محللون: ضرب حزب العمال الكردستاني في سوريا سيكون خطرا وستكون نتيجته عكسية على تركيا
 تاريخ النشر : الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢
اسطنبول - (ا ف ب): تتصدر مسألة وجود عناصر من متمردي حزب العمال الكردستاني التركي او مقربين منه في شمال سوريا، جميع الخطب في انقره التي تتحدث عن احتمال القيام بتحركات عسكرية او حتى انشاء منطقة عازلة الأمر الذي يعتبره المحللون في غاية الخطورة.
فهذه الفكرة محفوفة بالمخاطر أولا لان سوريا التي تشهد نزاعا داخليا ليست العراق حيث السلطة المركزية على غرار الإدارة الكردية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق، تآلفت طوعا او كرها مع الغارات التي يشنها الطيران الحربي التركي بين الحين والآخر على القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني.
وحذر الخبير عثمان بهادير دينتشر من مركز الدراسات حول الشرق الأوسط قائلا «ان اردتم تنفيذ عملية مطاردة في هذا الظرف الساخن في شمال سوريا، فان الحكومة السورية سترد بشكل مختلف جدا عن الحكومة العراقية».
فالعلاقات متوترة أصلا بين دمشق وجارتها أنقرة التي تطالب بإنهاء القمع ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد. ثم تفاقم تدهورها عندما أسقطت سوريا طائرة حربية تركية في ٢٢ يونيو قبالة سواحلها.
ويتوقع الأسوأ في هذه الحالة من نظام مسلح بقوة ويواجه وضعا حرجا ويحظى علاوة على ذلك بحلفاء لهم وزنهم.
وقال جنكيز جندار من صحيفة راديكال الليبرالية «ان ادخلت تركيا جنودا إلى الأراضي السورية بمفردها وبدون غطاء عملية دولية، سيكون ذلك بمثابة استفزاز معلن لروسيا وايران».
وسيتسبب أسلوب القوة بأضرار جانبية اخرى، لان أي عملية عسكرية «ستجر تركيا حتما إلى مغامرات جديدة غير مستحبة، ستقوض ليس فقط التقارب الجاري مع شمال العراق الكردي، بل ستزيد المشكلة الكردية في تركيا تفاقما». و«سيحدث ذلك عداوة بين تركيا وجميع الاكراد» في الشرق الاوسط كما لفت جنكيز جندار.
ويحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الحكم في أنقرة منذ ١٩٨٤، ويطالب الآن بدلا من الاستقلال، بحكم ذاتي في جنوب شرق الاناضول المأهول بغالبية كردية. وأسفر هذا النزاع عن سقوط اكثر من ٤٥ الف قتيل.
ويعتبر المحللون ان الحل الفعلي يمر عبر الدبلوماسية ولعبة النفوذ. «ففي هذه المنطقة من شمال سوريا هناك العديد من العشائر العربية السنية وتتمتع بنفوذ كبير على السكان الاكراد» كما قال دينتشر.
وأضاف «ان استطاعت تركيا التعاون مع هذه العشائر فستتمكن من القضاء على نفوذ حزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي» في اشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي السوري القريب من الكردستاني التركي.
واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء النظام السوري بانه وضع خمس مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني او حزب الاتحاد الديمقراطي للاساءة لتركيا، قبل ان يؤكد ان تركيا ستستخدم حقها في ملاحقة المتمردين في حال الضرورة. واعتبر أيضا ان انشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية يشكل احد الخيارات الممكنة.
ولفت هيوغ بوب من مجموعة الأزمات الدولية «ان الوضع أكثر فوضوية من ذلك, فالواقع هو ان حزب الاتحاد الديمقراطي لا يسيطر كليا على الوضع في شمال سوريا, ومن الواضح انهم يعملون في الوقت الحاضر بالتعاون مع مجموعات اخرى».
وقد وقع المجلس الوطني الكردي الذي يضم اثني عشر حزبا كرديا سوريا، والمجلس الشعبي لكردستان الغربية المنبثق عن حزب الاتحاد الديمقراطي، في اربيل بشمال العراق في ١١ يوليو الماضي اتفاقا لتوحيد الصفوف تحت رعاية الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني.
وفي هذه الحالة يبدو مفتاح مشاكل أنقرة في اربيل عاصمة كردستان العراق التي يمكن ان تستخدم نفوذها لدى الحركات الكردية السورية لنزع فتيل التوترات مع تركيا.
ويبدو ايضا ان الحكومة التركية ادركت هذا الأمر، وسيتوجه وزير الخارجية احمد داود اوغلو الأربعاء إلى اربيل لـ «يتقاسم وجهة نظر» أنقرة مع الأكراد العراقيين.
.
مقالات أخرى...
- لا تقدم في المحادثات اليابانية الروسية بشأن النزاع على جزر الكوريل
- مصر تدعو الى وقف العنف الطائفي في ميانمار
- جمع أكثر من ٧٢ مليون دولار في السعودية من أجل سوريا
- قائد البحرية: روسيا قد تقوم بإجلاء جنودها من قاعدتها في سورية
- الأمن اليمني يبطل مفعول عبوتين ناسفتين داخل حقيبة
- إدارة السجون الإسرائيلية تضيق على الأسرى دينيا في رمضان
- ارتفاع ضحايا الاشتباكات العرقية في الهند إلى ٥٢ قتيلا
- هنية: الرئيس المصري وافق على عدة قرارات تتعلق بتحسين الأوضاع في غزة
- المفاوضات حول تجارة الأسلحة في الأمم المتحدة تنتهي بلا توافق
- عودة سعودي كان معتقلا في إسرائيل لسنوات إلى بلاده
- الجيش السوري الحر يعلن وقف هجوم القوات النظامية في حلب وقتلى السبت ١١١
- رئيس الوزراء المصري يعلن تشكيل حكومته الخميس
- تسعة جرحى في اشتباكات بطرابلس شمال لبنان والجيش يعيد الهدوء إلى المنطقة