

عباد الله.. ان النجاح الديمقراطي لمصر ينبغي التحلي باليقظة والانتباه لكل المؤامرات والدسائس التي قد تحيكها قوى الظلم والردة التي غاظها هذا العرس الديمقراطي الكبير بالتشويش والفرقة.

قال الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وكما ندعوا الشعب المصري العظيم إلى مزيد من الشكر والامتنان إلى المولى عز وجل بالشكر والعرفان بأن وفق الشعب المصري العظيم بهذه الانجازات التاريخية حتى وصلوا إلى الحكم وأصبحت مصر برئيسها الجديد بتأسيس دستور جديد يعبر عن هوية الأمة ويقطع مع كل مظاهر الاستبداد ويؤسس للتعددية والحرية وحماية الحقوق العامة والخاصة. وفي النهاية نقول لكل أم ولكل أرملة ان شباب مصر كلهم أبنائهن كما ان هؤلاء الشهداء لم يموتوا لكنهم أحياء عند ربهم يرزقون ونحسبهم عند الله في الفردوس الأعلى.

ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَللاونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيلاهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَللاوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " (الأحزاب: ٥٦) اللهم صل وسلم على نبينا محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك، اللهم كن لهم وليا ونصيراً، ومعيناً، وظهيراً، اللهم هيئ لهم جنود السماء بقدرتك وجنود الأرض بعزتك، اللهم ارحم ضعفهم واجبر كسرهم، وارع اسيفهم، يا قوي يا عزيز، اللهم وأدر الدائرة على عدوك وعدوهم، اللهم اقتلهم بددا، وأحصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، يا قوي يا متين. اللهم وفق إمامنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا، واجعلنا ممن قامه إيمانا واحتسابا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله، "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" (النحل: ٩٠). فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم متصنعون



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة