ضمن الفعاليات الفنية والثقافية التي تشهدها مملكة البحرين، احتفالا بالمنامة - عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٢، يواصل معرض مرفأ البحرين المالي للفنون إسهاماته ويتوق لارتداء حلة أخرى جديدة، يقدم من خلالها معرضاً فنياً شيقاً بعنوان «انعكاسات»، وهو معرض فني فردي يزيح الستار عن عدد من روائع الأعمال الفنية الجديدة للفنان البحريني راشد آل خليفة، ويقام ٣١ الجاري ويستمر حتى ٣٠ مارس القادم.

يمثل شعار المعرض الفني «انعكاسات» الفكرة الرئيسية لمضمون الأعمال الفنية الجديدة والتي عبر راشد آل خليفة من خلالها عما يختلج في داخله من مناجاة وتأملات فكرية ومشاعر حية، وذكريات شكّلت هويته ونسجت الوعي الذاتي الخاص به وجسدت مرافئ حياته بشكل عام. وفي أناقة وجمال تعكس هذه اللوحات الجديدة مزيجاً من ذكريات الفنان وتترجم من خلالها تأملاته بين الماضي والحاضر وبين الواقع والخيال.

تشهد هذه الأعمال الجديدة بصدق على النضج الفني والروح الإبداعية لدى الفنان. فقد استطاع بحرفية ومهارة، بشكل غير تقليدي أن يستخدم الكروم والألوان والأشكال بتقنية عالية، ليصنع من اللوحة المقوسة مرآة فنية تجذب المشاهد وتدعوه إلى الاقتراب منها والتّوقف للحظة والتفكّر والتأمل في الذات.

تقدم التركيبة المكونة للعمل الفني الحالي خصائص مختلفة للحوار ولتبادل الأفكار. وفي هذا السياق قال راشد آل خليفة: «أنا أعبر عن مشاعري بالألوان التي استخدمها في النماذج والأشكال، فهي نسيج من ذاكرتي يعكس مراحل عدة نمرّ بها في حياتنا بتقلباتها سواء كانت أوقات الفرح أو الحزن، أو الفشل والنجاح».

الحوار التشكيلي بين الفنان والعمل الفني في حالة تطور وتغير مستمر، «فمن خلال هذه التركيبة الغنية والمكونة من طبقات مصقولة بمزيج من الألوان، تحاور الفنان مع لوحاته بأفكار مستوحاة من القماش المطرز والغطاء أو الستار الحاجب والمشربية، والتي - بشكل مجازي - قد تعبر عن الأشياء التي نبصرها ولكن حقيقة لا نراها مكتملة. فجاءت هذه الأعمال لتعبر بمكنوناتها عن جزء من الحقيقة والمجتمع والحياة وتذكرنا بالمسافات التي قطعناها للوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم»، هكذا عبر راشد آل خليفة.