الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٤ - الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


مبروك على (الأرانب) الـ ١١ مليون دولار!





لعلكم تتذكرون موضوعنا السابق عن (الأرانب.. الذين صنعتهم أمريكا في البحرين) وكنا نعني بهم أولئك البحرينيين الذين تبنتهم (الإدارة الأمريكية) ووفرت لهم الدعم السياسي والمعنوي والإعلامي, وجالت بهم في مؤتمرات وندوات عالمية ومقابلات صحفية وتلفزيونية في كل بقاع العالم تحت مسميات مختلفة مثل: (ناشط حقوقي) أو (ناشط إنساني) أو (ومدون سياسي) أو (ناشط نقابي)! وهم في الحقيقة لا يعدو كونهم عن (قفازات) للإدارة الأمريكية للتدخل في الشئون الداخلية البحرينية, واستخدامهم من قبل (واشنطن) كلما أرادت الضغط على الدولة والحكومة في البحرين.

لكن علينا أن نتذكر أن (الأرنب) لا تقدم خدماتها مجاناً للإدارة الأمريكية, وهي تحتاج إلى الجزر والحبوب والأعشاب التي تتغذى عليها, لكي تؤدي دورها بشكل أفضل في كل مناسبة سياسية تستدعي وخز البحرين "بالتشمخ والعض"!.. ويبدو أن الكرم الحاتمي الأمريكي قد أتى بثماره مع (الأرانب) والجمعيات السياسية الطائفية بعد اكتشاف حقائب الـ ١١ مليون دولار أمريكي في مطار البحرين الدولي, والتي قيل إنها مبالغ رواتب موظفي وجنود (المارينز) في البحرين!

إذا كانت الجهات الرسمية المختصة في البحرين تريد أن (تفوت) للأمريكان هذه المسألة إكراماً للبيت الأبيض, فإن الشعب البحريني ليس بهذه السذاجة.. فالكل يعلم أن الـ ١١ مليون دولار جاءت على شكل علف وجزر للأرانب! ومن باب المصادفة أن مبلغ (المليون) يطلق عليه الأخوة المصريون (أرنب).. يعني ١١ أرنباً دخل مطار البحرين! ولو تم توزيع هذه المبالغ بمعدل (ألف دولار) على كل بحريني يبيع ضميره.. (شوفوا كم أرنب أمريكي بيصير في البحرين)؟!

ربما يقول بعضكم: يمكن للإدارة الأمريكية أن تقوم بتحويلات حسابية بنكية لصالح (أرانبها) في البحرين بدلاً من (الكاش موني).

هي حقاً فعلت ذلك في السابق, لكن عبر منظماتها ومكاتبها السياسية التي كانت تسميها (معاهد سياسية) أو صناديق لدعم (منظمات المجتمع المدني)! وهي مجرد واجهات استخباراتية وجاسوسية.. وحين افتضح أمرها في البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة والبرازيل والهند وروسيا.. كفت أمريكا عن استخدام التمويل المالي عبر هذه (المكاتب الاستخباراتية).. فكيف تطعم (الأرانب) في البحرين؟.. عبر (الكاش موني) بعيداً عن رقابة وعيون وكمبيوترات الحسابات المصرفية العالمية التي تتعقب التحويلات المالية, حتى ولو كان عشرة دولارات في قرية (باثخال) الفقيرة بالهند!

ومبروك على (الأرانب) الـ ١١ مليون دولار!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة