الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٠ - السبت ٤ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٢ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

زاوية غائمة


هب أنك انتحرت بنجاح!!





في الكويت تم نقل شاب بالوانيت (الشاحنة نصف النقل وكان أول موديل وصل منها إلى الكويت يحمل اسم ون ايت ١٨ أي ثمانية عشر بالإنجليزية)، المهم تم نقل الشاب إلى المستشفى وهو مشرف على الموت، وفي غرفة العناية الفائقة، تم إخضاعه لغسيل المعدة بعد ان تبين انه تناول عددا كبيرا من الأقراص الدوائية بغرض الانتحار.. أما ما دفعه إلى الانتحار فهو ان حبيبة الفؤاد غيرت رأيها ورفضت الزواج به.. طبعا هذا من حقها.. بل يحدث كثيرا ان ترفض سيدة متزوجة استمرار العلاقة الزوجية وتطلب الطلاق.. وصبر الشاب رغم إحساسه بالألم وحاول ان ينسى الحب والحبيبة، ولكن تطورا مهمّا حدث: تزوجت الحبيبة سابقا، وهكذا حال الدنيا، ومن المألوف ان تتزوج واحدة كانت مخطوبة لزيد، من عبيد بعد فسخ الخطبة، ولكن هناك «فرق» فقد كان زوج الحبيبة السابقة غنيا وقدم إليها مجوهرات تقدر قيمتها بنحو ٣٠ ألف دولار... غير المهر الذي سبب لصاحبنا «القهر»... ولكن ما بط كبد الشاب وفقع مرارته هو ان العريس الشبعان أبو جيب مليان، كان رجلا طاعنا في السن، فرأى ان الحبيبة «باعته»، وفضلت الفلوس على «العواطف»، فما كان منه إلا ان فتح الصيدلية المنزلية وتناول تشكيلة من الأقراص وقرمشها فدخل في غيبوبة، فنقل إلى المستشفى حيث تم إسعافه وإنقاذ حياته.

وطالما انه «طلع منها» هذه المرة بالسلامة، فإنني أود أن أخاطبه بشأن الحماقة التي أقدم عليها: هل كنت تحسب انك ستغيظها بموتك؟ أو تجعلها تحس بالذنب؟ هب انها اغتاظت وبكت عليك! ثم ماذا بعد؟.. لماذا لم تفكر في إغاظتها بأسلوب فعال بأن تتزوج أنت ايضا بأخرى؟ وكي تغيظها بنفس طريقتها كان عليك ان تتزوج بواحدة تكبرك بثلاثين سنة!! واحدة بواحدة والبادي أظلم!! وما هو أهم من كل ذلك هو انك يا صاحبي الفاشل حتى في الانتحار لا تحترم الرأي والرأي الآخر!! هي ما تبيك.. مش عايزاك.. لا ترغب في الارتباط بك، بدليل انها فضلت عليك رجلا عجوزا، فلماذا لا تحترم قرارها وتحترم نفسك وتستأنف حياتك!! أنا لا استخف بعواطفك نحو فتاة أحلامك السابقة، وأعرف ان الكثيرين يصابون بصدمات نفسية مدمرة نتيجة هجر الطرف الثاني في العلاقة لهم، ولكنني أريد لك ان تكون ايجابيا، ولا أفهم كيف يحزن إنسان لدرجة ان يفكر في قتل نفسه لأن شخصا آخر هجره!! يعني مهما كانت درجة تعلقي بفتاة ما، فإنني ما كنت سأقتل نفسي إذا قررت الاقتران بغيري لأنه أكثر مني مالا او جمالا او بطيخا!! فإذا لم تكن راغبة في الاقتران بي وقررت هجري طوعا في «الطقّاق»، لن أحزن على فقدان شخص لا يريدني.. وقد أحزن وهذا أمر طبيعي وتنفيسي، ولكن ان اعاقب نفسي بقتلها او إيذائها فـ«يفتح الله».. بالعكس اذا تأكد لي ان خطيبتي فضلت علي شخصا ميزته الوحيدة هي انه غني، فسأحمد الله الذي نجاني من الارتباط بإنسانة قبلت بي مؤقتا او من باب الاحتياط... وبالتأكيد فإنني لو تزوجت بواحدة من تلك النوعية، سارت معي إلى آخر الشوط لأنها لم تعثر على بديل غني، فإن مآل العلاقة إلى طلاق لأنها كانت ستعايرني ببؤس حالي المادي، فلا يبقى هناك مجال للتعايش بيننا لأن من يعاير شريك حياته بالفقر إنسان عينه زائغة وغير قانعة.. ومن النوع الذي يشجع الطرف الآخر على الاختلاس او حتى السرقة.. وحتى لو لم يفعل ذلك فإنه لا يؤتمن!





jafabbas١٩@gmail.com



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة