الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

عربية ودولية

الجيش السوري الحر يعلن وقف هجوم القوات النظامية في حلب وقتلى السبت ١١١





دمشق - الوكالات: أعلن الجيش السوري الحر وقف الهجوم الذي بدأه الجيش السوري النظامي صباح السبت لاستعادة بعض احياء مدينة حلب، من دون تحقيق اي تقدم، مؤكدا في الوقت نفسه تواصل القصف المدفعي الذي ادى الى نزوح كبير للسكان.

وفي حين حصدت أعمال العنف في سوريا السبت ١١١ قتيلا، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجلس الأمن الى التدخل بشكل سريع لوقف اراقة الدماء في سوريا.

واكد قائد المجلس العسكري لمدينة حلب في الجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي ان «الجيش الحر اوقف هجوم القوات النظامية بعدما تكبدت خسائر كبيرة»، مشيرا الى «تدمير خمس دبابات وعربات وآليات عسكرية ومقتل عشرات الجنود بالاضافة الى انشقاق طاقمي دبابتين».

واكد العكيدي ان «الهجوم الذي بدأ منذ نحو ١٢ ساعة توقف ولم تحقق القوات النظامية اي تقدم لا بل هي تراجعت الى مواقعها السابقة في حي الحمدانية»، موضحا ان «اوتوسترادا يفصل بين حي الحمدانية (الذي يسيطر عليه الجيش النظامي) وحي صلاح الدين (الذي يتحصن فيه الثوار)».

ولفت الى ان الوضع مساء السبت «كان يقتصر على قيام قوات النظام بقصف الاحياء الخارجة عن سيطرتها بالمدفعية والدبابات والمروحيات انطلاقا من حي الحمدانية وكلية المدفعية». واشار العكيدي الى ان «استراتيجية الجيش الحر في حلب تقوم على سياسة التقدم من حي الى حي، أي السيطرة على حي وتنظيفه من الأمن والشبيحة ومن ثم الانتقال الى الحي الآخر».

من ناحيته، افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان «معركة حلب بدأت وقد يكون وقف الاقتحامات اجراء تكتيكيا» من قبل الجيش النظامي، معتبرا ان «توقف التقدم في حي صلاح الدين لا يعني بالضرورة انكفاء». وأوضح ان «سياسة القوات النظامية تقوم على محاولة التقدم في حي ما وقصفه ما يؤدي الى نزوح المواطنين وبعدها يتم الاقتحام بشراسة اكبر»، لافتا الى ان هذا الاسلوب «اعتمدته القوات النظامية في دمشق». وقال عبدالرحمن «ان الوضع في حلب حاليا أكثر هدوءا مما كان عليه صباحا مع استمرار القصف المتقطع وانتشار القناصة».

واكد ناشطون في حلب صباحا بدء الهجوم على المدينة. وقال عبدالرحمن ان «اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء»، مشيرا الى استقدام الجيش تعزيزات الى محيط حي صلاح الدين الذي يضم العدد الأكبر من المقاتلين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد.

واشار الى «سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حركة نزوح، اشتباكات عنيفة في الحمدانية استمرت لنحو ساعتين».

ورأى عبدالرحمن في وقت سابق السبت ان «الوضع في حلب جيد بالنسبة للثوار حتى الآن لانه على الرغم من استخدام الدبابات فإن الجيش النظامي لم يحرز اي تقدم منذ الصباح ودمرت له خمس دبابات».

وأفادت معلومات ان المدينة تعاني انقطاع المياه والكهرباء، بينما يواجه الذين بقوا فيها صعوبات كبيرة في الحصول على الخبز. ويتحصن المعارضون المسلحون خصوصا في الأحياء الجنوبية والجنوبية الغربية لحلب.

في هذا السياق، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الأجهزة الأمنية المختصة اشتبكت السبت مع «مجموعات إرهابية مسلحة» في كل من أحياء الفرقان وسليمان الحلبي والانصاري الشرقي في مدينة حلب. وأفادت «سانا» السبت أيضا ان القوات السورية «حررت» خبيرين ايطاليين كانا يعملان لشركة فرعية لمجموعة انسالدو الايطالية للطاقة في سوريا، بعد ان فقدا قبل اسبوع.

وكانت الخارجية الايطالية قالت الاثنين الماضي ان الشرطة السورية هي من أوقفت مواطنيها في العشرين من يوليو على الطريق بين دمشق والمطار عندما كانا يستعدان لمغادرة البلاد. وفي حين بلغت حصيلة العنف في سوريا امس ١١١ قتيلا، افاد المرصد ان عدد القتلي نتيجة اعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في ١٥ مارس ٢٠١١، بلغ حتى الجمعة ٢٠٠٢٨ قتيلا، مشيرا الى ان بينهم «١٣٩٧٨ مدنيا ومقاتلا معارضا، بالاضافة الى ٩٦٨ منشقا، و٥٠٨٢ من القوات النظامية».

دوليا، تواصلت المواقف من الأزمة السورية على انقسامها بين الغرب من جهة، وروسيا من جهة ثانية. وقال الرئيس الفرنسي السبت خلال زيارة الى مدينة مونلوزان في جنوب غرب فرنسا «ان دور دول مجلس الامن هو التدخل في اسرع وقت ممكن» لوقف اراقة الدماء في سوريا. واضاف الرئيس الفرنسي «أتوجه مرة أخرى الى روسيا والصين لكي تأخذا في الاعتبار ان سوريا ستكون عرضة للفوضى والحرب الاهلية في حال لم يتم وقف بشار الأسد في اسرع وقت». وتابع هولاند «الوقت لم يفت بعد الا ان كل يوم يمر يحدث فيه قمع واحتجاجات وبالتالي مجازر».

واستخدمت روسيا والصين الفيتو ثلاث مرات في مجلس الامن لمنع صدور قرار يدين النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية المناهضة له.

من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت للصحفيين، كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية، «قريبا سيكون لدينا بعض الاتصالات المقررة» مع معارضين سوريين «سواء في سوريا أو في الخارج».

من جهة أخرى وردا على سؤال عن امكانية منح حق اللجؤ الى بشار الاسد قال لافروف «اننا لا نفكر حتى في هذا الأمر». وكان لافروف قد حذر امس في مؤتمر صحفي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الحكومي من وقوع «مأساة» في حلب، معتبرة في الوقت نفسه انه «من غير الواقعي» تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى.

وفي هذا الإطار، أكدت روسيا امس انها لن تتعاون في تنفيذ سلسلة العقوبات الاوروبية الجديدة ضد سوريا، مشددة على انها لن تقبل بإجراء أي تفتيش لسفنها.

وتعارض روسيا توقيع عقوبات أحادية على سوريا وترى انها ستأتي «بنتائج عكسية».

وكانت واشنطن، أعربت الجمعة عن قلقها ازاء الوضع في حلب، لكنها رفضت مقارنتها ببنغازي التي استدعت تدخلا دوليا في ليبيا في ٢٠١١.







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة