الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

المال و الاقتصاد


وزيــر الطــاقة يفتتــح مؤتمــر ومعــرض «تآكــل المعــادن»





افتتح وزير الطاقة الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الرابع عشر حول تآكل المعادن مساء يوم الأحد الموافق ١٢ فبراير الحالي، بحضور عدد كبير من المهنيين والمتخصصين وأصحاب الاهتمام بموضوعات المؤتمر الذي يقام في مركز الخليج الدولي للمؤتمرات بفندق الخليج.

وقال إن «الحضور الكثيف في هذا المؤتمر يعتبر شهادة صادقة على الثقة التي تحظى بها مملكة البحرين من دول المنطقة وبقية دول العالم، فقد حقق مؤتمر (ميوس) الذي أقيم في أواخر العام الماضي نجاحاً باهراً، ونحن على ثقة بأن هذا المؤتمر سيحقق ذلك النجاح أيضاً».

وأضاف أن هذا المؤتمر الذي «يركز بصفة خاصة على دراسة تآكل المعادن، يقام بانتظام منذ ثلاثة عقود، وسبب أهميته هي في غاية البساطة هو أن تآكل المعادن يكلف كوكبنا الأرضي مليارات الدولارات في كل سنة».

وهذا يحدث في آسيا وفي الشرق الأوسط، ومن القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، وفي القرى الصغيرة أو المناطق الحضرية الكبيرة، وفي الصحاري أو في الغابات المطيرة، وعلى المحيطات والأرض، وفي الهواء أو داخل المناجم تحت الأرض، ويؤثر على كل فرد منا وفي كل يوم. وعلاوة على الخسائر المادية التي يمكن إحصاؤها ومشاهدتها، فإنه يمتد إلى المعاناة الإنسانية والإصابات الخطرة والخسائر في الأرواح.

وإزاء هذا الوضع، يتحتم علينا إيجاد الحلول لهذه المشكلة الخطرة التي تواجهنا. وعلى نطاق العالم، تنفق المؤسسات الطبية ومعاهد الأبحاث ملايين الدولارات كل سنة لإيجاد علاج للأمراض، وأبرزها أمراض السرطان. ومطلوب من الجهات الإنسانية أن تكرس جهوداً مماثلة لعلاج سرطان المعادن ـ وهو التآكل الذي تتعرض له.

وقال الوزير «على مدى العقود الزمنية القليلة الماضية، تم اتخاذ خطوات مهمة في مجال علم المواد والبتروكيماويات والسيراميك، فقد تم تطوير مئات من البوليمرات الجديدة وغيرها من العناصر البتروكيماوية أو السيراميك لتحل محل معادن كانت تستخدم على نطاق واسع في حياتنا اليومية ومن المستحيل تقريباً الاستغناء عن هذه المواد، فالسيارات وقطع غيارها وأبدان الطائرات وخطوط الأنابيب والقنوات مصنوعة من مواد كانت مصنوعة من المعدن سابقاً أضف إلى ذلك، قائمة طويلة من المستلزمات المنزلية أو الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية. وقد حققت هذه الخطوات نتائج باهرة في منع الآثار التي تنتج عن تآكل المعادن، إلاّ أنها لم تصل إلى درجة القضاء على التآكل.

وسيواصل العالم اعتماده على المعادن لأن استبدالها بشكل كلي بمواد من صنع الإنسان أمر يصعب تصوره تقريباً، ولذا لا مفر من أن يظل تآكل المعادن ملازماً لنا مدة من الزمن.

وأكد أن الجهة المنظمة، وهي جمعية المهندسين البحرينية والجمعية الدولية لمهندسي التآكل - فرع غربي آسيا وإفريقيا وفرع الظهران بالمملكة العربية السعودية - قد حالفهم الصواب لاختيارهم شهر فبراير لعقد هذا المؤتمر لأن الصيف في هذه المنطقة قد يكون خانقاً، فارتفاع نسبة الرطوبة المتزامن مع التربة المالحة على الأرض أو المياه العالية الملوحة في المناطق البحرية هي من أهم أسباب تآكل المعادن في منطقتنا، أضف إلى ذلك أن المنطقة تنتج كميات كبيرة من النفط الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من مادة الكبريت. والكبريت هو في حد ذاته مصدر لبيئة تسبب التآكل. وإذا ما أضفنا إلى ذلك المحيط الجوي الأكّال بسبب التلوث الناتج عن الانبعاثات من عوادم السيارات والشاحنات والطائرات والسفن وغيرها، فإن المشكلة تتضاعف في حجمها وخطورتها.

وأضاف «تعتبر تنمية البنية التحتية أمراً ضرورياً لكل دولة ترغب في تحسين مستوى معيشة مواطنيها. والبنية التحتية تعني أساساً هياكل معدنية لتشييد المباني والجسور ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والسكك الحديدية والسفن، وكل هذه البنى التحتية عرضة للتآكل. إن حماية أصولنا التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات هي في أيديكم. فمنذ أن بدأ تنظيم هذا المؤتمر في عام ١٩٧٩، وهدفه هو بالضبط حماية أصولنا وحماية مواطنينا وحماية بيئتنا».



.

نسخة للطباعة

مقالات أخرى...

الأعداد السابقة