بدأت الكاميرا تنتقل بين الحين والآخر من القاهرة إلى رام الله، لتبشرنا بأن الابتسامات المتبادلة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، هي الضمان الأكيد لقيام دولة فلسطينية، وهناك أمر يحيرني وهو ان أبا مازن ليس «رئيس فلسطين» بل هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بحسب اتفاقيات أوسلو ومدريد ومانشستر يونايتد، وحتى في هذا المنصب فإن الاتفاقيات تقول إنه ليس بريزيدنت tnediserp بل تشيرمان namriahc ثم اين هي فلسطين في الأساس كي يأتلف الناس ويختلفوا حول من يقودها.. على كل حال فإن قضية فلسطين صارت سكند هاند واللي بدو يصير، يصير، طالما نحن لا في العير او النفير.. او حتى الحمير التي لديها جمعيات تدافع عنها برئاسة نجمة السكس الفرنسية بريجيت باردو التي ظلت تطالب بإلغاء عيد الأضحى لأن المسلمين ينحرون فيه الخراف بدون بنج!! المهم... لم يعد يهمنا كثيرا ان هناك خريطة طريق رسمها الأمريكان لإقامة غيتو فلسطيني، وسيكون للغيتو كذا عمدة وكذا محافظ وعشرون ألف رجل أمن لضمان عدم وجود شخص يقول كاني ماني!! فقد تمت برمجتنا بحيث تحدد أمريكا أي القضايا ينبغي لنا الاهتمام بها، وقضية الساعة كما يقول الأمريكان هي احتمالات حدوث فتنة طائفية بين الشيعة والسنة في العراق.. مثل هذه الفتنة لم تحدث على مدى عدة قرون تعايش فيها السنة والشيعة في العراق وتمازجوا، ولكنها قد تحدث اليوم بفعل فاعل مستتر تقديره «هو»! ومن ثم فان القضية التي تتفرع عن كل ذلك هي من سيخرج بالعراق من النفق الذي أدخله فيه الأمريكان وأوكلوا سد أبوابه إلى نوري المالكي؟ هل هو احد أرباب السوابق الجنائية؟ أم بعثي أرغم على «التوبة» بعد ان غضب عليه المهيب الرهيب، وفر إلى الخارج قبل سقوط نظام صدام؟ ورئيس الجمهورية جلال طلباني صار عجوزا مكعكعا وهو على كل حال كردي ومنصب رئاسة الحكومة ليس من نصيب الكرد!! طبعا الحل لا بد ان يأتي من واشنطن، ولهذا رأيت - كفاعل خير يتمنى الخير للعراق - طرح المناقصة التالية:

مطلوب رئيس وزراء جمهورية العراق

تبحث الإدارة الأمريكية بهمة ونشاط عن مرشحين لملء وظيفة

رئيس جمهورية العراق

يرجى من العراقيين المقيمين في أمريكا والراغبين في شغل هذه الوظيفة تقديم سيرهم الذاتية في موعد أقصاه ٣٠ يونيو ٢٠١٢ (لن تقبل طلبات العراقيين «المحليين»)

متطلبات الوظيفة:

تسيير شؤون الحياة اليومية في العراق

التنسيق مع السفارة الامريكية في بغداد في كل ما يتعلق بالنقطة أعلاه

السفر المتكرر إلى الولايات المتحدة في طائرة خاصة

(الراتب والمزايا ماكو مشكلة)

الشروط الواجب توافرها في المرشح:

ان يكون من حملة الجنسية الامريكية او الجرين كارد

المعتقدات الدينية ليست بذات أهمية

ان يكون ابوه سنيا وأمه شيعية

من المستحسن ان يكون جده كرديا

من المستحسن ان تكون زوجته مسيحية

ان يكون ذا خبرة في مجال النفط

يفضل من له إلمام باللغة العربية

(وأضيف من عندي أنه في ظل الشروط التعسفية أعلاه فلن يتم العثور على مرشح مناسب مما «سيضطر» أمريكا إلى حكم العراق «مؤقتا» بضع سنوات!).

jafabbas١٩@gmail.com