الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤١ - الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٥ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

«ويكيليكس».. وفضيحة أخرى للوفاق





الوثيقة التي نشرتها «ويكيليكس» وهي عبارة عن برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في البحرين، حول تزوير جمعية «الوفاق» وجمعية «وعد» لنتائج الانتخابات في النقابات العمالية، وتشكك الإدارة الأمريكية في مدى صدقية الجمعيتين والتزامهما بالشفافية والديمقراطية على المدى المستقبلي.. هذه الوثيقة تؤكد ما كان يقوله الكثير من الكتاب والصحفيين، بل عدد كبير من المواطنين: إن الجمعيات السياسية التي تدعي المطالبة بالديمقراطية هي ذاتها لا تمارس الديمقراطية.. لا داخل صفوفها وبين أعضائها، ولا مع المواطنين.

والمسئولون الذين كشفوا هذا «التزوير» في الانتخابات النقابية من (داخل السفارة الأمريكية) يعرفون جيدا ان جمعية «الوفاق» وجمعية «وعد» أياديهما ليست بيضاء وبينهما تحالف كبير لإسقاط النظام على المدى البعيد.. ولكن السؤل المحير: لماذا تستمر «الإدارة الأمريكية» والسفارة الأمريكية في البحرين في التعامل مع جمعيات سياسية «مزورة» للانتخابات؟.. ولماذا تستقبل قيادات وكوادر هذه الجمعيات في المحافل والمنتديات الدولية وتعتبرهم يمثلون «المعارضة»؟

التزوير هو نوع من الكذب الذي يرتقي إلى مستوى «الجريمة».. بل يمكن القول: إن كل كلام كذب هو جريمة أيضا.. وهذا ما يجب أن تعرفه «الإدارة الأمريكية» حين تلتقي أعضاء أو قيادات أو كوادر سياسية أو نقابية من «جمعية الوفاق الإسلامية»، لأنهم يكذبون في حديثهم إلى المسئولين الأمريكان.. يكذبون بدم بارد وخبيث في كل المعلومات التي يوردونها حول «سلمية» حركتهم ومطالبهم، بينما هم يحرضون على العنف والتدمير والقتل في شوارع البحرين.. وحين يحضر بعض هؤلاء إلى المنتديات الدولية ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، ومنظمات «حقوق الإنسان»، ومنظمات نسائية عالمية، فإنهم يكذبون بشكل سافر في المعلومات التي يطرحونها من على هذه المنابر الدولية.

التزوير جريمة، لكن للكذب آثارا سلبية تفوق «التزوير» في حد ذاته.. لأن التزوير يكون في حادثة معينة ثم تكتشفه بعد ذلك، لكن «الكذب» يستمر من دون توقف في كل مكان وفي كل زمان.. وعليه يصبح «الجاني» مجنيا عليه، ويصبح المجرم ملاكا، ويصبح المحرض على العنف والجريمة ناشطا حقوقيا، ويصبح مفجر «المولوتوف» ضد الأبرياء مناضلا ديمقراطيا.

وثيقة «ويكيليكس» الأخيرة تؤكد أن كل ما كنا نقوله حول بعض الجمعيات السياسية، و«الوفاق» تحديدا، كان «صحيحا» مائة بالمائة.. وان ما كان يقولونه هم (كذبا) مائة بالمائة.

















.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة