الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٤ - الأربعاء ٨ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


المراهنة على السعودية وليس الأسطول الخامس الأمريكي!





قد يكون الحديث همساً، لكنه يعكس تطلعات الشعب الخليجي إلى انبلاج فجر الوحدة من خلال (الاتحاد الخليجي) المنشود، وقد نشرت «أخبار الخليج» يوم أمس ما ذكره الكاتب الكويتي (أحمد الفهد) في مقالة بصحيفة (الوطن) الكويتية: «ان خبراء مكلفين بإعداد مسودة تصورات بالاتحاد الخليجي اجتمعوا بالفعل، وان الاتحاد سيبدأ بين البحرين والشقيقة السعودية، في حال عدم موافقة بقية دول الخليج على الفكرة».

وإذا كانت بقية دول مجلس التعاون الخليجي متريثة أو بطيئة الحركة نحو مشروع (الاتحاد الخليجي)، فإن التحديات التي تواجه البحرين والسعودية معاً تجعل البلدين يتحركان بسرعة أكبر نحو تدشين (الاتحاد) بينهما.. فالمؤامرات التي تحاك لإسقاط النظام في البحرين واستبداله بجمهورية إسلامية (إيرانية) لم تعد خافية على أحد.. وقد كشفت هذه الجهات المدعومة من الخارج أوراقها كاملة في شهر فبراير الماضي، ولاتزال ترفع الشعار ذاته حتى الآن في المهرجانات والمظاهرات السياسية العنيفة في بعض مناطق البحرين.

وحتى نضع النقاط على الحروف فإن المؤامرة التي تحاك ضد البحرين يقودها وينفذها أكثر من طرف.. ففي السابق كنا نعتقد انها (إيران) وحدها، ولكن تسلسل الأحداث كشف وجود تحركات من الإدارة الأمريكية لتنفيذ (الأجندة الإيرانية) في البحرين! على طريقة ما فعلته أمريكا في العراق حين سلمت المصير العراقي إلى النفوذ الإيراني من خلال الأحزاب الطائفية التي تحكم العراق حالياً!

ومن جهة أخرى تجد إيران وأمريكا مطية تنفيذ هذا المخطط التآمري في البحرين من خلال نفس الأحزاب الطائفية في البحرين.. وكلاً من (واشنطون) و(طهران) يراهنان على جمعية «الوفاق» في تنفيذ اجندة (تصدير الثورة) إلى البحرين.. والعالم يعيش حالياً (لغة المصالح المتبادلة)! فإذا كانت أمريكا تقف ضد (حزب الله) في لبنان، فليس حباً في خصوم الحزب هناك، وانما حباً في المصالح الإسرائيلية!.. فإن أمريكا نفسها لا يزعجها ما يفعله (حزب الله) في البحرين ما دام يخدم الصفقات السرية مع طهران حول الحفاظ على أمن الجنود الأمريكان والأساطيل الأمريكية في الخليج وأفغانستان!

وحتى نكون صرحاء لن تستطيع البحرين ان تواجه إيران وأمريكا في هذه المنازلة العسكرية.. لكنها تستطيع ان توقف هذه المؤامرة التي تحاك ضدها عندما تدخل في اتحاد (سياسي وعسكري واقتصادي) مع الشقيقة المملكة العربية السعودية للثقل العربي والعالمي الذي تشكله، ولأن (الرياض) تدرك أيضاً ان مجيء حكم (حزب الله) إلى البحرين سوف يشكل خطراً أمنياً وعسكرياً على أراضيها القريبة، يضاف إلى ذلك ما يشكله من تهديد لآبار النفط وحقول الغاز في المنطقة الشرقية بالسعودية.

إذن فالوحدة مع السعودية هي الخيار الوحيد أمام البحرين.. وبدونها سوف يحكم ملالي إيران البحرين!.. (الوحدة) مع السعودية وليس المراهنة على (الأسطول الخامس) الأمريكي!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة