إيران تحاول كسر العزلة.. وتتجه إلى «غزو اقتصادي» لمصر
 تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
قال خبراء اقتصاديون في مصر إن الاستثمارات الإيرانية التي تم إعلان دخولها السوق المصري خلال الأيام الماضية هي رد فعل على موقف أمريكا ودول الغرب من عدم دعم الحكومة المصرية بعد تقدم الإسلاميين.
وأشار الخبراء إلى أن الاستثمارات الإيرانية في مصر سوف تتركز في المقام الأول على قطاع الصناعة وليس العقارات كما كان يحدث في الاستثمارات العربية، وتشير مصادر مطلعة إلى ان طهران تهدف من وراء الغزو الاقتصادي لمصر الى كسر حاجز العزلة، والعمل على الدخول لأكبر سوق عربي، من البوابة الاقتصادية.
وبحسب المصادر فإن مباحثات مطولة بين البلدين خلال الفترة السابقة كانت تتركز حول إلغاء «التأشيرات» بين البلدين، والعمل على تكثيف الوفود السياحية الإيرانية لمصر، حيث أبدى الجانب الإيراني رغبة واسعة في إدخال العملة الصعبة عن طريق السياح.
وأكدوا في تصريحات لـ«العربية نت»، أنه خلال فترة قصيرة سيتم تعويض الاستثمارات الأجنبية التي فقدتها مصر خلال العام الماضي بالاستثمارات الإيرانية والتركية.
وقال الأستاذ بكلية الآداب والاقتصاد بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور مصطفى النشرتي، في تصريحات لـ «العربية نت»، إنه إذا نظرنا إلى العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيران على مدار حكم النظام السابق، فسنجد أنها كانت فاترة ومتوترة، بسبب دعم النظام السابق للشاه الإيراني والمعارضة الإيرانية.
ولفت النشرتي إلى أن الاستثمارات الإيرانية التي تم إعلانها سوف تدخل السوق المصري سريعاً، وخاصة أنه لدينا بعض الأصوات الإسلامية التي بدأت تطالب بعودة العلاقات الاقتصادية الإيرانية بعد تقدم القوى الإسلامية وأن خطوة إيران جاءت لدعم الإسلاميين الذين هم في المقابل يردون الجميل لإيران على موقفها المعادي لإسرائيل طيلة الأعوام الماضية.
وتوقع النشرتي أن تعوض الاستثمارات الإيرانية حجم ما فقدته مصر من الاستثمار الأجنبي المباشر والذي يقدر بنسبة ٨٠%، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الاستثمارات العربية الموجودة في مصر سنجد أنها تتركز على الاستثمار العقاري الفاخر والذي يتم بيع وحداته في النهاية للعرب، لكن الاستثمارات الإيرانية في مصر سوف تتركز على صناعة البتروكيماويات وتسييل الغاز والتكنولوجيا، وهذه صناعات مختلفة تماماً عن صناعة العقار التي تعد اقتصاد ريعيا لا يسهم في تحقيق التنمية المطلوبة.
وأوضح النشرتي أن المبادرة الإيرانية جاءت في وقتها، لأنها لا تتجاوز كونها رد فعل لما تثيره الدول الغربية بشأن التمويل، وتهديد أمريكا بقطع المعونة وممارسة بعض الضغوط غير المباشرة على مصر التي يقودها الإسلاميون في الوقت الحالي، وخاصة أن الاستثمارات الأمريكية والأوروبية لن تدخل السوق المصري في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وبالتالي ليس هناك بديل أمام الحكومة المصرية سوى فتح الباب أمام الاستثمارات الإيرانية والتركية، وهذه اقتصاديات متقدمة ومتطورة يمكن أن يستفيد منها الاقتصاد المصري بشكل سريع.
وتشمل قائمة المشروعات التي تخطط إحدى الشركات الإيرانية لتنفيذها خلال الفترة المقبلة، الحصول على حقوق امتياز للتنقيب والكشف عن الغاز والبترول في الصحراء الغربية وإنشاء معمل للتكرير، كما تسعى الشركة إلى إنشاء مصنع لتعبئة أسطوانات البوتاجاز في بني سويف، إضافة إلى وجود خطة لإنشاء مصنع لتجميع وتجميد وحفظ اللحوم السودانية بكُلفة استثمارية تتجاوز ٥٠٠ مليون دولار، ومن المقرر أن تعرض الشركة العربية للصناعة والاستثمار والتجارة مصر، وهي إحدى الشركات التي تأسست نهاية العام الماضي برأسمال إيراني ١٠٠ مليون دولار، على الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه المرتقب مع وفد من رجال أعمال ومستثمرين إيرانيين، الأسبوع المقبل، تقديم ١٠ قطارات لهيئة السكك الحديدية وسيتم توقيع العقود مع الهيئة بنظام «BOT».
فيما طلب عدد من المستثمرين الإيرانيين تخصيص قطعة أرض بإحدى المناطق الصناعية لتجميع السيارة الإيرانية «سمند» في مصر بالاتفاق مع الشركة صاحبة العلامة التجارية «إيران خضرو» لصناعة السيارات، بكُلفة استثمارية تبلغ نحو ٨٠ مليون دولار.
وفي تقرير لهيئة الاستثمارات أكد أن حجم الاستثمارات الإيرانية في مصر وصل إلى ٣٣١ مليون دولار وذلك من خلال ١٢ شركة مسجلة بالهيئة العامة للاستثمار منذ عام ١٩٧٤ حتى عام ٢٠١٠.وتتمثل الاستثمارات الإيرانية في مصر في مجموعة من المجالات مثل شركات للغزل والنسيج في المنطقة الصناعية بشمال خليج السويس بكُلفة ٤٠٠ مليون جنيه، ومصنع مشترك لإنتاج الأسمنت في محافظة بني سويف بطاقة ١.٣ مليون طن واستثمارات تتجاوز ٢٢٦ مليون دولار يسهم الجانب الإيراني فيها بنحو ٥٠ %.
هذا بالإضافة إلى المساهمات الإيرانية في مجال السيارات من خلال شركة سوزوكي إيجبت المصرية، وشركتي سايبا وخودروا الإيرانيتين.
وتعد شركة «ميرا تكس» مصر - إيران للغزل والنسيج هي النواة الاقتصادية الإيرانية التي زرعت في السوق المصرية ويمتلك الجانب الإيراني فيها نسبة ٤٩%، وتضم الشركة العربية للصناعة والاستثمار والتجارة مصر إحدى الشركات التي تأسست نهاية العام الماضي برأسمال إيراني ١٠٠ مليون دولار، ويليها بعد ذلك بنك مصر إيران، الذي يعتبر من أكبر الاستثمارات المشتركة بين البلدين برأسمال يصل إلى ١٠٠ مليون دولار، تبلغ حصة الجانب الإيراني فيه نحو ٢٠ %.
كما تتواجد الاستثمارات الإيرانية في مصر في ٦ مجالات أخرى أغلبها توكيلات من شركات إيرانية لرجال أعمال مصريين مثل السجاد الإيراني الذي تبلغ قيمة واردات مصر منه نحو ١٠ ملايين جنيه سنوياً.
.
مقالات أخرى...
- برنت يصعد فوق ١٢٣ دولارا للبرميل مسجلا أعلى مستوى في ٩ أشهر
- ٣.٣ ملايين دينار بحريني أرباح البحرين الوطنية القابضة في ٢٠١١
- الحمدان: نتائج «طيران ناس» كارثية بسبب الربيع العربي
- «سلة قطاع الأغذية» يدفع التضخم البحريني إلى التراجع في يناير
- عُمان تدعو إلى تبني موقف موحد تجاه القضايا الاقتصادية والمالية
- «موانئ دبي» تفاوض بنوكاً لترتيب قرض بمليار دولار
- ١٨٠ مليار دولار حجم سوق «الصكوك» بنهاية عام ٢٠١١
- أرباح مصرف سيرة الاستثماري لعام ٢٠١١ تجاوزت ٧٠ مليون دولار
- مصر تبيع أذوناً دولارية للمرة الرابعة في تاريخها
- هجمات إلكترونية تكبد ٤٣١ مليون شخص خسائر بحوالي ٣٨٨ مليار دولار في عام
- «تمكين» تشارك في برنامج مركز البحرين للتميز من خلال مختبر القياس
- «ديلويت» تتوقع استمرار الطلب قويا على التقنيات هذا العام
- الين الياباني يهبط إلى أدنى مستوى في أكثر من ٧ أشهر أمام الدولار
- ٧.٨٢٥ ملايين دينار صافي أرباح «فنادق الخليج» في ٢٠١١
- هيئة سوق العمل تبحث احتياجات قطاع العيادات الطبية الخاصة
- السفير الأمريكي يتفقد مصنع التكرير في «بابكو»