الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥١ - الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


من يريد الحرب في الخليج العربي؟!





عادت «التحرشات» البحرية الإيرانية بالسفن العسكرية الأمريكية في الخليج العربي، حيث قال مسئول عسكري أمريكي «إن شريطاً مصوراً بثته وزارة الدفاع الأمريكية أظهر اقتراب الزوارق المسلحة التابعة لبحرية فرقة الحرس الثوري الإيراني على بعد عدة مئات من الأمتار من سفينة النقل البرمائي الأمريكية (نيو اورليانز)، وفي اليوم نفسه وقع حادث مماثل للسفينة (اداك) التابعة لوحدات خفر السواحل الأمريكية مع مشاهدة الزوارق الإيرانية تسير خلفها وكانت مدافعها واضحة».

هل هذا يعني أننا نقترب من اندلاع حرب وشيكة في الخليج؟ ومن يريد الحرب؟! إيران أم أمريكا أم دول المنطقة؟! دول مجلس التعاون الخليجي، سواء بشكل جماعي من خلال «الأمانة العامة» للمجلس، أو بشكل فردي لكل دولة خليجية، أعلنت أكثر من مرة (انها ضد الخيار العسكري) وانها تريد علاقات سياسية متكافئة مع إيران.. وهذا يعني ان دول المنطقة ضد خيار الحرب في الخليج.

هل أمريكا تريد الحرب ضد إيران؟ لن نتحدث عن الرغبة الأمريكية في الحرب، ففي السياسة لا توجد (رغبات) بل مصالح سياسية، وآخر شيء تفكر فيه أمريكا حالياً هو التورط في حرب عسكرية في العمق الإيراني، وهم الذين يخرجون من العراق، ويقلصون حجم وجودهم العسكري في أفغانستان! لكن هذا لا يعني انها لن ترد على الإخلال بمصالحها الاقتصادية الحيوية في الخليج، بل لاحظنا المسألة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من المواجهة، وحرب التصريحات والتهديدات المتبادلة الأسبوع الماضي بين طهران وواشنطن، حين هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية.. وثمة أمر آخر، حيث يمكن القول إن أمريكا لا تريد التورط في حرب جديدة بالخليج، لكنها في الوقت نفسه تريد قرع طبول الحرب في المنطقة لابتزاز دول مجلس التعاون الخليجي وعقد المزيد من الصفقات العسكرية وشراء الأسلحة الأمريكية التي تدر الكثير على مصانع وشركات التسلح الأمريكية.

هل إيران تريد الحرب؟.. بالأمس نشرت «أخبار الخليج» تقريراً يوضح وجود صراع محتدم بين الرئيس الإيراني ومعسكر المرشد الأعلى للثورة، وفي الوقت نفسه تعاني إيران من تزايد العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية ضدها بسبب «الملف النووي» الإيراني، كما يوجد استياء داخل الشعب الإيراني من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود والتململ السياسي الداخلي.. وهذه الأسباب كلها تقود إيران إلى اختيار (الحرب) وسيلة لتعبئة الصفوف الداخلية، وتكريس الحكم العقائدي من خلال المواجهة العسكرية مع أمريكا أو مع «الشيطان الأكبر»، كما تسميها الأدبيات الثورية الإيرانية! حتى ولو دفع الثمن الشعب الإيراني نفسه.. وهو اختيار مدمر لإيران ولدول الخليج معاً.. انه أشبه بالصعود إلى الهاوية!







.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة