الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٤٧ - الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١١ رمضان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء

أســدٌ أنت أم نعامـة؟





أخي الموظف، كم تمنيت عليك أن يكون نقدك لرئيسك نقدا موضوعيا، نقدا للفكرة بغض النظر عن صاحبها، أخي الموظف، لماذا لا أرى عضلات لسانك بارزة سوى من خلف باب الرئيس فأينك أخي الموظف من قول الرسول صلى الله عليه وسلم «مَنْ وعظ أخاه سرّا فقد زانه»؟

أخي الموظف، لو انك جلست مع نفسك قليلا لأدركت انك بنقدك هذا قد ظلمت رئيسك بكلمات أراها جائرة، وكم تمنيت أن أسمع منك إشادة أو شيئا من التثمين لبعض إيجابيات الرئيس التي من أبرزها تحقيق إدارتك لأعلى درجات التفوق في مجال عملها، أخي الموظف، لو أنك بدأت نقدك بالمديح والثناء ثم انتهيت إلى السلبي منها فأنت بهذه الطريقة تكون قد جعلت من الإيجابيات مدخلا سهلا للنقد، وعندها حتما ستفتح مسامع القلب قبل الأذنين ليستمع الآخر إلى نقدك أو نصيحتك، أخي الموظف، أراك في نقدك لا تعتمد سوى على وكالة «يقولون» لا تتحدث سوى في العموميات إضافة إلى ما يصاحب حديثك من الغموض والعبارات التي لا معنى لها فأنت بنقدك الظالم لم تحترم إيجابيات رئيسك المنقود ولم تحفظها وقد دعا القرآن المسلمين إلى احترام إيجابيات الناس كما في قوله تعالى: «ولا تبخسوا الناس أشياءهم» وقد جاء في الخبر انّ عيسى (عليه السلام) وحواريّيه مروا على جثة كلب متفسّخة، فقال الحواريون: ما أنتن جيفة هذا الكلب! وقال عيسى (عليه السلام) انظروا إلى أسنانه.. ما أشدّ بياضها! لقد كان الحواريون محقّين في نقدهم للجثّة المتفسخة التي تنبعث منها روائح كريهة، لكنّهم ركّزوا في السلبي (الطاغي) على الجثّة. أمّا المسيح (عليه السلام) فكان ناقدا لا تفوته اللفتة الإيجابية الصغيرة حتى إن كانت (ضائعة) وسط هذا السلب.

أخي الموظف حتى إن كان رئيسك كتلة من السلبيات فإن ذلك لا يعطيك الحق في أن تصادر إيجابيات الرئيس مهما كانت صغيرة، أخي الموظف، لماذا لا تذهب إلى رئيسك وتطرح عليه ملاحظتك لتسمع منه الجواب عما تقول؟ دعه يدافع عن موقفه، قل له: لقد بلغني عنك هذا، واترك له فرصة الدفاع وتقديم الإفادة، أي افعل كما يفعل القاضي العادل فهو يضع التهمة بين يدي المتهم ويعطيه فرصة للدفاع عن نفسه وموقفه، إمّا مباشرة وإما عن طريق محام.

أخي الموظف، هل احترمت بواطن رئيسك المنقود في فعله وهل حاسبته على الظاهر من فعاله وعمله، فلعل له عذرا وانت مازلت تلومه بل تذكره بسوء عند كل موظف ومتصل وزائر؟ هلا عذرته في خطئه فقد يكون رئيسك مضطرا وللضرورة أحكامها فـ «الضرورات تبيح المحظورات» وقد يكون ساهيا ناسيا غير قاصد ولا متعمّدا، والقلم مرفوع عن الناسي أو الجاهل غير المتعمّد، وقد يكون له رأي أو مبرر غير الذي تراه؟ لماذا اخي الموظف لا أراك اسدا في نقدك سوى في مكاتبنا وعند باب الرئيس تكون نعامة؟

أديب البشر









.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة