الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٠ - السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

أخبار البحرين

تستقبل ٨ إلى ١٠ مرضى يوميا

وحدة متخصصة لتخفيف الضغوط النفسية لمرضى القلب في السلمانية





كشفت الإحصاءات السنوية الخاصة بوحدة تأهيل مرضى القلب عن تحسن المرضى الخارجيين الذين أكملوا برنامج تأهيل الوحدة والساعات المقررة لهم للبرنامج الذين بدأته الوحدة منذ خمس سنوات، وأظهرت إحصاءات الوحدة نتائج باهرة فيما يتعلق بالمرضى الخارجيين، إذ تم إدراج كل النتائج في برنامج (سسذس) الإحصائي باستخدام notxnigiW لقياس متوسط التغيير قبل وبعد برنامج تأهيل مرضى القلب، وأظهرت النتائج للمرضى الذين انخرطوا وأكملوا برنامج التأهيل بحضور ٢٤ إلى ٣٦ ساعة بمعدل ثلاث ساعات أسبوعيا نتائج ملحوظة وتغييرا جوهريا.

وبينت الإحصاءات فيما يتعلق بضغط الدم انخفاض متوسط ضغط الدم الانقباضي من ١٣٧ إلى ١٢٦ بما يعادل ١١ ملم زئبق، أما ضغط الدم الانبساطي فقد انخفض من ٧٩ إلى ٧٤ بمعدل ٥ ملم زئبق، وفيما يتعلق بتحليل الدم المخبري أظهرت النتائج انخفاض متوسط سكر الصيام من ٦,٧٩ إلى ٥,٩٩ ما يعادل انخفاضا بنسبة ١١,٧٩ في المائة وانخفض مستوى سكر الخلية التراكمي من ٦,٤٢ إلى ٥,٥٣ بما يعادل انخفاضا بنسبة ١٣,٨٧ في المائة.

أما بالنسبة إلى الدهون فقد انخفض متوسط مستوى الكولسترول من ٤,٥٧ إلى ٤,٣٤ بما يعادل الانخفاض بنسبة ٥,٠٤ في المائة، وانخفض مستوى الدهون المنخفضة الكثافة إلى ٢,٤٩ بما يعادل انخفاضا بنسبة ٥,٣٣ في المائة، كما انخفض مستوى الدهون الثلاثية من ١,٦١ إلى ١,٤٣ بما يعادل انخفاضا بنسبة ١١,٢ في المائة، وأخيرا انخفض وزن المرضى من ٢ إلى ١٢ كيلوجراما بعد إكمالهم البرنامج. ويعد برنامج تأهيل مرضى القلب من أحد البرامج المتميزة، ونموذجا ناجحا استطاع خلال الفترة الماضية أن يساعد مرضى القلب على الوصول إلى أنماط الحياة الصحية والحفاظ عليها من خلال البرامج الرياضية والتعليمية، التي تخضع لإشراف طبي بعد الاستشارة والتدريب.

ويهدف البرنامج الذي تشرف عليه وحدة تأهيل مرضى القلب بمجمع السلمانية الطبي إلى الحد من مضاعفات الأمراض القلبية المختلفة، مما يتيح للمريض القدرة على التكيف مع مرضه والعودة إلى ممارسة دوره شخصا منتجا في المجتمع وإعادة ثقته بنفسه.

وبيّن الدكتور راشد البناي استشاري أمراض القلب رئيس وحدة أمراض القلب بمجمع السلمانية الطبي أن الوحدة تستقبل يوميا من ٨ إلى ١٠ مرضى يوميا من الأحد إلى الخميس، وتدار بواسطة فريق طبي مؤهل لاستقبال مثل هذه الحالات، ويشتمل البرنامج على حصتين إلى ٣ حصص في الأسبوع وكل حصة تستغرق حوالي ساعة، ويستمر البرنامج من ٤ إلى ١٢ أسبوعا أي ١٢ ؟ ٣٦ حصة تبعا لحالة المريض الصحية.

وأضاف أن رؤية وحدة تأهيل مرضى القلب انطلقت لمساعدة المرضى على الحصول على أساليب تساعدهم على استعادة السيطرة على صحتهم وعوامل الخطر لديهم حتى يتسنى لهم منع حدوث مشاكل صحية بالمستقبل، ويقوم أعضاء الفريق بتقديم الطرائق الآمنة والفعالة لمساعدة منتسبي البرنامج على الشعور بتحسن أسرع، والبقاء على نحو أفضل وتخفيف الضغوط النفسية وتحسين جودة الحياة وتقليل عوامل الخطر في المستقبل.

وقال إن خطوات تحويل المرضى إلى وحدة تأهيل مرضى القلب تتم عن طريق طبيب القلب الاستشاري المعالج الذي يقوم بملء استمارة خاصة تسلم إلى ممرضة الوحدة، ومن ثم يدرج تشخيص الحالة التي يعانيها المريض مع الهدف من التحويل بما يتلاءم مع حالته الصحية، وعادة تستقبل الوحدة الحالات ذات عوامل الخطورة للأمراض القلبية الوعائية مثل ضغط الدم المرتفع وداء السكري وشحومة الدم، والذبحة الصدرية، واحتشاء عضلة القلب، وفشل عضلة القلب، وكذلك حالات تأهيل ما بعد جراحة القلب المفتوح. وخلال برنامج التأهيل والبرنامج الرياضي يتم تثقيف المريض عن حالته المرضية وكيفية التعامل معها عن طريق المحاضرات والوسائل السمعية والبصرية بالإضافة إلى الكتيبات المختلفة التي تصدرها الوحدة، ومن ثم يتم تقييم فعالية البرنامج لبيان مدى استفادة المرضى من البرنامج، وتقوم الوحدة بعمل فحوص للمرضى مع تسجيل علاماتها الحيوية لمقارنة تأثير البرنامج سلبا أو إيجاباً.

يذكر أن برنامج تأهيل مرضى القلب في وحدة مرضى القلب بمجمع السلمانية الطبي تم افتتاحه منذ عام ١٩٩٨م وكان يقتصر دور البرنامج على إعطاء المرضى المعلومات عن طبيعة مرضهم والعوامل المساعدة للإصابة بأمراض القلب كما يهتم بإعطاء المعلومات الخاصة ببعض الأمراض مثل التعليمات الواجب اتباعها بعد حدوث الجلطة القلبية أو بعد حدوث ضعف في عضلة القلب، ولكن في عام ٢٠٠٧م تم افتتاح المرحلة الثانية وهي مرحلة خاصة يمارس فيها مرضى القلب الرياضة بعد خروجهم من المستشفى تحت إشراف طاقم تمريضي متخصص في رعاية مرضى القلب، ويتم استخدام أجهزة مختلفة مثل جهاز الجهد وجهاز الدراجة الثابتة إضافة إلى عمل بعض تمارين الإحماء والتبريد مع وضع المرضى على جهاز لمراقبة القلب أثناء عمل الرياضة.

الجدير بالذكر أن الوحدة استطاعت أن تحقق أهدافها من خلال التمييز في العمل ومساعدة المرضى المترددين عليها، واستطاعت تحسين حياة المرضى بعد تعرضهم لأزمات قلبية عن طريق اتباع نمط حياة صحي ومساعدتهم على استعادة حياتهم الصحية، والجسدية، والاجتماعية، والنفسية والجنسية، إضافة إلى تقليل إعادة إدخال المرضى للمستشفى وتقليل نسبة الوفيات.



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة