تقرير:
دول الخليج تستعد لاحتمال اندلاع حرب لا تريدها
 تاريخ النشر : السبت ٧ يناير ٢٠١٢
دبي - الوكالات:
تجد دول الخليج نفسها مضطرة للاستعداد لاحتمال اندلاع حرب لا تريدها في ظل التصعيد المستمر بين ايران والولايات المتحدة، فهي تعزز قدراتها الدفاعية الرادعة بالرغم من انها لا ترى مصلحة في نزاع ستكون المتضرر الاكبر منه، كما يرى محللون.
الا ان هذا الخوف من الحرب التي ان اندلعت تكون مفتوحة على كل الاحتمالات، يقابله في نفس الوقت رغبة خليجية في لجم طموحات ايران الاقليمية. وقال المحلل العسكري رياض قهوجي «لا احد في دول الخليج يريد الحرب والجميع يستعد لاحتمال وقوعها. هذا هو الجو».
وتصاعدت المخاوف من اندلاع نزاع في الخليج مع اقتناع الغرب بأن ايران باتت على وشك امتلاك القدرة على تصنيع اسلحة نووية، فيما صعدت ايران لهجتها وهددت مرارا باغلاق مضيق هرمز الذي تسيطر على ضفته الشمالية، وهو مضيق يمر من خلاله ٣٥% من النفط المنقول بحرا في العالم.
وذكر قهوجي الذي يدير مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري (انيغما) ان دول الخليج ستدخل الحرب مع ايران اذا ما ضربت هذه الاخيرة اهدافا على اراضيها ردا على ضربة امريكية او اسرائيلية. ونقلت صحيفة الحياة مؤخرا عن موقع «مشرق» القريب من الحرس الثوري الايراني ان هذا الاخير حدد اهدافا في منطقة الخليج والمناطق المجاورة لها. وبحسب الموقع فان الصواريخ الايرانية «تستطيع الوصول» الى جميع القواعد الامريكية بالمنطقة.
وفي موازين القوى التقنية البحتة، يجمع الخبراء على امتلاك دول مجلس التعاون الخليجي تفوقا نوعيا على ايران بينما تملك الاخيرة تفوقا عدديا اضافة الى قدرتها المفترضة على تحريك مجموعات مرتبطة بها داخل دول الخليج.
ودعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني دول الخليج الى المساهمة في حل الازمة بين ايران والغرب. ولطالما سعت قطر في السابق الى التقارب الخليجي الايراني، الا ان تباعدهما بات كبيرا بسبب الازمة السورية. وقال الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الكويتية «اعتقد ان افضل طريقة هي مشاركتنا كدول خليجية في اي عملية تهدف إلى حل المشكلة بين الغرب وايران فمن مصلحتنا جميعا عدم وجود صراعات في المنطقة». واكد المسئول القطري ان الخليجيين «قلقون بالطبع» لتصاعد السجال الايراني الامريكي. وقال «جربنا طبيعة الصراع العسكري ونعلم جميعا بأنه لا يوجد فائز في تلك الصراعات خاصة بالنسبة إلى البلدان المحيطة بالخليج». وفي كل الاحوال، لا تبدو دول الخليج شريكة في اتخاذ قرار الحرب مع ايران، وهو قرار ستكون اكبر المتضررين منه. وقال المحلل السياسي الكويتي سامي الفرج «هناك ساعة تدق ونحن لا نستطيع في الخليج ان نتحكم بهذه الساعة» في اشارة الى احتمال توجيه ضربة امريكية او اسرائيلية لايران. وشدد على ان «الضرر الاكبر سيكون على دول الخليج، فنحن في مرمى الصواريخ الايرانية».
ويرى كل من قهوجي والفرج ان نقطة الضعف الكبرى للدول الخليجية هي كون الجزء الاساسي من نشاطها النفطي والاقتصادي والبشري اضافة الى المنشآت الاستراتيجية المهمة على ساحل الخليج، اي في مرمى القذائف الصاروخية الايرانية التي لا تشملها الانظمة الدفاعية الرئيسية للخليجيين، اي الباتريوت والثاد. وكثفت دول الخليج بشكل ملحوظ مؤخرا صفقاتها الدفاعية. وابرمت السعودية قبيل نهاية ٢٠١١ عقدا تبلغ قيمته ٢٩,٤ مليار دولار لشراء ٨٤ طائرة من صنع بوينغ من طراز «اف-١٥ اس ايه» وتحديث سبعين طائرة اخرى موجودة لديها. وبعيد إعلان الصفقة مع السعودية، اعلنت الولايات المتحدة صفقة بقيمة ٣,٤٨ مليارات دولار لبيع الامارات نظاما دفاعيا صاروخيا متطورا هو نظام «ثاد» المتخصص في رصد واستهداف صواريخ على ارتفاعات شاهقة.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية قد كشفتا عن اتفاق بقيمة ١,٧ مليار دولار في وقت سابق من ٢٠١١ لتعزيز بطاريات صواريخ باتريوت السعودية واشترت الكويت ٢٠٩ صواريخ من طراز جيم-تي بقيمة ٩٠٠ مليون دولار.
وقال قهوجي ان صفقات التسلح تهدف للاستعداد وانما ايضا للردع وتجنب الحرب التي ستضر بشدة اقتصادات دول الخليج المنفتحة والقائمة على النفط اضافة الى السياحة والخدمات والمصارف والنقل.
واضافة الى التهديدات الخارجية، تجد دول الخليج نفسها ايضا مضطرة إلى التعامل مع خطر «خلايا نائمة» يشتبه بان ايران تنشرها في المنطقة، وذلك فيما يبدو الشحن الطائفي في اوجه في الخليج والدول العربية بعد الاحداث في البحرين وسوريا.
وقال قهوجي «نسمع عن اجراءات وقائية في كثير من الدول في المنطقة في التعامل مع خلايا نائمة تابعة لايران»، في اشارة الى معلومات عن عمليات ترحيل مفترضة لاشخاص يشتبه بارتباطهم بايران. لكن الرغبة في تجنب الحرب ترافقها رغبة في كبح النفوذ الايراني الذي ما انفك يتعاظم في السنوات الاخيرة من افغانستان الى لبنان وصولا الى اليمن والسودان. وقال الفرج «هناك مدرستان في الخليج: مدرسة ترفض الحرب بتاتا الا اذا فرضت فرضا، ومدرسة ترى ان تدخلات ايران الاقليمية في العراق وسوريا ولبنان اضافة الى اليمن والسودان مع تاجيج التوترات الطائفية (في البحرين وشرق السعودية)، كلها امور لا يمكن التعامل معها الا بهزيمة ايران استراتيجيا عبر افشال مشروعها الاقليمي وليس بالضرورة من خلال حرب».
واشار الى ان المدرسة الثانية «باتت اقوى» مؤخرا. الى جانب ذلك اعلن قائد القوات البحرية للحرس الثوري الايراني (باسدران) امس ان ايران تستعد لاجراء مناورات عسكرية جديدة في مضيق هرمز الاستراتيجي وحوله. ونقلت وكالة فارس للانباء عن الاميرال علي فدوي قوله ان مناورات الحرس الثوري ستجرى من ٢١ يناير الى ١٩ فبراير. واضاف ان المناورات ستؤكد ان ايران «تسيطر على مجمل مضيق هرمز وعلى كل التحركات في هذه المنطقة». وقد يؤدي إعلان هذه المناورات الى زيادة التوتر مع البلدان الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
.
مقالات أخرى...
- إسرائيل قلقة من التعرض لهجوم إلكتروني
- مصرع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أعمال عنف قبلي في جنوب السودان
- ستة قتلى برصاص مسلحين أطلقوا النار داخل كنيسة في نيجيريا
- السفير التركي يعود إلى باريس
- المؤتمر الوطني الإفريقي يبدأ الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيسه
- الإسلاميون في مصر على وشك الفوز بانتخابات مجلس الشعب
- ٢٥ قتيلا في هجوم انتحاري بدمشق وتظاهرات في جمعة «التدويل مطلبنا»
- اعتقال القائد السابق للجيش التركي بتهمة السعي لإطاحة الحكومة