الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٤٩ - السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٠ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار دولية


نيويورك تايمز: الولايات المتحدة حذرت خامنئي من إغلاق مضيق هرمز





واشنطن ؟ الوكالات: استخدمت الولايات المتحدة قناة اتصال سرية لتحذير آية الله علي خامنئي من اغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي على ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الجمعة.

وكانت طهران قد هددت في اواخر ديسمبر باغلاق المضيق إذا فرضت الدول الغربية عقوبات على صادراتها النفطية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. واكدت الصحيفة نقلا عن مسؤولين امريكيين لم تكشف اسماءهم ان البيت الابيض اتصل بالمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي محذرا اياه من ان اي إغلاق محتمل لمضيق هرمز سيؤول إلى رد امريكي.

ولم يقدم المسؤولون المذكورون تفاصيل حول القناة السرية المستخدمة واكتفوا بالاشارة إلى انها وسيلة غير المعتادة التي تستخدمها واشنطن عادة للتواصل مع طهران اي السفارة السويسرية، في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وكان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا قد صرح يوم الاحد الماضي بأن واشنطن «لن تسمح لإيران أن تطور سلاحا نوويا أو أن تغلق مضيق هرمز» الممر الرئيسي لنقل النفط من الشرق الأوسط إلى باقي دول العالم.

وتصاعد التوتر منذ اسبوعين بين البلدين بعد تحذيرات إيران المتكررة من وجود البحرية الامريكية في الخليج وهو ما عزز المخاوف من إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.

ورغم هذه التهديدات اكدت واشنطن انها ستبقي سفنها الحربية في الخليج واعتبر البيت الابيض ان تحذيرات إيران تنم عن «ضعفها» وتظهر فاعلية العقوبات عليها.

من ناحيته أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل دان شابيرو في حديث لصحيفة (معاريف) الاسرائيلية نشر امس الخطورة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى التهديد الإيراني، مشيراً إلى أن العقوبات المفروضة عليها بلغت أعلى مستوى لها حتى الآن. وأضاف، في الحديث الذي بثته الاذاعة الاسرائيلية، أن الخيار العسكري في التعامل مع إيران ما زال مطروحا.

في الوقت ذاته ذكر دبلوماسيون اوروبيون يوم الخميس ان الاتحاد الاوروبي يتجه إلى تطبيق حظر نفطي على إيران مع فترة انتقالية تمتد ستة اشهر، لإفساح المجال امام الدول المعنية اكثر من سواها للاستعداد لهذه الخطوة. وقال احد الدبلوماسيين «يبدو اننا نتجه إلى فترة انتقالية لستة اشهر» لتبديد المخاوف التي اعربت عنها دول يجمعها تبادل تجاري قوي مع إيران مثل اليونان.

وادانت روسيا الحظر النفطي المقترح على إيران وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان نية الاوروبيين فرض عقوبات جديدة على إيران هدفه تغيير النظام في هذا البلد. وصرح غاتيلوف لوكالة الانباء الروسية انترفاكس بأن «الاسرة الدولية ستنظر، من دون شك، إلى فرض عقوبات جديدة على إيران او عملية عسكرية محتملة في البلاد على ان هدفها تغيير النظام في طهران». وقال غاتيلوف ان «اللجوء إلى العقوبات تجاوزه الزمن الآن»، مشددا على ان العقوبات «ستقوض جهود الاسرة الدولية لحل مشكلة البرنامج النووي الايراني».

وتتوجه بعثة رفيعة المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نهاية يناير إلى إيران في محاولة لتوضيح الشكوك حيال جانب عسكري محتمل للبرنامج النووي الايراني. واوضح دبلوماسي غربي في فيينا لوكالة فرانس برس ان الزيارة التي سيقودها كبير مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس ستتم «على الارجح» في ٢٨ يناير وتستمر حتى نهاية الاسبوع الاول من فبراير، لكن الموعد ليس نهائيا.

الى ذلك اعلن مسؤول امريكي يوم الخميس ان العقوبات الامريكية الجديدة التي فرضت الشهر الفائت على إيران لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي تهدف إلى شل عمل البنك المركزي الايراني. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته «علينا ان نشل عمل البنك المركزي الايراني». واضاف «اذا ارادت مؤسسة مصرفية مرتبطة ببنك امريكي ان تقوم بأعمال معنا، واذا قاموا ايضا بأعمال مع البنك المركزي الايراني او مع مصارف اخرى معروفة بانها ايرانية عندها سيواجهون مشاكل معنا». وتلحظ العقوبات التي فرضت في ديسمبر السماح للرئيس الامريكي بتجميد أرصدة أي مؤسسة مالية أجنبية تقوم بتبادل تجاري مع البنك الإيراني في مجال النفط.

من جهته، وعد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بان «تقاوم» بلاده ضغوط الغرب و«اهاناته» بشأن برنامجها النووي.

وصرح احمدي نجاد خلال مؤتمر صحفي في كيتو حيث انهى يوم الخميس جولة قادته إلى اربع دول امريكية لاتينية ان «الغرب قرر ممارسة المزيد من الضغوط علينا. انهم يهينون بلادنا وشعبنا ومن الواضح ان الشعب الايراني سيقاوم». وأضاف أن «الملف النووي ذريعة سياسية. الجميع يعلم ان إيران لا تسعى لصنع قنابل ذرية»، مؤكدا ان «المشكلة التي تطرحها إيران ليس برنامجها النووي بل تقدمها واستقلاليتها».

على صعيد آخر نظمت إيران أمس الجمعة جنازة رسمية للعالم النووي مصطفى احمدي روشن الذي قتل في تفجير نسبته السلطات إلى الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية، وشارك حشد كبير في طهران بتشييع روشن عقب صلاة الجمعة التي امها آية الله محمد امامي كاشاني، وهم يرددون هتافات «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» و«الموت لبريطانيا». وقد رفع بعضهم صورا لباراك اوباما كتب عليها كلمة «ارهابي». وقتل مصطفى احمدي روشن مع سائقه يوم الاربعاء في انفجار قنبلة لاصقة وضعت في سيارته في قلب العاصمة في اعتداء نسبته إيران إلى الولايات المتحدة واسرائيل.

من جانبه قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان الولايات المتحدة لديها أفكار عن المحتمل أن يكون قد اغتال روشان لكنها لا تعلم على وجه اليقين من هو، وانها ليست متورطة في ذلك بأي حال. وقال بانيتا في اجتماع مع جنود في فورت بليس «يمكنني أن أقول لكم شيئا واحدا وهو ان الولايات المتحدة ليست متورطة في هذا العمل. ليس هذا ما تفعله الولايات المتحدة».

واضاف قوله «لدينا بعض الافكار عمن يحتمل ان يكون متورطا لكننا لا نعلم على وجه اليقين من المتورط». واستدرك بقوله «لم نتورط بأي حال فيما يتعلق بالاغتيال الذي حدث».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة