رموز التحريض والكراهية
 تاريخ النشر : الأحد ٨ يناير ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
عندما كنّا صغاراً كانت أول التعليمات التي تلقيناها من آبائنا وأمهاتنا هي أن البحرين بيتكم (العود)، ومن سوء الأخلاق أن ترمي الأوساخ في الشوارع.
علّمونا أيضا، أنّ البحرين هي العشق الذي يتدفق مع الدماء، ويكفي البحريني فخراً أن لون علم البحرين ورمزها ينتمي إلى لون الدم، وهو ارتباط رمزي عميق، لكن لمن يفهمه فقط؟!
مرّت السنون، لنفاجأ بأنّ هناك من الآباء والأمهات ومشايخ الدين وتجّار السياسة، من بات يزرع الحقد والكراهية في كلّ سلوكه، من بات يعلّم الأطفال رفع صور رموز سياسية ودينية خارجية، بينما يتفنّن في تسقيط وإهانة رموز الدولة!
خرج علينا من بات يحلّل للأطفال والشباب نثر القمامة والإطارات في الشوارع وحرقها! منْ خرج يحرّض أولئك على رمي المولوتوف الحارق على رجال الأمن وعلى المواطنين في الشوارع، فقط لأنّهم يختلفون معه في الرأي!
توقفت كثيراً عند من يحرّض وعند من يبرّر تلك الجرائم في كل مرة، فما وجدت وصفاً يطلق عليهم أبلغ من أنّهم «مافيا الكراهية والتحريض والتخريب».
منذ عام ٢٠٠٦ حتى يومنا هذا، تعرّضت المدارس في البحرين إلى ما يقرب من ٥٨ عملا تخريبيا، تلك الأعمال تفاوتت بين الحرق والتخريب والتكسير ورمي المولوتوف، بعضها أثناء وجود الطلبة الصغار في ساحات المدارس، هذا عدا الاعتداءات الجسدية الطائفية على بعض الطلبة والمعلمات، وكله بالطبع نتيجة التحريض المنفلت على المنابر وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
تخيّلوا جمعية سياسية تتغنّى بالسلمية في كل خطاباتها مثل الوفاق - وهي بريئة منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب- لم تصدر بياناً استنكارياً واضحاً ومعلناً يرفض تلك الاعتداءات! وتخيّلوا أيضاً أنه لم يخرج أي رمز ديني - مثل عيسى قاسم - يحرّم الاعتداء على المدارس والاعتداء على الناس؟! كلّ ما يخرج جمل خجولة تحتمل التأويل والتبرير؟!
بالأمس خرج الممثل الكبير والحقوقي «نصّ كوم»، ليدّعي أنّ الشرطة اعتدت عليه، لتبدأ هجمة الوفاق، وليبدأ ضربها العشوائي، حتى أطلق بعض المعتوهين من رموزها عبارات الاعتداء الوحشي! ولم تتردد الجمعية في أن تطلب من الدولة الاعتذار - شوفوا جرأة الباطل - بسبب اعتدائها الوحشي على أكذب حقوقي عرفته البشرية!
الحقوقي الكاذب أرسل رسالة من المستشفى تقول: الشرطة تهاجم منزلي وعائلتي بمسيل الدموع وأنا في المستشفى؟!
كلّها ساعات، حتى نشرت وزارة الداخلية شريطاً مصوّراً يحكي القصّة من البداية إلى النهاية، ليؤكد أن الحكاية كانت عبارة عن مكيدة لتوريط رجال الأمن في ذلك الموقف، لكن حسن تصرّفهم أفشل ذلك المخطط الغبي، حيث عومل بمعاملة كان لا يستحقها، لأنّه خرج في مظاهرة غير مرخّص لها أصلا!
بعدها الوفاق خرست وبلعت لسانها، وهي التي تجرّأت وطالبت وزارة الداخلية بالاعتذار، وهي التي حتى هذا اليوم لم تقف موقف الرجال لتعتذر عما سبّبته للوطن من مصائب طائفية أزهقت الأرواح وزرعت الفتن الطائفية، وهي هي لم تتغيّر، حيث تسير وهي قابضة على أعواد الكبريت تنتظر أيّ حدث لتشعل فيه نار الكراهية والحقد والطائفية، حتى من دون أن تتثبّت؟! يكذبون في يومهم عشرات المرات، حتى استحى منهم الشيطان، وحتى تسلّموا الراية من «مسيلمة»!
هل رأيتم جمعية سياسية تشجّع الناس على مخالفة القانون، وكذلك فعلت الوفاق بالأمس، عندما أصرّت على خروج مظاهرة غير مرخّص لها، وهي تعلم أن نتائجها الشحن والتحريض والكراهية؟!
هم لا يعبأون بالوطن ولا بمن فيه، ومازالوا يتجرّعون مرارة الفشل، وللأسف على الرغم من أساليبهم المفضوحة، يحققون المكاسب، بسبب دولة رخوة لا تستطيع أن تجبرهم على احترام قوانينها.
.