عام ٢٠١١ .. الأكثر دموية في تاريخ الصحفيين
 تاريخ النشر : السبت ٢٨ يناير ٢٠١٢
القاهرة: هيثم صلاح
يدفع الصحفيون ثمنا باهظا من حياتهم أثناء عملهم الإعلامي، خاصة في مناطق التوتر والحروب، بمختلف أنحاء العالم، فقد أعلنت منظمة (صحفيون بلا حدود) في تقرير لها، أن ستة وستين صحفيا قتلوا في انحاء العالم في عام ٢٠١١، كثيرون منهم اثناء قيامهم بتغطية الثورات العربية، أو في أحداث عنف من قبل عصابات الجريمة في المكسيك، أو في أحداث الاضطرابات السياسية في باكستان. وأنه «من ميدان التحرير بالقاهرة إلي خوزدار في جنوب غرب باكستان، ومن مقديشيو إلى مدن الفلبين، فإن مخاطر العمل الصحفي في أوقات عدم الاستقرار السياسي برزت في ٢٠١١ بشكل أكبر من أي وقت مضى».
في حين أعلنت «حملة شعار الصحفي» في تقريرها السنوي، أن عام ٢٠١١ شهد مقتل مائة وستة صحفيين أثناء تأديتهم مهامهم، سقط عشرون منهم في ثورات الربيع العربي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه المنظمة - التي تتخذ من جنيف مقرا لها ؟ إلى إبرام معاهدة دولية لحماية الصحفيين في مناطق الصراعات في مختلف أنحاء العالم، يعلن الاتحاد الدولي للصحفيين بالتعاون مع مؤسسة «سلامة الأخبار» أن مائة وستة صحفيين وعاملين بالإعلام قتلوا خلال العام الماضي، مقارنة بـأربعة وتسعين خلال عام .٢٠١٠
ففي سوريا، ومن بين ضحايا الأحداث هناك من الصحفيين: باسل السيد؛ أثناء تصويره مشاهد دموية في حمص؛ حيث خاطر بحياته من أجل توصيل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، وتصوير كل ما يرتكبه النظام السوري من فظائع وحشية في حق شعبه الأعزل، وكذلك توفي الصحفي أحمد راتب أبوالبرغل متأثرا بجراحه بعد أن أصيب بطلق ناري في رأسه بينما كان عائدا إلى بيته في مدينة داريا بالقرب من دمشق، إثر انتهائه من تقديم برنامجه الأسبوعي في إذاعة دمشق، وقد أدانت منظمة اليونسكو مقتله، واعتبرت مديرة منظمة اليونسكو «إيرينا بوكوفا» مقتل أبوالبرغل اعتداء على حرية التعبير واعتداء على حقوق الصحفيين.
وفي العراق، قتل الصحفي والمخرج السينمائي «هادي المهدي»، بالرصاص، في بيته بمنطقة بغداد الجديدة، وكان المهدي يدير برنامجا إذاعيا ينتقد فيه الحكومة. وكذلك قتل صباح البازي الذي كان يعمل بالقطعة لحساب رويترز في العراق.
وفي استقصاء لجنة «حماية الصحفيين» في نهاية عام ٢٠١١، حول حالات قتل الصحفيين لقي ثلاثة وأربعون صحفيا على الأقل حتفهم في جميع أنحاء العالم لأسباب مرتبطة مباشرة بعملهم خلال عام ٢٠١١، وبلغ عدد الصحفيين القتلى في باكستان سبعة صحفيين، وهي أعلى خسارة تتحقق في أي بلد من البلدان. وبلغ عدد الصحفيين القتلى في كل من العراق وليبيا خمسة صحفيين في كل منهما، وفي المكسيك ثلاثة قتلى، مما يضع هذه الدول في مقدمة التصنيف من حيث عدد الصحفيين القتلى.
وأضافت اللجنة أن الخسائر في الأرواح كانت كبيرة بصفة خاصة بين المصورين خلال عام ٢٠١١، إذ شكلوا نحو أربعين بالمائة من مجموع الخسائر، حيث سجلت لجنة حماية الصحفيين أول حالتي وفاة لصحفيين مرتبطة بعملهما في كل تونس وسوريا، وذلك منذ أن بدأت اللجنة بجمع بيانات مفصلة منذ عقدين من الزمن، ففي سوريا تم تعذيب وقتل المصور المستقل «فرزات جربان» في محافظة حمص، وفي أفغانستان، أطلق جندي أمريكي الرصاص على الصحفي أحمد أوميد خبالوك مراسل وكالة «باجهوك أفغان نيوز» الأفغانية، ومحطة «بي بي سي»، أثناء هجوم شنه المتمردون في منطقة تارين كوت.. واستنتجت قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان أن الجندي ظن أن البطاقة الصحفية التي كان يحملها الصحفي هي صاعق تفجير.
وقد أشار مرصد الإعلام الأردني إلى عدد من الانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها اعلاميون وصحفيون في ٢٠١١، من بينها: الاعتداء على مكتب وكالة الصحافة الفرنسية بعمّان، وتعرض الإعلامية راندة حبيب لحملة تشويه ونقد خارجة على الأسس المهنية، وكذلك تعرض الصحفي عمر المحارمة في صحيفة الدستور لاعتداء أثناء تغطيته مسيرة شعبية في مدينة سحاب تدعم مطالب الحراك الشعبي الأردني، فضلا عن تهديد صحفية «الغد» اليومية بالحرق والدعوة إلى قتل رئيس تحريرها واعتداء على أحد الموزعين. وقد جاء هذان الاعتداء والتهجّم جراء ما قامت به الصحيفة ومندوبها «أحمد الرواشدة» بنشر تقرير إخباري في الحادي عشر من نوفمبر ٢٠١١ يتعلّق بهرب الباخرة (سور) من ميناء العقبة بطريقة غامضة. وكذلك تعرض عدد من الصحفيين في الأردن لاعتداءات أثناء تغطيتهم عملهم الصحفي منهم ياسر ابوهلالة مدير مكتب «الجزيرة».
وفي مصر، تعرض عدد من الصحفيين والإعلاميين لاعتداءات خاصة العرب والأجانب معهم، والعاملين في قنوات غير مصرية؛ فقد تعرض مراسل قناة العربية «أحمد بجاتو» لاعتداء مبرح أثناء تصويره اعتصام مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك، في ميدان مصطفى محمود، وكذلك تعرضت قناة «العربية» لمحاولات لاقتحام مقرها من قبل متظاهرين غاضبين ابان أحداث الثورة، وكذلك تعرضت مراسلة «السي تي في» (ماريان عبده) لاعتداء في ميدان التحرير، وانقذها أحد ضباط الشرطة الموجودين بالميدان؛ بعد أن أشار أحد الأشخاص إلى ماريان، وادعى أنها إسرائيلية مما أدى إلى شحن المتظاهرين ضدها وقاموا بتمزيق ملابسها وضربها، وأكدت الصحفية الفرنسية كارولين سينز أنها تعرضت لاعتداء وتحرش جنسي أثناء تصويرها الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود بالقرب من ميدان التحرير.
وكالة الصحافة العربية
.
مقالات أخرى...
- إخفاقات المعارضة السورية تضعف مصداقيتها ووحدة قوامها - (28 يناير 2012)
- محاولات تاريخية فاشلة لإغلاق مضيق هرمز - (23 يناير 2012)
- وصفتها أقلام الغرب بـ«الدجاجة التي تبيض ذهبا»سيناء مفتاح الأمن والنهضة لمصر بعد ثورة ٢٥ يناير - (14 يناير 2012)
- مخاوف متصاعدة حول إغلاق مضيق هرمز - (14 يناير 2012)
- لعبة شد الحبال مستمرة بين أوباما ونتنياهو - (13 يناير 2012)
- الرصاصة الأخيرة في جعبة النظام السوري - (12 يناير 2012)
- تحذيرات عالمية من أزمة غذائية تلوح في الأفق - (7 يناير 2012)
- «الوحدة العربية».. هل تتحقق بربيع الثورات؟ - (4 يناير 2012)
- دموع وأساطير في كوريا الشمالية بعد وفاة الزعيم - (4 يناير 2012)