الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٩ - السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

الرياضة

سالفة رياضية
«حسوا فينا»





استعار الفنان الكويتي عبدالرحمن العقل في أحد المشاهد المسرحية جملة (حسوا فينا حسحسونا) وهي شهيرة للغاية وتم عرض المسرحية أكثر من مرة وكرر العقل جملته خلال أدائه دوره في ذلك العمل المسرحي أكثر من مرة بهدف إيصالها بقدر الإمكان للمعنيين بالأمر أولا وللجمهور الموجود داخل الصالة ثانيا ولمن يتابع عبر الشاشة الفضية ثالثا، واضعا جملته المقصودة بدقة في قالب كوميدي مقبول ومحسوس ومتناغم مع طبيعة النص والجو العام، ولا أتصور أن هذه الجملة التي كتبت في موضعها المناسب وخرجت بهذا القدر من الأداء الجميل على خشبة المسرح عن طريق المؤلف والممثل اعتباطا أو لمجرد إضحاك الناس فقط، وإنما كان الهدف من ذلك هو إيصال رسالة محددة وواضحة وخصوصا أن الممثل العقل هو واحد من المنشغلين بالرياضة الكويتية ومعروف عنه انتماؤه لها ولناديه القادسية ومشهود له حرصه وإحساسه بالمعاناة التي كانت تمر بها سابقا الرياضية الكويتية وخصوصا لعبة كرة القدم صاحبة الرقم القياسي على مستوى حصاد الألقاب الخليجية والتي مثلت الكرة الخليجية في مونديال كأس العالم (أسبانيا ١٩٨٢) في خطوة كانت بمثابة النقلة النوعية للمنطقة وبعدها حصل ما حصل وأحس عبدالرحمن العقل الإنسان والفنان بالألم والحزن على خشبة المسرح وظل يصرخ أحيانا ويهدي أحيانا أخرى في قالب فني (حسوا فينا حسحسونا).

وهكذا هو الحال بالنسبة للصحفي الرياضي الذي يحس أكثر من غيره بالوضع الصعب لمختلف الميادين الرياضية وبالمعاناة التي تمر بها بعض الألعاب المنتشرة في البلاد، فيلجأ سريعا ومن منطلق شعوره الطبيعي بالمسئولية إلى تحري أصل القضية واستعارة الكلمات المناسبة والبحث عن الدواء الناجع ومن ثم يبعث كل ما في جعبته في مقالة صحفية عبر مساحته الحرة وفي مسرحيته الإعلامية بعد أن يختار لها اللون المناسب والأسلوب الأمثل لإيصالها إن كان تاريخيا، تراجيديا، ميلودراما أو كوميديا، المهم عنده أن يحس الآخرون بما أحس به هو شخصيا وخصوصا المسئولين والمعنيين بالأمر، فتأتي الجمل المستعارة مثل (حسوا فينا حسحسونا) أكلها وتنتج مشاركة جماعية في إيجاد الحلول وليس الغضب والانفعال السريع من توجيه النقد ومن الخطوات التصحيحية والتي تصب بالدرجة الأولى في المصلحة العامة، ولا أريد اليوم أن أسهب في الشرح ولا أن أوضح ما بين السطور أكثر من ذلك واتركه لمن يحس ويتألم، وأختم بالقول (حسوا فينا حسحسونا) وكل مسئول عليه أن يتحسس اللعبة التي يشرف عليها وينظر بعين سليمة أين كانت والى أين وصلت.

سألني الناس:

ما هو ردك على من أراد سكب حبرك السري؟

أجبتهم:

هؤلاء يحلمون بسكب ماء البحر ومنع الأكسجين عن السمك داخل الماء.

حسن بوحسن



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة