الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٤ - السبت ١٩ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


وعند «ضاحي خلفان» الخبر اليقين





أول السطر:

فاسؤال إلى مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة: ما هي المعايير التي على أساسها وجهت الدعوات للمشاركة في مؤتمر الأمن، فبعض المشاركين لا علاقة لهم إطلاقا بالأمن والاستراتيجيات، وتخصصاتهم الأكاديمية بعيدة كل البعد عن هذا الحقل، وأين د.عبدالله المدني الخبير الاستراتيجي في الشئون الآسيوية من مملكة البحرين في هذا المؤتمر؟

ضاحي خلفان:

ا«من التهديدات التي تواجه أمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية: الأطماع الإيرانية في الخليج، تأجيج النزاعات والخلافات الطائفية، عدم تجريم أفعال الكراهية، عدم سيادة القانون، الفساد المالي والإداري، عدم وجود ضمان اجتماعي، ضعف الانتماء الوطني، وفقدان الولاء». بهذه الكلمات أشار قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في كلمة خلال مؤتمر الأمن الذي عقد في البحرين مؤخرا حول أمن الخليج والمنطقة.

وكل من سيناقش التهديدات في المنطقة لن يخرج عن جملة ما ذكره الفريق ضاحي خلفان، ومن يرد أن يعالج الوضع الخليجي في الداخل يجب عليه أن يتطرق لمعالجة تلك الأمور: إيران، الطائفية، الكراهية، القانون، الفساد، الضمان الاجتماعي، الانتماء الوطني والولاء.

فإيران هي منبع تصدير الإرهاب والطائفية في المنطقة، وهي التي تسببت من خلال دعمها للحركات الانقلابية في انتشار شعور الكراهية بين المواطنين في المجتمع، وهذه النقاط الثلاث مصدرها خارجي ويجب تجفيف منابعها، والغريب أنه في الوقت الذي تغتال فيه إسرائيل علماء النووي الإيرانيين، تقوم إيران بتهديد دول الخليج العربي للانتقام في رؤية ومنطق سياسي أعور وأعوج.

غير أن النقاط الأخرى التي أشار إليها ضاحي خلفان: «القانون، والفساد والضمان الاجتماعي والانتماء الوطني والولاء» هي شئون داخلية في دول الخليج، وعليها أن تبادر الى علاجها بأسرع وقت ممكن كي تضمن استمرار عملية الإصلاح والتطوير والتقدم، وإلا فإن الشعوب الخليجية ستمارس دورها في التغيير بكل الوسائل، فدول الخليج العربي ليست معصومة من الأخطاء، تماما كما هي ليست بعيدة عن الأخطار الخارجية، ولا بد من عملية التوازن في التعامل مع الأخطاء الداخلية والأخطار الخارجية.

الفريق ضاحي خلفان تحدث بكل صراحة عن «أن البطالة كانت ولا تزال همٌّا عربيًا وخليجيًا بالرغم من أن دول الخليج كان بمقدورها أن تتيح فرص تشغيل لأبنائها وُتحجّم أعداد البطالة إلى أدنى مستوياتها، لكن ذلك لم يحدث، وأخذت البطالة تسير في تصاعد- لا تراجع - مما يعني أن البرامج الحكومية في دولنا لم تكن موجهة بالشكل المطلوب لعلاج هذه المشكلة» وبالإمكان أن نضيف إلى ما ذكره خلفان أن المشكلة الإسكانية هي قنبلة اجتماعية موقوتة يجب أن يتم معالجتها بالتزامن مع معالجة ملف البطالة.

أخطر ما في الأمر أن خلفان أشار إلى أن السنوات الخمس القادمة ستكون سنوات «مخاض» على مستوى الأمن الخليجي من الناحية السياسية، وبالتالي فإن تطبيق دعوة العاهل السعودي نحو الاتحاد الخليجي باتت ضرورية جدا.. نعلم أن الفريق ضاحي خلفان تحدث ببعض الحقائق بشكل موضوعي وصريح، ويملك من الحقائق الكثير التي ربما تعذر الإشارة لها علانية لأسباب عدة، ولكن من يقرأ التصريح ويتابع الوضع في المنطقة يدرك جيدا أن عند خلفان «الخبر اليقين».

آخر السطر:

المؤخرا تم تداول عريضة طائفية، وعلى رأس الموقعين وزير سابق مكلف من قبل إحدى الدول الخليجية بإدارة مركز لدعم الديمقراطية في العالم العربي، والغريب أن العريضة تتباكى اليوم كذبا وزورا على مبادرة سمو ولي العهد وتطالب بتفعيلها كشرط لإعادة الهدوء في ربوع البلاد، وتناسى أصحاب العريضة الطائفية من «طراطير» جمعية الوعد الكاذب، و«نواطير» جمعية القرعان الخمسة، أنهم هم المسئولون بغرورهم وعنادهم ورؤيتهم الطفولية القاصرة وتبعية (الذيل) التي يمارسونها عن الوضع المؤسف الذي وصلوا إليه، بينما العمل الوطني مستمر في مؤسسات الدولة الدستورية والتشريعية.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة