واخيرا وفي الاسبوع الأخير من يناير ٢٠١٢ فجعت بافتقاد شخصية عزيزة على قلبي، شخصية نزيهة ونظيفة القلب والسريرة والقلم، فكم اتحفنا عبر صفحات هذه الجريدة بموضوعات قيمة هادفة وغاية في الجرأة.. فالفقيد الذي خدم البلاد أعواما طوالا من خلال عمله في وزارة البلديات اقعدته همومه الثقيلة في الفراش بعد ان ابتلاه الله بالشلل الذي جعله طريح الفراش أشهرا عدة بترت احدى قدميه على اثره.. ومع هذا كان لسانه رطبا بالذكر والشكر والثناء لرب العباد، وراضيا بشجاعة وبايمان صادق بقدر الله وناموسه ومشيئته في خلقه، والله لن ابالغ لو قلت ان همومه بقضايا العباد والبلاد التي اراد ان يعبر عنها كتابيا كما كان انسته محنته وقضيته. لقد صمد المرحوم كثيرا وهو على حالته المرضية الصعبة من دون ان يمد يد العون لتلقي العلاج خارج البلاد.. صمد وكان في كامل وعيه وحسه المرهف الا في الايام الاخيرة من حياته حيث زرته.. وكم راعني واحزنني عندما رأيته لم يكن على حالته النفسية التي عهدته بها! ورغم انه فقد شيئا من ذاكرته وحيويته فإنه وبناء على سؤال مؤداه: هل تعرفني؟ أجاب اجابة بليغة ستظل محفورة في اعماقي أبد الدهر، اجابة قال فيها وهو في تلك الحالة المؤلمة «وهل ينسى الانسان روحه؟».

رحم الله الفقيد عبدالرزاق العوضي وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وأهله ومحبيه الصبر والسلوان.

«إنا لله وإنا إليه راجعون».

أحمد محمد الأنصاري