هل نستطيع؟!
 تاريخ النشر : الأحد ٥ فبراير ٢٠١٢
صلاح فؤاد عبيد
في لقاء تلفزيوني أجرته مؤخرا قناة (روسيا اليوم) مع الصحفي الأمريكي المعروف (ويليام انجدال) مؤلف كتاب (الهيمنة الكاملة -الديمقراطية- الاستبدادية في النظام العالمي الجديد) أكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة في بلاده تعمل على «زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بهدف إقامة ما يسمى (الشرق الأوسط الكبير) لتأمين سيطرة أمريكية مطلقة على أكبر حقول النفط في العالم، وللتحكم في السياسات المستقبلية لعدة دول على رأسها الصين، وأن المنظمات الأجنبية غير الحكومية التي يموّلها الكونجرس الأمريكي ومؤسسة الوقف الوطني للديمقراطية إضافة إلى ما يسمى منظمات حقوق الإنسان كلها مسيّسة تعمل على تأجيج النزاع بما يتماشى مع أهواء السياسة الأمريكية، وأن الحرب التي تشنها واشنطن بأداتها (الناتو) لم تكن يوما لتحقيق الحرية والديمقراطية، وأن الربيع العربي هدفه السيطرة على دول المنطقة وعلى النفط كما في ليبيا مثلا. واعتبر انجدال أن مشروع الشرق الأوسط الكبير ما هو إلا سلسلة كاملة من عمليات زعزعة الاستقرار وضعت إبان فترة حكم جورج بوش بهدف إحكام السيطرة الأمريكية على المنطقة».
كل هذه المعلومات نعرفها جميعا ولا نحتاج إلى من يؤكدها لنا، لكن ما الذي يمكننا أن نفعله لصد هذه الهجمة الأمريكية الصهيونية على بلداننا العربية والإسلامية؟
أولا: إن جزءا كبيرا من الشعوب الغربية يدرك تمام الإدراك حقيقة هذه الهجمة الصليبية على ديارنا وثرواتنا، لكنه لن يتحرك لإنصافنا لأننا ببساطة لا نملك سياسة إعلامية قوية قادرة على الوصول إلى الرأي العام العالمي وتقديم الحقائق كاملة أمامه والدفاع عن مواقفنا وحقوقنا لإحداث تغيير جذري في توجهات شعوب العالم نحونا، علما أن سلاح الإعلام أهم اليوم من السلاح العسكري، ومن هنا فإن أول خطوة يجب علينا أن نخطوها وبسرعة قصوى هي وضع وتنفيذ سياسة إعلامية عالمية المستوى والمحتوى والإدارة والانتشار، جماعيا وليس فرديا، بمعنى أن تشترك دولنا العربية كلها فيها بكل ما تستطيع من إمكانيات.
ثانيا: وحدة الصف الداخلي في دولنا هي حائط الصد الأقوى أمام أي اختراق خارجي، لذا يجب علينا تقوية هذا الصف بكل طريقة ممكنة، وتوعية شعوبنا بخطورة الوضع الذي نمرّ به وأن أمتنا كلها مهددة بالزوال إذا أخفقنا في هذا الامتحان الصعب. وفي هذا الإطار يجب على أجهزتنا الأمنية إلقاء القبض الفوري على العناصر الخائنة والعميلة وتقديمهم إلى محاكمات علنية وتطبيق القانون عليهم بحذافيره حتى لا يظلوا معول هدم وخنجرا في ظهر أمتنا.
ثالثا: يجب إنجاز الوحدة السياسية الكاملة بين دول مجلس التعاون بأسرع ما يمكن، ومحاولة ضم أكبر عدد ممكن من الدول العربية الشقيقة إلى هذا الاتحاد الكونفدرالي، ليكون لنا جميعا حكومة فيدرالية واحدة وحكومات محلية متعددة، وجيش واحد، ووزارة خارجية واحدة، وميزانية قومية موحدة، بمعنى توحيد القرار السياسي والقدرات العسكرية والاقتصادية لدولنا.
رابعا: توقيع اتفاقيات دفاع مشترك مع روسيا والصين وشراء أسلحة متطورة من هاتين الدولتين واستقدام خبراء عسكريين منهما لتدريب جيوشنا وتطوير قدراتها القتالية والدفاعية لكسر الاحتكار الغربي الحالي وتحكمه في نوعية وكمية تسليح جيوشنا.خامسا: إطلاق مشاريع صناعية وزراعية عملاقة في مختلف أراضي دولة الاتحاد لتنمية اقتصادها ورفع المستويات المعيشية لشعوبها وتمكينها من الاكتفاء الذاتي قدر المستطاع في مختلف احتياجاتها الغذائية وغيرها.إذا استطعنا تنفيذ كل هذا وبالسرعة المطلوبة فلن يتمكن أعداؤنا من تحقيق أهدافهم التمزيقية والتفتيتية لشعوبنا ودولنا.. فهل نستطيع ذلك؟!
salah_fouad@hotmail.com
.
مقالات أخرى...
- نحتاج مزيدا من التوعية - (4 فبراير 2012)
- الإصلاح.. وليس الفوضى - (3 فبراير 2012)
- نملك ثروة عظيمة - (2 فبراير 2012)
- اللعبة تتكرر! - (1 فبراير 2012)
- يسعون إلى حتفهم! - (31 يناير 2012)
- العدالة الأمريكية - (28 يناير 2012)
- احذروا.. فالقادم أسوأ - (26 يناير 2012)
- تعالوا نحلم معا - (25 يناير 2012)
- أفيقوا قبل فوات الأوان - (23 يناير 2012)