الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٥٨ - الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢٩ صفر ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حديث متكرر عن «فضح السلمية»..!





كلما قرأت بياناً أو تصريحاً يتحدث عن جملة أو عبارة في خطبة لعيسى قاسم، أو غيره، أو يعتمد على صور ثابتة وتسجيلات فيديو لمظاهر العنف والتخريب التي تحدث في بعض مناطق البحرين وعند مداخل المدن والقرى، بأنها «فضحت حقيقة السلمية»، فإنني لا أملك سوى أن أضحك.

أيام تفصلنا عن مرور عام على الأحداث التي شهدتها البحرين، ومنذ ذلك الوقت تبين أن الجزء الأكبر من الحراك الذي تشهده البحرين تحت إدارة فئة من «المعارضة» هو عبارة عن ممارسات خارجة عن القانون على الشارع بكل وضوح. حتى من ينكرون هذا النوع من الممارسات ويدافعون عنها أو يغلفونها بكذبة المطالب أو ينافقون حينما تتم الإشارة إليها وحينما يشاهدونها بأم أعينهم، هم يعلمون في قرارة أنفسهم علم اليقين أنها جرائم بحق الوطن وبحق الناس، وأنها قد تؤدي إلى الإضرار بالبشر وإزهاق الأرواح، وأنه لو مارسها أحد ضدهم فإنهم سوف يصرخون هلعاً، وإن كانوا علناً يدافعون عنها أو ينكرون حدوثها أو لا يتفوهون بكلمات إدانة لها إلا على استحياء أو بمناورات.

الحديث عن «افتضاح حقيقة السلمية» هو حديث متأخر جداٌّ، لأن حقيقة السلمية قد افتضحت منذ زمن بعيد، وجزء كبير مما يجري في البحرين بات من المعروف أنه «غير سلمي»، وليس في تكرار هذا الأمر أي إضافة، وليدافع من يدافع ولينكر من ينكر وليراوغ من يراوغ. تقرير لجنة تقصي الحقائق قال ذلك بوضوح، وحتى سفراء واشنطن الذين تجمعهم بـ«المعارضة» علاقة حب وغرام يعترفون بأن رمي زجاجات المولوتوف وقطع الطرقات على الناس وسكب الزيت في الشوارع والاعتداء على المارة واستخدام قاذفات الأسياخ الحديدية هي أعمال «إجرامية» وأنه من واجب قوات الأمن اعتقال من يقوم بذلك وإحالته إلى النيابة ومحاكمته. ونحن في البحرين منذ الثمانينيات نشهد هذه الأفعال بوتيرة متصاعدة وتطور نوعي حتى وصلت المسألة إلى استعراضات وطوابير عسكرية في بعض مناطق البحرين على طريقة «حزب الله» يراها الجميع، والفرق هو أن هناك من يدينها ويشجبها بوضوح وهناك من إما أن يصمت عنها وإما يبرر لها ويدافع عنها.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة