الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٦١ - الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ م، الموافق ٣ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


حاسيّة الاستشعار المعدومة؟!





كتبنا وطالبنا ورجونا قبل أسبوع تقريباً أن تتوحّد الجهود، زَعل من زَعل، وردّ علينا من رد.

اليوم نعيد الخطاب، ولن نذكر أحداً حتى لا يقفز علينا المتهيئون للقفز على كل من يخالفهم الرأي، مخافة فقدان المصالح والمراكز والبروز الاجتماعي على حساب قضيّة الوطن؟!

للأسف، يبدو أنّ بعض الرؤوس السياسية لأهل السنة، مازالت تغرّد خارج السّرب، ومازالت تلعب في المكان والوقت الخاطئين، ومازالت حاسيّة استشعار الخطر مفقودة، أو مغيّبة عمداً أو بفعل فاعل؟!

اليوم لن أخاطب أحدا بالاسم، ولكن «اللي على راسه بطحه» رجاء يتحسّسها، ولينتبه إلى أنّ التاريخ يسجّل، ولن يرحم أيّ مضيّع أو متهاون أو متخاذل؟!

أقولها للجميع، على الجمعيات السياسية السنيّة الموجودة في الشارع أن تتقّ الله في البحرين، وليس عيباً أن أقبل وأستجيب لمبادرة شباب صغار السنّ كبار العقول، يحترقون من أجل الوطن، وانتمائهم للبحرين، وقلوبهم تنبض بعشقها، لا غير.

على الجمعيات السنيّة برموزها وشيوخها أن تتحرّك بحجم الخطر المحدق الذي يتربّص بنا، ومن يتخلّف منهم على الآخرين أن يواصلوا الطريق ولا يتلفتوا إليه، فليس علينا أن نستوحش طريق الحقّ لقلّة سالكيه، وليس علينا أن نتراجع عن قول كلمة الحقّ إذا الكبار صمتوا؟!

البعض يريدها تصفية حسابات، والآخر يخاف من اختطاف الأضواء منه، ويتناسى أن النار التي تشتعل في الوطن قد تحرقه إذا لم يبادر وينسى نفسه من أجل الوطن، مستوعباً أنّ البحرين بحاجة إلى نكران الذات أكثر من أيّ وقت مضى.

المبادرة التي أطلقها شباب الفاتح للائتلاف بين جمعيات الفاتح السياسية، تحمل من الأفكار والمبادئ ما يجمع ويؤلّف، ويكفيها فخراً أنها كتبت بحبر الولاء للوطن وشرعيته وهويّته.

أقولها بصدق، على الجميع أن ينطلق، ومن يتخلّف عن الرّكب هو الخاسر، ولا تلوموا الشباب إذا تهوّروا لأنّكم تخلّفتم، «وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم».

لشباب الوطن الذي هو عنوان المرحلة، نظّموا صفوفكم، ولا تدخلوا في معارك جانبية يريد الآخرون جرّكم إليها.

وحّدوا صفوفكم، وليكن الوطن هو شعاركم، لا تركنوا إلى حظوظ النّفس ولا لحظوظ أي جمعية تنتمون إليها، واجعلوا شعاركم البحرين فقط، هي التي جمعت الجميع عند الفاتح، وستجمعهم مرّات أخرى، لأنّ الحُرّ لا يبيع وطنه، ولا يرضى بأن يجرحه الآخرون، فما بالكم بمن يحرقه بيديه، وهذا هو الفرق في المعادلة؟!

واصلوا فعالياتكم وأوصلوا صوتكم، ولا تجعلوا الآخرين يجرّونكم إلى التصادم، فأهل الحق لا يضيّعون طريقهم لأنّ هناك من يريد أن يجعلهم ينحرفون عنه؟!

برودكاست: أما آن للدولة أن تستيقظ؟! مخططات الحرب الأهلية التي تريد الوفاق وغيرها بمرجعياتهم السياسية والدينية جرّنا إليها بدأت تخرج الأشواك، وإذا لم تبادر الدولة بقطع ما بدأ يؤذي الناس في حياتهم وأهلهم ومالهم، فلا تلوموا أحداً إذا خرج للرد على من تنادى بسحق الوطن بمن فيه من باب «ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».

كلمة أخيرة: كيف تريدون من الناس أن تثق بقناتنا الفضائية، والدولة تأمر وزارة الإعلام بأن تقف مكتوفة الأيدي، مع أن الحرب مشتعلة علينا من كل جانب. البحرين تحترق والبيت من دون نوافذ؟! صباحك خير يا وطن!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة