الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٦ - الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


جمال عبدالناصر في الجسد العربي





الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ذلك الرمز الباقي في وجدان أمته.. الزعيم الذي علمنا القيم والمبادئ.. مازالت الشعوب العربية الأصيلة تردد الترحم عليه.. وعلى انجازاته العظيمة.. لا أحد على وجه الأرض قادر على أن ينزع حبه وصورته من قلوبنا.. عشنا معه الأزمات والنكبات والصراعات فزاد شعورنا بحبه لأنه في الحقيقة زعيم ملهم وخادم أمين لأمته.. تقشف لتعيش مصر وشعبها حرة أبية.. وتعيش أمتنا محفوظة بكرامتها وعزتها كدول عربية مستقلة.. كنا صغارا نُصغي لصوته ونبهر بقامته.. ونعجب بصورته من خلال العرض في دور السينما.. مثل السينما الزياني والبحرين.. والناس تسمعه من خلال الراديو، كنا نحلم بغد مشرق وأمل من خلال هذا الزعيم الذي بعثه رب العباد إلى أمته لتخليصها من الاضطهاد والفساد، ومحاربة أعداء الإسلام من اليهود والاستعمار وعفاريت الشر الطامعين في أوطان أمتنا.. ان شعوبنا العربية وعلى رأسهم الشعب المصري العظيم والعظمة لله.. أعطوا الولاء كله لقائدهم وحبيب الملايين.. أصبح الزعيم في نظر الأعداء الخطر الأكبر في تهديد إسرائيل.. عبدالناصر علمنا الكبرياء.. علمنا الحرية والمساواة.. علمنا عدم الانحناء لأحد مهما كانت زعامته.. علمنا النضال ومسيرته.. علمنا الآمال والأحلام.. علمنا كيف نقاوم الشر ونقطِّع أوصاله.. وضع أمام شعوب الأرض مصباح الحرية ليرعب به أعداء الأمة وأعداء الشعوب.. كان الجميع يحسدنا على هذا الزعيم الذي لا يبخل بالعطاء والدفاع عن أمته وعروبة أوطانها.. والدفاع عن شعوبها.. غمرنا بزعامته.

لم نسمع قط بأنه سرق أو نهب أو اختلس أو ترك الثروات لأبنائه ليعيشوا في رفاهية العيش.. هذه حقائق موثقة تاريخيا لتبقى شاهدة على عصره.

رحل عنا الزعيم في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠ من خلال أزمة قلبية أودت بحياته وكل ذلك في سبيل وقف الدم العربي.

كان يقول رحمة الله عليه ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. حتى في معاركه الحربية أشرك جميع الدول العربية في المعركة، وعاشت أمتنا بعد رحيله بالسواد والصمت والحزن الذي خيم على شوارعنا.. كان مشهدا حزينا وعيونا حزينة.. تعبيرا عن مكانته في قلوبنا.. وخرجنا كأمة تكن له كل الحب والتقدير والمحبة الصادقة من القلب لوداعه.. رحل الزعيم ذو الإرادة الحديدية.. والقوة الإيمانية، وحب الجماهير الذين لم يعرفوا زعيما قبله ولا بعده يعيد إلى هذه الأمة كرامتها، ويناضل من أجلها ليلاً ونهاراً. فكيف لنا بنسيانه والعزوف عن الكتابة عنه؟ فهو نبض الأمة إلى أبد الآبدين.. والسلام

علي أحمد المحمود



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة