الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٦ - الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نوري اكتمل





ومادمنا قد تكلّمنا يوم أمس عن المبادرات والإبداعات في العمل التطوّعي الذي يقوم به شباب من أبناء الوطن يتملّكهم الحماس من أجل أن يقدّموا شيئاً لمجتمعهم وأهلهم عن طريق سواعدهم المخلصة وأفكارهم النيّرة؛ فإنه لابد لنا من التطرّق إلى مشروع آخر، احتفلنا مساء الخميس الماضي بإطفاء شمعته الثانية وسط أجواء فرح وسعادة غامرة وحضور مميز ولافت في قاعة المؤتمرات بفندق كراون بلازا بالمنامة.

المشروع الذي أقصده هو ماتمت تسميته (نوري اكتمل)، الذي بدأ في دولة الكويت الشقيقة وتبناه في مملكتنا العزيزة بعض الإخوة الأعزاء القائمين على منتدى بوابة البحرين، والذي يهدف إلى حثّ الفتيات والنساء وإقناعهن بالالتزام بالحجاب الشرعي الذي فرضه المولى عز وجل على المرأة كزينة وصيانة وحماية لها، حيث تكللت جهود هؤلاء النخبة من الشباب (رجالاً ونساءً) خلال عام واحد فقط بإقناع ما يقارب (٢٥٠) فتاة بارتداء الحجاب عن رضا وقناعة والتزام بهدي الإسلام وابتغاء مرضاة المولى عز وجل، وقد كان مؤثراً مشهد بكاء بعضهن وهنّ يتكلّمن عن حجابهن وفضله سبحانه وتعالى عليهن بهدايتهن إليه والتزامهن به.

في الواقع؛ لم يعد الحجاب مجرّد فريضة شرعية أوجبها المولى عز وجل على نساء المسلمين، يتقرّبون به إلى ربهم ويرجون مرضاته ويحتسبون الأجر والثواب على التزامهم به ضمن بقية الطاعات والأعمال الصالحة التي نحتاج إليها لإعمار دنيانا وآخرتنا، إنما الحجاب الآن أصبح رمزاً للصحوة الإسلامية وعودة إلى الالتزام بالنهج الرباني ودليلاً على انتشار المدّ الإسلامي في شتى أرجاء العالم، وقد أخذت تحاربه صور عديدة ومتنوّعة، وصلت إلى حدّ سنّ قوانين وأنظمة لمنعه والتضييق على من يرتدينه من النساء، بل ذهبوا إلى التراجع عن مبادئ وحقوق ملأوا الدنيا حديثاً وترويجاً لها، مثل الحريات الشخصية التي يقرّونها في كل شيء لكنهم يتوقفون عنها حين الكلام عن الحجاب أو النقاب!!

الشعار الجميل لهذه الحملة المباركة (نوري اكتمل) يحمل دلالات كثيرة، من بينها أن التزام المرأة بالاحتشام واللبس الشرعي هو نور وضياء لها على عكس ما قد يصوّره أولئك الذين دأبوا على الاستخدام السلعي للمرأة ممن لا يرون فيها إلاّ جسدها ومفاتنها ويهينون إنسانيتها فيعرضـونها للرخص والابتذال ولا يجدون فيها إلاّ بضاعة للجنس وسـلعة للإغـراء.

فألف شكر لمسؤولي الحملة ولمنظميها وتهانينا لأولئك اللاتي اكتمل نورهن.

سانحة:

قبل عدّة سنوات تسلمت رسالة من إحداهن حملت عنواناً جميلاً ومؤثراً «الوردة الحزينة» جاء فيه: «كثيرون الذين عرفتهم طوال سنوات دراستي الجامعية ووضعت يدي في يدهم وتبادلت معهم الابتسامات والهمسات واللمسات والأمنيات.. كان مجرد مروري على أحدهم بأصباغ وجهي الزاهية وملابسي القصـيرة الجذابة كافياً لملاحقتي ومحاولة الفوز مني ولو بابتسامة. كانت الحياة وسط الطلبة هكذا لذيذة وممتعة، ولم أشعر بمرارتها إلا بعد أن تقدم بي العمر ومضى قطار الزواج بأخواتي وزميلاتي وتركني أولئك الذئاب المفترسة، أصحاب الأحلام الوردية لا لشيء سوى أنني سيئة السمعة!! الباحثون منهم عن الزواج يريدونها محجبة أو قل منقبة ليست ذات تجربة.. جمالها وقوامها وريحتها لا يعرفه سوى أهلها. يُخيل إليك أن هؤلاء أصحاب القصص الغرامية والمغامرات الرومانسية من شدة تدقيقهم على صفات الالتزام والحشمة لشريكات حياتهم يبحثون عن صحابية جليلة! فهم يدركون أن الوردة التي يشمها الكثيرون تفقد عبيرها، ولكننا نحن الغافـلات عن هذا الســرّ العجيب الذي أودعه الله في الورود والزهور؟ ونحن الغافلات أيضاً عن أن الأسوياء من الرجال، ومن يعودون إلى سويّتهم حين الرغبة في شريكة لحياتهم واختيار أم لأطفالهم، لا يفرّطون في احتشام المرأة وسترها».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة