الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦٠ - الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


لماذا لا يكونون بحرينيين؟!





هذا السؤال قلناه وسنظل نكرّره كلّما ظهر علينا خبر الاستعانة بغير البحرينيين لإدارة مرفق أو مشروع هنا أو هناك أو الاستعانة بهم من أجل موضوع ما نعتقد جازمين أن هنالك غيرهم بالمئات قادرين على القيام به أفضل منهم. وجاهة هذا السؤال تنبع من أن البحرين التي - بحسب الثابت - هي أول دولة خليجية يدخل فيها التعليم النظامي حيث افتتحت مدرسة الهداية في عام ١٩١٩م، بمعنى مضى على دخول التعليم النظامي فيها ما يقارب القرن الواحد لتكون بلدنا السباقة إلى الدفع بأبنائها إلى مجالات البناء والتطوير من خلال التعليم والابتعاث الذي هو الاستثمار الحقيقي في طاقاتنا ومواردنا البشرية، والتي من المؤمل أو المفترض أنه بعد مرور كل هذه العقود من السنوات أن تكون لدينا خبرات وكفاءات تصلح لكل مجال وتنجح في إدارة وتشغيل سائر مرافقنا ومشروعاتنا وتسيّر مختلف شؤوننا. بل يمكنها أن تصدّر كفاءات تخدم الدول المجاورة الشقيقة، ففي مقاييس الدول وسنن الكون عن هذه الفترة من التعليم والتدريب والتأهيل يمكن أن ينشأ فيها جيل أو جيلين كاملين أو أكثر، وتستطيع الدول أن تصنع فيها عشرات الأفراد المناسبين - لا نبالغ إن قلنا - لكل شيء.

لا يمكن التصديق أن البحرين مازالت تستعين بين فترة وأخرى بمستشارين وخبراء ومديرين تنفيذيين وما شابههم من خارج أبنائها لإدارة شركاتها ومؤسساتها الكبرى، في تخصصات نحسب أنه بعد كل هذه السنوات من التعليم والتأهيل والتدريب يصعب علينا أن نقول إننا مازلنا نفتقر إليها، فالكفاءات والقدرات البحرينية يُفترض أنها تستطيع أن تحلّ في هذه المناصب وتمسك بزمامها وتدير دفتها بكل حرص وتفان! وتزداد أهمية هذا السؤال أننا لدينا شركات صرنا نسمّيها (المدللة) مرّت على طاقم إدارتها التنفيذية جنسيات متنوّعة، لكنها لم ترتق بها، بل جعلتها كما (البقرة الحلوب) أو (البئر بدون قاع) استنزفت من الملايين ما يشيب له الولْدان من غير أن يتغير أو (يتلحلح) مؤشر الخسارة المدويّة لديها، ولا يدري أحد سبب الإصرار عليها!

الزميل العزيز إبراهيم الشيخ كتب منذ عدّة أيام عن كلية (البوليتكنيك) واصفاً إياها بأنها أصبحت من أفضل مشروعات التقاعد النيوزيلندية، وقبلهم اسكوتلنديوا كلية المعلمين، وسمعنا عن استعانة جهات معينة مؤخراً بخبراء من أمريكا أو بريطانيا ثم طالعتنا الصحف المحلية الأسبوع الماضي بخبر تكليف خبراء فرنسيين بوضع معايير مهنية لوسائل إعلامنا المحلية ونخشى أن تتزايد في الأيام القادمة مثل هذه التكليفات والاستعانات دونما اعتبار لـ «ما حكّ جلدك مثل ظفيرك».

سانحة:

الحمد لله أن تمكنت بعض الدول العربية من أن تكتشف أن بعثة جامعة الدول العربية في سوريا إنما هي كانت تمثل فصلاً جديداً من المسرحية الشهيرة «شاهد ما شفش حاجة».



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة