الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٦ - الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ١٨ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


البحرين خليفية عربية





نحن شعب نريد التقدم والتطور السريع في جميع المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، شعور قاس يجتاحك حين تبدأ بالتراجع في هذه الحكاية وأن تكون البحرين الحبيبة في صفوف البلاد الكبرى بوزنها الكبير، ونطمح للانفتاح على العالم أجمع لنستفيد من خيراته وخبراته الكثيرة ولنزيد من حصيلتنا الثقافية وتطورنا العلمي والحفاظ على التراث البحريني مع الاحتفاظ بهويتنا العربية الاصيلة التي عرفها العالم وقيمنا وثقافتنا الاسلامية العظيمة وعاداتنا وتقاليدنا الخليجية العريقة التي عاشها أباؤنا وأجدادنا ولكن هيهات فكل هذه الأمنيات بدأت تتلاشى وتذهب أدراج الرياح بسبب الاكتساح الثقافي الغربي والآسيوي الذي أخذ منحى آخر غير ما كنا نتمناه فـ «تسللت» إلينا بسرعةً عادات غربية وتأصلت فينا من دون وعي منا وهي لا تمت لنا بصلة، فنشأ جيل بحريني عربي بالاسم وغربي آسيوي لغة وفكرا، ومع تزايد أعداد الأجانب في البحرين الحبيبة بدأنا نشعر بالغربة في بلد ننتمي إليه بدمنا وروحنا، كما أصبحنا فئة قليلة لا حول لها ولا قوة.

شعور خطر جدا بدأ يدب في قلوبنا ونلتفت يميناً ويساراً فلا نرى غير الجالية الاجنبية، فبدأنا نشعر بأنهم المواطنون ونحن الأجانب، كيف يحدث هذا في وطننا؟ فالوظائف المرموقة تفصل لهم بحجة اللغة الانجليزية كأننا في بلد غير عربي وبالتالي هذا المواطن المغلوب على أمره يبحث عن وظيفة تليق بمعلوماته التي تعب عليها في الدراسة.

ومن صور الاكتساح الأجنبي المشين العري في الشوارع والمجمعات الكبيرة من قبل النساء الاجنبيات وبعض من النساء العربيات للأسف وهن في تزايد من دون احترام لنا ولبلدنا فهؤلاء لا يعرن اهتماماً لعادات وتقاليد هذا البلد التي ضاعت في وجود الاحتلال الاجنبي بإرادتنا، والمشكلة الكبيرة اننا نتابع ونشاهد ولا نستطيع التفوه بكلمة واحدة بحجة حرية التعبير.

فماذا تقول عزيزي القارئ في هذه المشكلة التي ستواجه الأجيال القادمة؟ فهذا الجيل هو تكملة لمسيرتك فيجب عليك ان تعبر عن شعورك من الآن لأنك صاحب الحق والقرار، ومع هذا وبكل فخر واعتزاز نقول (يا بحرين سيري قدماً) ولكننا لا نعلم نحن البحرينيين هل سنسير من أمامك أم من خلفك أم لا هذا ولا ذاك، فليحفظ الله سبحانه وتعالى البحرين الغالية.

صالح بن علي



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة