الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٢ - الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٦ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء

«هلاّ قبلتَ نصيحتي»





أخي الحبيب.. ما لي أراك لا تصوم رمضان إلا سيرا على تقليد الناس، أو خوفاً من البشر، أو مجاملة لمن حولك؟ ومن كان هذا حاله ربما لو أتيح له أن يفطر سراً لفعل، فأينك يا اخي من إخلاص العبودية للمولى سبحانه؟ فإنه لكبير يا أخي أن تجهد نفسك في رمضان وتتعب وتحرم على نفسك لذات ما أحله الله لك في هذه الدنيا من طعام وشراب ونكاح بصيام نفل أو غيره ثم لا يكتب لك من ذلك شيء بل ربما كانت عليك حسرات؛ بسبب أنك ما أردت بصومك وجه الله وإنما الرياء والسمعة فأينك يا أخي من قوله تعالى «وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء»؟ أخي العزيز مازلت أذكر مشاجرتك مع جارك وسبابك لزوجتك وأمام الناس بأبشع ألفاظ السباب.. أرى أخي الصائم أنه لا فائدة من صومك طالما انه لا يقوى بان يكون حاجزاً يحول بينك وبين الغلط في القول والفعل إذ لا يليق بالمسلم عامة ولا بالصائم خاصة أن يوزع ألفاظ السباب والشتائم على من حوله، فإن قصرت الزوجة مثلا في طهي الطعام أو في كنس البيت أو كي الثياب أو العناية بالأطفال أو صناعة الشاي قام بسبها وبسب أهلها وهددها وملأ البيت صراخاً وضجيجاً! إنه ليس من المروءة والكمال أن يكون الرجل في بيته امبراطوراً إذا تكلم سكت الجميع وإذا ظهر عليهم تجمد الكل، فلا ترى لهم حركة ولا تسمع لهم همسا، فكن يا رعاك كما كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم حكيماً حليماً صبوراً رقيقاً حتى مع أهله، فأينك من قوله تعالى «فبما رحمة من ربك لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» ومن قوله صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»؟أخي الصائم أرجو ألا يكون حالك مع العبادة هذا العام كحالها في سائر الأعوام نوم عميق بالنهار وسهر ولعب بالليل.. أما الصلاة فهي في عالم النسيان يقول أحد القسس وهو الأسقف لوفرو يقول: لا يستطيع أحد خالط المسلمين لأول مرة إلا أن يندهش، ويتأثر بمظهر المسلمين في عقيدتهم حينما يكبّرون ويصلون.

نحن الذين إذا دعوا لصلاتهم

والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا

جعلوا الوجوه إلى الحجاز وكبّروا

في مسمع الروح الأمين فكبّرا

أما أنتِ يا أختاه، فيجب عليك المحافظة على وقتك بما ينفعك من أعمال البر والتقوى والمرأة الصالحة هي التي تحفظ زوجها حتى وان كانت صائمة وذلك بالإحسان إليه، والصبر عليه، وتحمل الأذى منه، وحسن القول له، وحسن التبعل له، وأن تتزين له ما استطاعت، وتحرص على أن تكون سبباً في إعفافه، وغض بصره عن الحرام، وتستعد له في نفسها ولباسها وتزينها ومنـزلها وأطفالها؛ حتى لا تقع عينه منها على قبيح، ولا يشم منها إلا أطيب ريح . تقبل الله منا ومنكم سائر الأعمال.

أديب البشير











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة