تماماً كالطفل حين يركبه العناد ويصر على التمسك بالدمية التي تخص طفلاً آخر.. هكذا هي جمعية الوفاق في تعاملها مع طلب تراخيص (المسيرات)، وحين ترفض (وزارة الداخلية) منح الترخيص لمسيرة تطلبها (الوفاق) في مراكز تجارية واقتصادية، أو شوارع حساسة لأمن المواطنين والمقيمين وتعطيل مصالحهم اليومية، فإن (الوفاق) يركبها عناد الأطفال فتطلب الترخيص لعشر مسيرات في يوم واحد! مثلما حدث يوم الجمعة الماضي، وليس هذا فحسب بل تصر على دعوة المواطنين للخروج في هذه المسيرات، على الرغم من عدم الترخيص لها، لكي تتسبب في حدوث مواجهات غير محمودة مع قوات الأمن ورجال الشرطة ولسنا نعرف كيف لجمعية مثل (الوفاق) تدعي أنها تدافع عن (جمهورها الخاص بها) ثم تدفع بهم في أتون التهلكة؟!

عشر مسيرات (يا مفترين)!.. وفي شهر يوليو والحر الساخن والشمس الحارقة وكل هذا يتم لتنفيذ الأجندات الإيرانية في البحرين والمنطقة وإرضاء ولاية الفقيه في إيران! لأن طلب الترخيص لعشر مسيرات في يوم واحد يكمن خلفه خبث سياسي كبير القصد منه إلهاء وإشغال قوات الأمن ورجال الشرطة والمرور للانتشار في مناطق متعددة بالبحرين، وحين تحدث صدامات (لا سمح الله( يكون تأثيرها الإعلامي الخارجي أكبر.. باختصار تريد (الوفاق) استنساخ الأزمة السورية الراهنة بأجندة إيرانية.. وشتان بين تعامل النظام القمعي السوري مع (المتظاهرين) وبين تعامل قوات الأمن البحرينية مع (المخربين) في الشوارع!

من هذا المنطلق تأتي توجهات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة لوضع دراسة تختص بتحديد مناطق وشوارع يسمح فيها بإقامة المسيرات والتجمعات والفعاليات المختلفة وفقاً للقانون، وتوفيراً لأفضل الظروف لممارسة حرية التعبير من دون الإخلال بحقوق ومصالح الآخرين أو تعطيل المرافق العامة والخاصة.. توجيهات جيدة جداً لتأمين مصالح الناس والحفاظ على الأمن واستمرار وتيرة العمل والإنتاج في الاقتصاد البحريني.

وهناك من يقترح أن تدفن أرض كبيرة في البحر وتوفر لها كل وسائل الراحة والمرافق العامة كالحمامات ودورات المياه والشوارع المبلطة والإنارة ومركز صحي للعلاج والإسعافات الأولية لحالات الإغماء مثلاً، وتخصص هذه المنطقة لمسيرات ومظاهرات الوفاق!.. وفي هذه الحالة ستضمن هي الحصول على موافقة مستمرة لمسيراتها، ويضمن المواطنون والمقيمون في البحرين حق العيش بسلام واستقرار بعيداً عن مشاكسات (الوفاق) وعنادها الطفولي!