الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٦ - الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٠ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

نقرأ معا

حرية الفكر في أوروبا من الإغريق حتى الآن









يقول د. إمام عبدالفتاح إمام في مقدمة كتاب "حرية الفكر" تأليف جون بانيل بيوري، إنه عندما كان في العشرينيات من العمر، كيف عثر أحد أصدقائه على هذا الكتاب وكان كتابا مشهورا بخطورته، فقد كان بعض الفئات تحاربه لأنه كان يتعرض لحرية الفكر ويؤرخ لها عبر العصور.

كما نجد محمد عبدالعزيز إسحاق مترجم الكتاب يوجه كلماته إلى الشباب فيقول: "هذا كتاب للشباب.. كتاب كتبه مفكر حر لا يقيم وزنا للفوارق بين الأجناس، ولا للخلافات بين العقائد".

ومن بين هذه المبادئ الأساسية جاء الكتاب في ثمانية فصول يعرض فيها المؤلف في البداية لمعنى "حرية الفكر" والقوى التي تناصبها العداء. فيرى أن حرية الفكر لا تعني أن يفكر المرء كيفما أراد في حدود مواهبه الخاصة، فهذه الحرية الفكرية الطبيعية لا تجدي على صاحبها ولا على الناس شيئا مادام الإنسان المفكر لا يستطيع إيصال أفكاره إلى الاخرين، فحرية الفكر تعني باختصار "حرية التعبير".

يتكون الكتاب ـ الصادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة ضمن سلسلة "ميراث الترجمة" ـ من ثمانية فصول ويقع في ١٧٧ صفحة من القطع الكبير، وتأتي الفصول بعنوان الفكر الحر وأعداؤه، ثم يتناول الفكر الطليق عند الإغريق واليونان وإبداعهم، أيضا حرية الحوار والمناقشة، فقد كانت أثينا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد أقوى المدن الإغريقية، وأعظمها، كما كانت ديمقراطية بمعنى الكلمة، ويقارن المؤلف بين هذا الفكر الحر الطليق والفكر في الأغلال في عصر الظلمات (العصور الوسطى).

كما يتناول المؤلف تباشير الخلاص في عصر النهضة والاصلاح الديني، وهكذا نصل "إلى عصر التسامح الديني" في القرن السابع عشر ونمو المذهب العقلي وازدهاره، وأخيرا ينهي المؤلف كتابه، في الفصل الثامن بالحديث عن قيمة الفكر، ويرى أن ما حدث طوال التاريخ كان مؤامرة مشئومة على الرقي البشري قام بها السلطان المستبد.

بيوري تتبع في هذا الكتاب سيرة العقل في أوروبا من الإغريق حتى الان، كما نرى مظاهر النشاط العقلي من علم وفن وفلسفة تصارع خصومها من ذوي السلطة الدينية والسلطة الزمنية فتصرعهم حينا ويصرعونها حينا اخر، ولكن البشرية شاء لها جهاد أبطالها ان يفوز العقل في النهاية وأن يستقر ثابت الأقدام في تلك البلاد التي بذلت دماءها في سبيل الحرية.

ويضيف بيوري أن سبب تقديمه هذا الكتاب هو أن يدرك الشباب أي سبيل وعر هم مقدمون عليه، وأي عقبات ضخمة تستطيع الإرادة البشرية ان تمحوها وتنفذ في النهاية ما تريد.

يذكر أن جون بانيل بيوري، مؤرخ بريطاني، ولد في ايرلندا، وأصبح أستاذا في جامعة كمبردج، ومن أهم مؤلفاته "تاريخ اليونان حتى الاسكندر الأكبر"، "مؤرخو اليونان القديمة"، "فكرة التقدم".











.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة