الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٣٧٩ - الاثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


نحاول نصدّقكم!!





إنه أمر لا تنقصه الغرابة، وسيظل عنواناً للحيرة ومثاراً للاستفهام كلّما تابعناه وقرأنا التصريحات والتقارير الصادرة عنه. وأعني به هذا التدخل الأمريكي السافر في شأننا الداخلي، سواء ما يصدر عنه من نصائح وتوصيات، أو أوامر ونواهٍ، ربما ما خفي منها أكثر مما ظهر.

زيارات مسؤوليهم لا تكاد تتوقف، تتنوّع مستوياتهم، ونشاط سفيرهم في وطننا بلا حدود، ومقابلاته مع من شاء، وغالبها لا يدخل في المهام الدبلوماسية المعتادة لبقية السفراء. وأحسب أنه لو قُدّر لسفير أو مسؤول من أية دولة يجري في أمريكا ذاتها ما يقوم به مسؤولوها وسفراؤها في دولنا، فتجرأ - مثلاً - وقابل متظاهري وول ستريت وطالب ببقائهم في الشارع أو (صدّق روحه) وقام بزيارة معتقلي جوانتنامو أو طالب بالتحقيق مع «كنيسة دوف التبشيرية» بفلوريدا التي أعلنت قبل أكثر من عام تنظيم حملة عنوانها «اليوم الدولي لحرق القرآن» أو وجّه بالسماح للمليشيات الأمريكية المسلّحة بالعمل والتظاهر أو ما شابه ذلك؛ لاعتبرته تعدّياً على سيادتها وانتهاكاً لاستقلالية قراراتها ولأمرت – ربماً – بطرده فوراً وعدم السماح له بأن يطأ أرض الولايات المتحدة الأمريكية مرّة ثانية.

مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل يزور البحرين للمرة الرابعة خلال ما يقارب السنة الواحدة، يلتقي أطرافا في الحكومة وأطرافا في المعارضة ويجتمع هنا وهناك ثم يعقد مؤتمراً صحفياً يدعو فيه إلى إجراء حوار (جادّ) بين الحكومة والمعارضة، ويوجّه إلى عدّة أمور غالبها ليس من اختصاصه - أو هكذا يُفترض - ولا صفة تخوّله للتوجيه والمطالبة.

يغادر بلادنا بوزنر ليأتينا بعده جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى في مهمة لا تقلّ غرابة عن مهمة سابقه أو سابقيه. وقبلهم نقرأ أن وفداً رسمياً أمريكياً التقى خلال الأيام القليلة الماضية في البحرين جهات رسمية ونقابية وأصحاب أعمال ومفصولين بهدف إكمال تحقيق بدأته الإدارة الأمريكية بشأن نصوص اتفاق التجارة الحرة المتعلقة بحقوق العمال والحريات النقابية. وبالطبع يتكاثر الخبراء الأمريكان في مواقع عدّة من الدولة يوجهون ويدرّبون ويراقبون و... إلخ.

سانحة:

يقول مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في مؤتمره الصحفي الأخير عن الذكرى الأولى للاحتجاجات في البحرين: «إنها لحظة لجميع البحرينيين من جميع قطاعات المجتمع للعمل معاً لتجاوز آلام العام الماضي والبدء في خلق مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً من خلال حوار حقيقي، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة أن تتم هذه العملية بقيادة البحرينيين أنفسهم».. نحاول نصدّقكم؟!!



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة