الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه





(إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه) كان أول شعار رنان نسمعه من (الثوار المزعومين) منذ بداية أزمة وجرح البحرين على أيدي أبنائها، لن أرد على هذا الشعار بشعارات مثله بل بقصة حدثت الأسبوع الماضي واترك لكم التعليق.

درس أبنائي منذ الصغر مع أبناء الطائفة الأخرى وبالتالي معظم أصدقاء طفولتهم من هذه الطائفة وهم جميعا كأولادي، تعود ابني أن يدرس للامتحانات مع أصدقائه فذهب الأسبوع الماضي لبيت صديقه، يقول ابني: دخل علينا ابن الجيران وعمره سبع سنوات يسأل عن جدته، كان في غاية الظرف حتى قال له صديقه وهو (ينظر إلي ويغمز لي) حسينو صديقي بيتهم في الرفاع، يقسم ولدي إن الطفل تحول إلى ذئب شرس ابتعد عنه فجأة وأخذ يصرخ ويقول: بلطجي، مرتزق، انتون قتله، انتون ما تحبونا تبون تذبحونا، انتون مو مسلمين انتون كفار، طبعا ابني انفجر من الضحك في البداية وقال له: أنا أبي أذبحك ليش؟ أنا من وين أعرفك عشان أذبحك أو أكرهك؟ فرد الطفل (وأضع عشرة خطوط حمراء حزينة على كلمة طفل) انتون أهل الرفاع كلكم بلطجية، فضحك ابني المراهق وهو لا يستوعب حجم الكارثة وقال له: تعال حسينو هاي يجذب عليك انا مو رفاعي انا من المدينة فتحول الذئب الصغير إلى حمل وديع مرة أخرى (سبحان الله!) فسأله ابني (معروف أنه فضولي) انتون تسون المولوتوف (الزجاجات الحارقة) بروحكم؟ قال ايه واجد سهل ما يبيله شي، تجيب غرشة تحط فيها ... واخذ يوصف له الطريقة بدقة فسأله الفضولي: انت تسوي معاهم وتحذف الشرطة بها؟ رد الطفل وبكل فخر وبطريقة بطولية: أكيد انا أعرف أسوي وأقدر اشتري إذا امبي بنص روبيه واطلع احذف البلطجية بها، وأخذ يشرح له كيف يقودهم بعض المراهقين ويقفون بمسافة وغيرها من التفاصيل التي لا أريد أن أذكرها.

سألت ابني: ليش ما صخيته بكف لما قال لك انتون كلكم بلطجية؟ نظر الي باستنكار وقال: ماما ياهل (طفل) أقولج عمره سبع سنوات، فقلت له: طيب ليش ما فهمته ان احنا إخوان وما نكرههم بالعكس أنت أعز أصدقائك منهم؟ نظر الي كأنه يئس مني: ماما اقولج ياهل (طفل) ما عطاني ويه إلا لما قلت إني مو رفاعي فتعتقدين بيقعد وياي عشان أعطيه محاضرة عن السنة والشيعة؟

لن أعلق، ولن أقول رأيي الشخصي ولكنني متأكدة أنني سأتسلم الكثير من الردود التي تكذب قصتي ولكنني اقسم بالله العظيم إنني لم أؤلف أي كلمة وان هذا ما حدث (بل إنني حذفت منها قليلا).

فما تعليق كل من لايزال يردد شعار: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه؟ وكل من لايزال يخطب ويقول: انها ثورة ومطالب شعب بأكمله من جميع الطوائف؟



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة