إشغال الناس عن إشعال البلد
 تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يناير ٢٠١٢
محمد المحميد
×× أول السطر:
أعجبني أمس كلام وزير شئون مجلس الوزراء كمال أحمد في تعليقه على أسئلة النواب ومداخلاتهم في الجلسة بأن قال إن عملية التطوير والإصلاح للمشاريع في الدولة ستتم بمشاركة الجميع، ولا يوجد شيء نخفيه عن الناس والرأي العام.. مثل هذه الشفافية في التعامل هي محل تقدير وإعجاب من الجميع ولصالح البحرين أولا وأخيرا.
×× إشغال الناس:
في مصر انشغل الرأي العام حاليا برفع قضية على رجل أعمال مسيحي بحجة إزدراء الأديان عبر رسم «ميكي ماوس» الشخصية الكارتونية ووضع عليه لحية وثوبا، ورسم الشخصية الكارتونية الأخرى «ميني ماوس» ووضع عليها نقابا، فسارعت السلطات بإحالة القضية من النيابة إلى المحاكم، في الوقت الذي تستعد فيه مصر وشعبها للاحتفال بمناسبة مرور سنة على ثورتها ضد النظام الزائل، وتلك طريقة عربية بحتة في إشغال الناس عن قضايا إشعال البلد.
القضية المصرية الحالية رفعها إسلاميون ضد رجل مسيحي، وفي هذا بذور فتنة دينية طائفية لا محالة، ورسالة متعمدة بأن الإسلاميين ضد المسيحيين وضد حرية التعبير، بجانب الضغط على رجال الأعمال وتهديد رؤوس الأموال والاقتصاد وربما التأثير السلبي على ما يملكه ذلك الشخص من مصانع ومشاريع يعمل فيها آلاف المصريين، لتدخل مصر بعدها في نزاع غريب ومتكرر، ويتفرغ أهل السياسة لترتيب شئونهم الداخلية بعد صعود الإسلاميين.
ما يهمنا من هذه الحادثة أن في بلاد كثيرة تدار المجتمعات فيها من خلال إشغال الناس بقضايا هامشية عن قضايا أهم وأخطر، تماما كما يحصل عندنا في إشغال الناس بقضية قطع الكهرباء في الوقت الذي تمارس فيه قوى متطرفة إشعال البلد، وبدلا من أن تتفرغ الدولة للرد القانوني عليهم قامت بإشغال الناس بقضية الكهرباء، وهذه سياسة خاطئة ومتكررة في إدارة الأزمة من خلال إشعال أزمة أخرى بهدف صرف الأنظار والاهتمام الشعبي عن القضية الأساسية وتخفيف الضغط والانتباه عنها، وفي هذا أسلوب خاطئ ويبدو أنه لا أحد يريد أن يتعلم من أخطاء الماضي.
لعل النائب عبدالحليم مراد قد فطن للموضوع ووقف أمس في جلسة النواب وقال بكل صراحة ووضوح إن قضية قطع الكهرباء هي قضية متعمدة بهدف إشغال الناس عن قضايا إشعال البلد وهي الأخطر، فأصبح المواطن مشغولا بهمومه اليومية من راتب وتمديد الدوام المدرسي وقطع الكهرباء وقضية عريضة النواب والإسكان وقضايا أخرى عديدة في الوقت الذي يحترق فيه البلد ويضج الشعب المخلص بالشكوى من بعض التحولات والأخطاء في إدارة ملف الأحداث الأخيرة.
ما نتوقعه أن استمرار إشغال الناس بقضايا هامشية عن القضية الرئيسية سيدفع بالشعب المخلص إلى أن يرغم الدولة على أن تنشغل في قضايا كبرى ويعيد بوصلتها بعد القيام بتحركات منفلتة وغير منضبطة بسبب لعبة سياسية في إدارة الأزمات أصبحت تدار كما تدار قضية ميكي ماوس في مصر وللأسف الشديد.
×× آخر السطر:
أحد القضاة والقانونيين في البحرين اقترح علينا أمس أن نكتب للنائب العام في النيابة العامة كي يقوم بتعيين جهاز إعلامي وناطق رسمي في النيابة العامة، ويتفرغ للتعامل مع الوسائل الإعلامية والرأي العام، كي ينشغل رؤساء ووكلاء النيابة العامة بعملهم والإعداد الجيد للقضايا، بدلا من الوضع الحاصل اليوم.. تماما كما اقترحنا في عمود أمس أن يبادر المجلس الأعلى للقضاء بتعيين جهاز إعلامي وناطق رسمي له.. ومنا إلى النائب العام مع التحية.
.
مقالات أخرى...
- عاجل جدا.. مطلوب جهاز إعلامي للمؤسسة القضائية - (10 يناير 2012)
- حساب رقم (٦٣٩٠٢١١) - (9 يناير 2012)
- هدية علي سلمان «لإخوانه السنة»..!! - (8 يناير 2012)
- المنامة عاصمة الثقافة.. و«النائحة المستأجرة» - (7 يناير 2012)
- درس من «صلاح الدين الأيوبي» للبحرين - (6 يناير 2012)
- عن تاريخ التعليم وفطور «الخبيص»..!! - (5 يناير 2012)
- صرخة العسومي لإسكان الحورة والقضيبية - (4 يناير 2012)
- هل نحن بحاجة إلى خبير ألماني..؟؟ - (3 يناير 2012)
- اتصال الصالح.. واعتذار العمادي - (2 يناير 2012)