الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٤ - السبت ٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية


انشقاق العميد مناف طلاس عن النظام السوري ومؤتمر باريس يؤكد ضرورة رحيل الأسد





أكد مصدر قريب من السلطات السورية أمس الجمعة انشقاق العميد مناف طلاس القريب من عائلة الرئيس بشار الاسد، عن الجيش السوري منذ ثلاثة أيام وخروجه مع أفراد عائلته من سوريا.

وقال المصدر "لقد انشق العميد مناف طلاس منذ ثلاثة أيام وغادر سوريا على ما يبدو".

وينتمي طلاس إلى الطائفة السنية، وهو نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي. وهو أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف مارس عام ٢٠١١.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان العميد المنشق في طريقه إلى باريس.

واوضح المصدر القريب من السلطات ان زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، أرملة الملياردير وتاجر السلاح السعودي أكرم عجه، موجودتان في باريس.

وينحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص. وقد كان صديق طفولة لبشار الاسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. وكان مناف طلاس قائد اللواء ١٠٥ في الحرس الجمهوري، الا انه أقصي من مهامه منذ حوالي السنة بعد ان فقد النظام ثقته فيه.

وقال المصدر القريب من السلطات ان مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا لم تحقق نجاحا. وأضاف انه تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة أشهر وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره.

وقال مصدر آخر في دمشق ان الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في فبراير ومارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل.

وأشار المصدر إلى ان ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع شهر يوليو من كل سنة. وقال مقربون من العميد طلاس ان كل عائلته أصبحت في الخارج، وكذلك شقيقه رجل الأعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الانترنت. ويتولى احد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة "كتيبة الفاروق" التابعة للجيش السوري الحر.

ووصف رئيس المجلس الوطني السوري انشقاق العميد طلاس بأنه "ضربة هائلة" إلى نظام الاسد، مؤكدا ان المعارضة ستحاول "التعاون" معه.

ورحبت الولايات المتحدة بانشقاق مناف طلاس معتبرة انه ضربة كبيرة للنظام، كما اعلن متحدث باسم البنتاجون.

من جهتها علقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالقول ان هذا الانشقاق يدل على ان الضباط السوريين "بدأوا يتحركون".

من جانب آخر دعا مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" في باريس مجلس الأمن الدولي إلى ان يصدر بشكل "عاجل" قرارا ملزما "تحت الفصل السابع"، ولكن لا يجيز في مرحلة أولى استخدام القوة، مشددا على ضرورة "رحيل" الرئيس السوري بشار الاسد و"تكثيف المساعدة للمعارضة" السورية. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر في البيان الذي صدقت عليه قرابة مائة دولة غربية وعربية شاركت فيه ان المشاركين يطالبون مجلس الأمن الدولي بأن "يفرض إجراءات تضمن احترام هذا القرار"، اي فرض عقوبات من الأمم المتحدة ضد نظام دمشق.

و"الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة يمهد الطريق أمام فرض عقوبات او حتى يجيز استخدام القوة ضد الذين لا يحترمون نصوص القرارات الصادر بموجبه. لكن القرار الذي دعا اجتماع باريس مجلس الأمن إلى تبنيه الجمعة يندرج في إطار المادة ٤١ من الفصل السابع التي تقف في وسائل الضغط عند حد فرض عقوبات. وتنص المادة ٤١ على انه "لمجلس الأمن ان يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله ان يطلب إلى أعضاء الأمم المتحدة تطبيق هذه التدابير، ويجوز ان يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئيا او كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية".

ولكن في حال كانت التدابير المتخذة تحت المادة ٤١ غير كافية يمكن عندها الانتقال الى المادة ٤٢. وتنص المادة ٤٢ على انه "إذا رأى مجلس الأمن ان التدابير المنصوص عليها في المادة ٤١ لا تفي بالغرض او ثبت أنها لم تف به، جاز له ان يتخذ بطريق القوات الجوية والبحرية والبرية من الأعمال ما يلزم لحفظ السلم والأمن الدولي أو لإعادته إلى نصابه".

كما اتفق المشاركون على "ضرورة رحيل الاسد" مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة استبعاد الأشخاص الذين يمكن ان يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية.

وأوضح البيان من جهة ثانية ان المشاركين قرروا "تكثيف" المساعدة للمعارضة "وفي هذا الشأن، سيقوم بعض المشاركين بتأمين وسائل اتصال للسماح للمعارضة بإجراء اتصالات في ما بينها وبالخارج بشكل أكثر أمانا وبما يتيح ضمان حمايتها في إطار تحركها السلمي".

الى ذلك، نقلت وكالة أنباء ايتار- تاس عن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف رفضه "قطعيا مقولة ان روسيا تدعم نظام بشار الأسد في الوضع القائم في سوريا"، مؤكدا ان "المسألة ليست دعم هذا الزعيم السياسي او ذاك، بل الحرص على ان تتم معالجة الأزمة على أرضية سياسية طبيعية". واوضح المسؤول الروسي ان "روسيا لا تهتم بدعم هذا الزعيم السياسي او ذاك في سوريا، بل بحصول الحوار الضروري بين ممثلي السلطة والمعارضة".

واتت تصريحات ريابكوف ردا على وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون التي اتهمت، خلال المؤتمر كلا من روسيا والصين اللتين قاطعتا المؤتمر بـ"عرقلة" إحراز تقدم حول سوريا.

ميدانيا قتل ٥٣ في أعمال عنف في سوريا أمس، عدد كبير منهم في ضواحي العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وخرجت تظاهرات مناهضة للنظام في مناطق سورية عدة، بحسب ما أفاد ناشطون قالوا ان قوات الأمن واجهت عددا منها بإطلاق النار.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة