نحتاج مزيدا من التوعية
 تاريخ النشر : السبت ٤ فبراير ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
وفق تقرير الاتحاد العالمي للسكري لعام ٢٠١١ فإن البحرين تحتل المركز الخامس عالميا في قابلية إصابة سكانها بمرض السكري وذلك بنسبة ١٦,٦ في المائة، بينما تحتل المرتبة الثامنة عالميا في معدل الإصابة الفعلية بهذا المرض حيث إن ١٩,٩ في المائة من سكانها مصابون به حاليا. هذه النسب مفزعة بلا شك، إذ أن معناها الواضح هو أن واحدا من كل خمسة مواطنين بحرينيين مصاب بالسكري حاليا، ومن المتوقع أن يصاب به أيضا واحد من كل ستة مواطنين في أي وقت لترتفع نسبة الإصابة الفعلية بالسكري فتزداد معها تكاليف الرعاية الصحية المقدمة من الدولة لهذه الفئة من المواطنين، كما أننا سنحتاج إلى كميات متزايدة سنويا من العقاقير المستخدمة في معالجة هذا المرض وفي مقدمتها الأنسولين فضلا عن أجهزة قياس السكر ومستلزماتها، ما يعني استنزاف ميزانية الدولة وجيوب المواطنين المصابين بهذا المرض اللعين لصالح شركات تصنيع الأدوية العالمية.
ترى.. لو أننا نجحنا في وقاية مواطنينا من الإصابة بهذا المرض من الأساس ألن يكون أجدى وأنفع للدولة ولهم؟!.. الإجابة بالتأكيد هي أن الوقاية أجدى وأنفع لكنها تحتاج إلى جهود جبارة وخطط توعوية مركزة تستطيع تغيير المفاهيم الغذائية غير الصحية في عقول وأذهان المواطنين ليقوموا هم أنفسهم بتغيير عاداتهم الغذائية غير الصحية ويمارسوا أنواعا من الرياضة كفيلة بوقايتهم من الإصابة بالمرض، وبما أن برامج التوعية الحالية لا ترتقي إلى مستوى القدرة على تغيير المفاهيم والعادات الغذائية لدى المواطنين فإننا لن نشهد في المدى المنظور تراجعا في معدلات الإصابة بالسكري في البحرين.
في دولة الإمارات يحظى هذا الموضوع بأهمية قصوى، إذ جندت الدولة إمكاناتها لجهود التوعية الوقائية ووفرت في مراكز العلاج أحدث أدوية وأجهزة علاج هذا المرض، ما جعلها تنجح في خفض معدلات الإصابة بالسكري بين مواطنيها لتتراجع إلى المرتبة العاشرة عالميا في معدلات الإصابة به بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية عالميا، وهو إنجاز عالمي بكل المقاييس.
مديرة البحوث في أحد أهم مراكز علاج السكري في العاصمة الإماراتية أبوظبي أكدت للصحافة يوم أمس أن هذا الإنجاز تحقق نتيجة تكثيف برامج التوعية والوقاية من مخاطر مرض السكري، ومن بينها فعاليات رياضية مثل (ماراثون مرسى ياس)، ومباريات في كرة القدم، وبرامج للنساء لقياس كثافة الجسم والقدرة على التحمل بعد شهر من ممارسة الرياضة، وأشارت إلى تنفيذ عدد من الفعاليات الأخرى من بينها ٤٥ حلقة تلفزيونية حول التوعية الغذائية تحت اسم (كيف الصحة)، و(سكر مضبوط)، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية للأطفال من سن سبع سنوات حتى ١٢ سنة في المدارس. وذكرت أن شركة عالمية متخصصة في الدراسات والبحوث تولت رصد تحسن الوعي في مجتمع أبوظبي والتعرف إلى جدوى أساليب الوقاية.
أقول: إن البحرين بحاجة ماسة إلى برامج توعية وخاصة بطلبة المدارس بدءا من السنة الابتدائية الأولى وانتهاء بالمرحلة الجامعية، لأن هذه الفئة من المواطنين هي الأكثر عرضة للإصابة حاضرا ومستقبلا بمرض السكري نتيجة العادات الغذائية غير الصحية وخصوصا الإقبال الكبير والمستمر على المشروبات الغازية والوجبات السريعة، ولا شك أن توعية هذه الفئة بالأنماط الغذائية الصحيحة كفيلة بوقايتهم من مخاطر الإصابة بمرض السكري وتبعاته الخطيرة طوال ما تبقى من حياتهم، كما أنهم سيربّون أطفالهم فيما بعد على الأنماط الغذائية الصحية التي تقي الأجيال القادمة من هذا المرض اللعين.
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- الإصلاح.. وليس الفوضى - (3 فبراير 2012)
- نملك ثروة عظيمة - (2 فبراير 2012)
- اللعبة تتكرر! - (1 فبراير 2012)
- يسعون إلى حتفهم! - (31 يناير 2012)
- العدالة الأمريكية - (28 يناير 2012)
- احذروا.. فالقادم أسوأ - (26 يناير 2012)
- تعالوا نحلم معا - (25 يناير 2012)
- أفيقوا قبل فوات الأوان - (23 يناير 2012)
- مخاطر الباراسيتامول - (22 يناير 2012)