الإخراج من الديار ونصر الله تعالى
 تاريخ النشر : الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢
قال الجبار سبحانه «فَالَّذِينَ هَاجَـرُواْ وَأُخْرِجُـواْ مِن دِيَارِهِـمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ». قضية الإخراج من الديار في حق الأنبياء وأتباعهم الذين أخرجوا مكرهين نتيجة للصراع بين الحق والباطل، فآثروا نصرة الدين على الأهل والمال والديار، فكتب الله لهم التمكين والفوز بالجنة، فكانوا بذلك أسوة وقدوة، إنها سنة من سنن الله عز وجل الثابتة في الابتلاء والتمحيص للمخلصين، فالمتيقن يؤمن بقول الله عز وجل قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ».
إن العقائد والمبادئ السامية لا تنتصر على طبق من ذهب، ولكنها تحتاج إلى تضحيات عظام بالأهل والمال والديار حتى تنتصر وترتفع رايتها ولا يستحقها الا الأبطال، فصدق قول الله سبحانه «وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُم وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ».
أشار القرآن إلى المراحل التي مرت بها (جريمة) إخراج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهي الاستفزاز والتهديد والاستهزاء - والتضيق والتخطيط والمكر - تهيئة النبي للأمر العظيم - النصر ساعة الإخراج - تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وطمأنة قلبه بالانتقام، تلك بشارة الصابر المحتسب المتيقن بنصر الجبار جل جلاله فأعاده فاتحًا لمكة «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأمْوَالِهِمْ وَأنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».
وصف القرآن الحالة التي كان عليها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، سواء كانت إيمانية، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، الإخراج من الديار ابتلاء عظيم للعظماء آمنوا نفروا خفافًا وثقالا لنصرة ورفع راية الحق، فنصرهم الله عز وجل وثبت أقدامهم في الدنيا والآخرة، ولم يهمش دور المرأة فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ بل إن القرآن قد أظهر حظها وثوابها في هجرتها وخروجها من ديارها وإيذائها في نصرة دينها، مع عدم جواز إرجاعها إلى الكفار إن ثبت إيمانها، فيا أهل البلاء، مقامكم مرفوع، فإن مع العسر يسرا والصبر مفتاح الفرج وكلما ضاقت فرجت.
اللهم انصر أهل التوحيد والايمان المخلصين في سوريا وبورما وفي كل مكان، اللهم آمين.
الاسم لدى المحررة
.