الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٠ - الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٣ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة


موقف رياضي





تتلخص المشكلة التي يعاني منها لاعب كرة القدم الأرجنتيني الدولي السابق دييغو مارادونا هي إنه يمارس الحياة الكروية بذكاء مفرط يصل به إلى التفكير في استغلال الناس البسطاء الذين تبهرهم الشهرة وشهرته بالذات، هذه المشكلة إما أن تحقق النجاح المؤقت للإنسان كما حدث مع مارادونا في النادي الايطالي المعروف الذي لعب في صفوفه ونقله من القاع إلى القمة وهو نادي نابولي ولو كان قد استمر لأنكشف لكنه فضّل الابتعاد ليوهم المتابعين إنه ساهم في نقل النادي من القاع إلى القمة وهو بالفعل ساهم لكن المساهمة كانت في وقت الحاجة وهناك فرق بين أن تحتاج أو لا تحتاج لأن الحاجة تكلفك الشيء الكثير بما فيها إهدار الكرامة ولو كان مارادونا صادقاً لأستمر إلى اليوم مع نادي نابولي لكنه بنى شهرة هناك وهدمها بنفسه.

القضية الأخرى أن نادي الوصل الإماراتي قاعدته المالية ضخمة وبإمكانه أن يغري مدرب مانشستر يونايتد سير اليكس فيرغسون بالمال وبكل شيء وحتى مدرب مانشستر سيتي الايطالي مانشيني وعلى هذه الفكرة استقطب النادي الإماراتي مارادونا وبالصدفة يتم التوافق فالنادي يبحث عن الشهرة والمدرب يبحث عن المال لتعويض الفشل مع المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم عام ٢٠١٠ وعلى ضوء الرغبتين بين الاثنين تم الزواج الذي لم يمكث طويلاً لأن النادي اكتشف إن الشهرة لا تكفي لتحقيق البطولات المطلوبة ووجود المدرب إن ساهم في شهرة اسم النادي لكنه لم يحقق الجزء الآخر وهو الإنجازات والألقاب.

علينا أن ندرك أن مثل هذه الأفكار الطائشة لا يمكنها أن تحقق الأهداف المرجوة فالرياضة الحقيقية انتقاء دقيق ورب اسم مشهور فارغ المحتوى وعليك بالنظر إلى الطبل فصوته مفزع لكن جوهره خالٍ وهكذا تجد في الناس وفي كثير من المخلوقات كبر الحجم لكن مع وجود فكر ضئيل والعكس هو الصحيح في بعض المواقف والأمور، نأمل أن يكون نادي الوصل قد تعلم من هذه التجربة وأن تتعلم أندية خليجية أخرى ولا تسقط في هاوية الشهرة المزيفة لأننا منذ البداية حذرنا في موقف رياضي سابق بالنتائج التي قد تتحقق على يد هذا اللاعب الدولي السابق والذي يحاول اليوم أن يدخل إلى عالم آخر لم يخض فيه معارك ويريد الكسب عن طريق استغلال الاسم والشهرة لا غير.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة