الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٢ - السبت ٧ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ١٣ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


مصرع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أعمال عنف قبلي في جنوب السودان





جوبا - (ا ف ب) اعلن مسؤول محلي ان اكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا في اعمال عنف بين قبائل الاسبوع الماضي في جنوب السودان، في حصيلة لاسوأ مجازر في تاريخ هذه الدولة الفتية التي تضعفها النزاعات القبلية. وقال جوشوا كونيي المفوض المسؤول عن بيبور البلدة الواقعة في ولاية جونقلي «احصينا الجثث ووجدنا حتى الآن ان (٢١٨٢) امرأة وطفلا و(٩٥٩) رجلا قتلوا».

ولم يؤكد اي مصدر مستقل هذه الحصيلة بينما تتحدث آخر تقديرات للامم المتحدة عن مقتل عشرات الاشخاص و«ربما» المئات. لكن مواجهات واعمال عنف انتقامية تدور منذ سنوات بين قبيلتين في منطقة شرق البلاد هما النوير والمورلي متسببة في سقوط الكثير من الضحايا.

وتشكل النزاعات بين القبائل احدى اهم التحديات التي تواجهها دولة جنوب السودان التي اعلنت استقلالها في يوليو الماضي. وقد تصاعدت خلال الحرب الاهلية التي استمرت عقدين بين الشمال والجنوب وغذتها العداوات التاريخية بين مختلف القبائل، التي استخدمتها الخرطوم في بعض الاحيان.

واسفر العنف القبلي والهجمات لاستهداف المواشي والهجمات المضادة في ولاية جونقلي وحدها عن مقتل ١١٠٠ شخص وتهجير حوالى ٦٣ ألفا من منازلهم في العام الفائت بحسب تقارير للامم المتحدة استندت الى السلطات المحلية وفرق التقييم.وفي اغسطس قتل ٦٠٠ شخص على الاقل وجرح ٩٨٥ آخرون في هجوم للمورلي على قرى النوير.

وفي عمل انتقامي، هاجم حوالى ستة آلاف مسلح من شباب قبيلة النوير في الاسبوع الفائت بلدة بيبور النائية التي تقطنها مورلي بعدما اتهموها بسرقة مواشيهم ولم ينسحبوا الا بعدما فتحت القوات الحكومية النار. وقال كونيي الذي ينتمي الى المورلي «حصلت عمليات قتل جماعية، مجزرة». واضاف ان اكثر من الف طفل فقدوا وخطفوا على الارجح من قبل النوير فيما سرقت عشرات الاف الابقار.

من جهته، صرح وزير الاعلام في ولاية جونقلي ايزاك اجيبا لوكالة فرانس برس «سقط ضحايا بالتأكيد لكننا لا نملك التفاصيل ولا يمكننا تأكيد معلومات المفوض في الوقت الحالي». واكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اجوير «ننتظر تقارير قواتنا على الارض». واضاف «كي يكون التقييم موثوقا عليهم دخول القرى لاحصاء كل الجثث».

وصرح قائد عمليات حفظ السلام ارفيه لادسو ان جنود حفظ السلام وافراد بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان رأوا «عشرات الجثث» في بلدة بيبور وحدها. واحرق مسلحون خياما ونهبوا مستشفى تابعا لمنظمة اطباء بلا حدود اثناء هذه

المواجهات. ويتمركز حاليا في بيبور مئات من عناصر قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وقد ارسلت اليها تعزيزات من قبل جيش جنوب السودان. واعلن لادسو ان هذه المواجهات شكلت «ازمة خطيرة جدا تظهر التوترات القبيلة الخطيرة» في جنوب السودان.

وفي جنيف، اعلنت الامم المتحدة امس الجمعة اطلاق «عملية انسانية عاجلة كبيرة» في جنوب السودان. وقالت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية اليزابيث بايرز «ان الامم المتحدة بصدد اطلاق عملية انسانية عاجلة كبيرة». وقد اجرى خبراء الامم المتحدة في الساعات الاثنتين والسبعين الماضية عمليات تقويم في بيبور وليكوانجولي وبوما ووالجاك شرق البلاد. ومن المقرر ان تجري عمليات تقويم اخرى في فرتات وبيلات. وذكرت بايرز ان «الحاجات كبيرة بالتأكيد».

واضافت «نقدر في الوقت الراهن ب ٥٠ الفا عدد الاشخاص الذين تأثروا بأعمال العنف في هذه المنطقة». وقالت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان «المساعدة الانسانية قد وزعت في بيبور»، موضحة ان تدفق المهجرين العائدين الى هذه المدينة والى مدينة بوما مستمر.

من جهتها، ذكرت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي جاييل سفينييه ان المنظمة بدأت الخميس توزيع حصص غذائية تكفي شهرا على الفي مهجر منهم ٩٠% من النساء. واضافت ان «برنامج الغذاء العالمي يشعر بقلق عميق جراء الاضطراب المتزايد في هذه المنطقة». وقالت ان «ذلك اوصل وضع الامن الغذائي الى مستويات مأزومة».

واكدت ان «احد عناصر فرقنا ذكر لنا انه شاهد عائلات تأكل العشب»، مشيرة الى ان جنوب السودان كان بلدا خصبا جدا لكن المساحات المزروعة فيه ضئيلة (٤%) بسبب الاضطراب الامني. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم الجيش الابيض النوير حذرت من ان «الحرب لم تنته». وقالت في بيان «نتوقع ان يهاجم المورلي النوير والدينكا (قبيلة اخرى في المنطقة) للانتقام من الهجوم الذي قمنا به». واضافت «اذا فعلوا ذلك سنشن هجمات مباغتة ستؤدي الى حمامات دم جديدة ونزوح للسكان».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة