أثار انتباهي التصريح الذي أدلى به رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم جوليو جروندولا الذي قال فيه إنه يحلم بأن يقنع مدرب برشلونة الاسباني جوسيب جوارديولا بتدريب منتخب الأرجنتين!!، من حق الرجل أن يحلم لأنه يرى مصلحة منتخب بلاده فوق المصالح الأخرى لكن لو ناقشنا الموضوع من عدة زوايا فنية هل بالإمكان أن نتوصل إلى نقاط تفيدنا وتفتح أمام أعيننا الكثير من الضبابية والعمى، رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يربط نجاح المدرب الشاب جوارديولا مع برشلونة ويعتقد أو (يحلم) كما قال أن هذا النجاح من الممكن أن يتحقق مع منتخب الأرجنتين وكأن منتخب الأرجنتين هو برشلونة أو على أقل تقدير قريب من برشلونة وهنا الخطأ الكبير في الربط.

أنا أعتقد لو أن نادي برشلونة لو لعب مباراة ودية دولية ضد الأرجنتين بوجود ليونيل ميسي مع منتخب بلاده من الممكن أن يفوز برشلونة بالمباراة لأن الفوارق كبيرة بين لاعبي هذا النادي أو ذاك المنتخب، فريق نادي برشلونة اليوم من الممكن أن يقوم على تدريبه أي مدرب آخر وفي العالم مدربين أفضل مما عند مدربه الحالي جوارديولا فالأخير تحت يديه فريق مكتمل لا نقص فيه أو ثغرات وبالتالي فالناس تعتقد ومنهم رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم أن هذا المدرب هو الذي يصنع المعجزات وباعترافه قال في تصريح سابق لست أنا برشلونة لأن النادي يضم لاعبين يتمنى أي مدرب في العالم أن يقوم على تدريبهم فالرجل يمتلك مساحة شاسعة من التوفيق أو ما نسميه اليوم الحظ ولهذا يقود نادٍ كبير يمتلك أشياء أكبر من إمكاناته الفنية وإذا أردنا أن نقيس إمكاناته عليه أن يذهب لتدريب أي نادٍ في الدوري الاسباني ليحقق جزء مما يحققه برشلونة في هذا الزمن ولا أعتقد أنه سيحقق شيئاً.

إن رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم (يحلم) وأعتقد إنه لم يفرك عينيه بعد ولا يزال يغط في نوم طويل فمن يفكر مثل هذا التفكير الهش والمدرب الاسباني جوارديولا لن ينتقل من برشلونة إلاّ بعد أن ينكشف وتتقدم الأندية الأخرى ويصير ميسي وتشابي وأنيستا وغيرهم عاجزين عن تقديم السحر الكروي الحالي وعندها قد يصحو رئيس اتحاد الأرجنتين من الحلم الذي يعيش فيه أو الكابوس الذي وقع عليه.