مبيعات الأجهزة الإلكترونية ستسجل مستويات قياسية
«ديلويت» تتوقع استمرار الطلب قويا على التقنيات هذا العام
 تاريخ النشر : الخميس ٢٣ فبراير ٢٠١٢
توقع التقرير السنوي الذي أصدرته «ديلويت حول الاتجاهات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا في عام ٢٠١٢، أن يواصل الطلب على التكنولوجيا الاستهلاكية في إحراز تقدُّم خلال ٢٠١٢ الذي سيشهد تسجيل أرقام قياسية في مبيعات الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية، وطلباً من الأسواق الناشئة ومنها الشرق الأوسط على أجهزة التلفزة والحواسيب المتدنية الكلفة مما سيسهم في زيادة الإنتاج. وسيستمر التنافس الحاد في ضمان توفير أعلى جودة بأفضل الأسعار لعدد كبير من منتجات التكنولوجيا الاستهلاكية، بدءاً من التلفزيونات ووصولاً إلى الكمبيوترات اللوحية».
وكانت كلفة التلفزيون الملوَّن المعدل وفق العوامل التضخمية كانت تصل إلى نحو ألف دولار أمريكي في أواخر السبعينيات. أما اليوم، فأصبح بمقدورنا أن نشتري مقابل المبلغ ذاته جهاز تلفزيون ملوَّن، وكمبيوترين لوحيين، وثلاثة هواتف ذكية بالإضافة إلى كمبيوتر محمول.
وفي هذا الإطار، يشرح قال الرئيس العالمي لقطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في ديلويت جوليون باركر إن «توقعات السنة الجارية تشمل مجموعة من المواضيع تتضمن الطلب على التكنولوجيا الاستهلاكية، وبروز مالكي اللوحات الحاسوبية المتعددة، والطباعة الثلاثية الأبعاد، ونمو البيانات الضخمة».
يذكر أن مشاريع ما يسمَّى بـ (قواعد البيانات الضخمة)، كانت قد حقَّقت عائدات إجمالية لم تتجاوز ٦٥ مليون دولار أمريكي في عام ٢٠٠٩. إلا أن عام ٢٠١٢ سيشهد شروع ٩٠% من الشركات المدرجة في قائمة فورتشن ٥٠٠، في إطلاق مبادرة مرتبطة بالبيانات، مما سيسهم في تعزيز عائدات هذه الصناعة إلى ما بين ٦٥٠ مليون دولار أمريكي ومليار دولار أمريكي.
ولا يزال انتشار قواعد البيانات الضخمة في بداياته، وهي تُستخدم في الدرجة الأولى لنماذج محاكاة الأرصاد الجوية والفيزياء، إلا أن إيلاء الاهتمام بها يزداد بوتيرة متسارعة.
ومع ذلك، وفيما بدأت سعة مخزونات البيانات تعاني من الفائض، وبعدما تحوّلت الحاجة إلى تحليل أكثر دقةً وسرعةً إلى ضغط على الأدوات التحليلية التقليدية، يتعذَّر على هذه الصناعة تحمُّل حماسة مفرطة إزاء صفة «الضخمة» عند الحديث عن البيانات الضخمة، بل ينبغي أن تواصل تركيزها على التوصُّل إلى المعلومات التي تساعد في تحسين اتخاذ القرارات ونتائج الأعمال.
لم تُظهر فورة الكمبيوترات اللوحية أي بادرة انحسار منذ اجتياحها الأسواق في عام ٢٠١٠ ومن المفترض أن تفوز بلقب أسرع تغلغل في سوق متعدد على الإطلاق. سيُباع ما يقرب من خمسة ملايين كمبيوتر لوحي إلى أشخاص سبق أن اشتروا لوحة خلال ٢٠١٢، مما سيدرّ عائدات تصل إلى ١,٣ مليار دولار أمريكي للشركات العاملة في هذه التكنولوجيا.
من جانبه، قال مدير في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات فيديلويت الشرق الأوسط إيمانويل دورو، إن «تكنولوجيا التخزين المستخدمة للأجهزة الاستهلاكية في العالم أجمع، غالباً ما يعتبرها المستهلكون من المسلّمات من خلال رغبتهم المتنامية في حيازة أجهزة أخفّ وزناً وأصغر حجماً، كما أن تزايد انتشار الخدمات القائمة على الحوسبة السحابية قد يحفِّز شركات بيع ذاكرات التخزين الجامدة (SSD)».
وتابع أنه «بحلول نهاية عام ٢٠١٢، قد تمثِّل ذاكرة التخزين الجامدة للأجهزة الصغيرة على غرار مشغِّلي ملفات الأم بي ثري/فور، والهواتف الذكية، والكمبيوترات اللوحية، زهاء ٩٠% من الحصة السوقية بالمقارنة مع ٢٠% في عام ٢٠٠٦، وسُدس قطاع الحواسيب المحمولة».
التكنولوجيا توجد تحديات
ومن التوقعات الأخرى في تقرير ديلويت حول الاتجاهات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا، أن الطلب على التكنولوجيا الاستهلاكية يتحدّى الأزمات الاقتصادية.
حيث يشير التقرير إلى أن اشتداد الطلب على التكنولوجيا الاستهلاكية سيتواصل خلال ٢٠١٢. إلا أننا قد نختبر استقرار قيمة السوق المالية، بعد ازدياد أهمية عامليْن يتمثَّلان في تدني الأسعار وقيمة التكنولوجيا القائمة على أعلى جودة بأفضل الأسعار.
لقد انحدرت تكاليف التكنولوجيا خلال العقود الثلاثة المنصرمة، ويبرهن استخدام كمبيوتر لوحي أو تلفزيون، مقارنةً بسيارة أو إجازة خارج البلاد أو حدث رياضي، أن الالكترونيات الاستهلاكية تسجِّل نتائج جيدة من ناحية القيمة.
وبالمقارنة مع كلفة شراء سيارة أو منزل الذي يشكل أحد التحوّلات التقليدية في حياة الأسر، قد يصبح الاستثمار في أجهزة إلكترونية استهلاكية رمزاً بديلاً عن الوضع الشخصي للمستهلكين ذوي الميزانية المتعثرة. كما أن المشترين قد يفضِّلون عدم الذهاب في إجازة ليتمكنوا من شراء كمبيوتر وتلفزيون جديد.
بروز أصحاب اللوحات المتعددة
لقد استغرقت الأسرة الواحدة عدة عقود لاقتناء أكثر من سيارة واحدة أو هاتف أو راديو أو تلفزيون واحد، وعشر سنوات لبلوغ تحوُّل مماثل في سوقيْ الحواسيب والهواتف المحمولة. إلا أن تقرير ديلويت توقع أن سوق الكمبيوترات اللوحية سيشهد تنوعاً من ناحية الحجم، وقوة المعالجة، والسعر، ونظام التشغيل خلال ٢٠١٢، مثلما حدث مع الهواتف الذكية.
كما أن الشركات قد تتطلب لوحات حاسوبية تحظى بأمن أكبر وتكون أكثر مقاومةً للصدمات، الأمر الذي يطرح تحدياً لأصحاب المحتويات الرقمية، ومشغِّلي الشبكات، وتجَّار التجزئة، الذين سيجب عليهم الاستعداد لمواجهة الازدياد في عدد الأسر التي ترغب في حيازة أكثر من لوحة واحدة.
قواعد البيانات الضخمة
احتلّت شركات الإنترنت موقع الصدارة في استكشاف البيانات الضخمة إلا أن القطاعات التي قد تليها تشمل القطاع العام، وتجزئة الخدمات المالية، وصناعتيْ الترفيه والإعلام. قد يتسبَّب هذا الأمر بنقص في عدد المواهب في ظل بروز الحاجة إلى نحو ١٩٠ ألف متخصِّص يتمتع بالمهارات اللازمة من أجل مجاراة الطلب في الولايات المتحدة وحدها خلال السنوات الخمس القادمة.
وعلى الرغم من أن إدارة حجم البيانات وتنوُّعها وسرعتها المتزايدة تؤدي دوراً أساسياً وحاسماً في نجاح هذه الصناعة في المستقبل، فإنه يتعيَّن على الشركات التي تطلق المبادرات أن تضمن بقاء مقاربتها منصبّة على المعلومات الضرورية لاتخاذ قرارات والحصول على نتائج أعمال أفضل، وليس فقط على إدخال البيانات.
إن السيطرة على توسُّع البيانات الكبير وتعقيداتها تكتسب أهمية ولكنها لن تكون محفِّزا للاستثمار. أما الدافع للاستثمار فسيكون كيفية استخدام المعلومات المستمدة لتغيير طريقة منافسة المنظمات.
ذاكرة التخزين الجامدة
قد يتحول سوق مراكز البيانات إلى ذاكرات تخزين جامدة (SSD) أصغر وأكثر برودة لا تستهلك طاقة كبيرة، لتكون بديلة عن محرِّكات الأقراص الصلبة التقليدية. ومن المفترض أن تستفيد التكنولوجيا التي تُدمج ذاكرة تخزين في رقائق سيليكون، من سلوك مستهلك أكثر إدراكاً وحنكةً، إذ بات الناس يولون أهمية أكبر لحجم ذاكرة التخزين الذي يحتاجون إليه على أجهزة محدَّدة، ولاسيما مع توافر المزيد من خدمات التخزين المرتكزة إلى الحوسبة السحابية.
نقطة في محيط
لقد كان نقل الطاقة لاسلكياً – حيث يمكن استعمال أبراج التلفزة وهوائيات الهواتف المحمولة لإنشاء بحر من طاقة الترددات اللاسلكية المحيطة بغية تشغيل الأجهزة – حلماً منذ حقبة المخترع نيكولا تيسلا. إلا أن منتجات تسخير الطاقة بواسطة الترددات اللاسلكية ستبقى سوقاً متخصِّصاً خلال عام ٢٠١٢ بسبب التحديات التقنية الهائلة.
ومن بين المشاكل التي تعترض التنفيذ نذكر ندرة طاقة الترددات اللاسلكية المحيطة، فيما أن الطاقة الشمسية تشكل مورداً وفيراً أكثر بكثير.
وتكمن مشكلة أخرى في أن كمية كثافة الطاقة من مصدر ترددات لاسلكية تختلف جذرياً باختلاف مسافة المستخدم وموقعه. كما أن التداخل من عوامل بيئية أخرى وعملية التحويل يشكلان عقبات إضافية.
ويوازي شحن كمبيوتر لوحي بهذه الطريقة تعبئة حوض سباحة بواسطة كأس صغير. وظهرت بعض التطبيقات – على غرار أجهزة استشعار في السقف وأدوات تحكُّم عن بُعد – يمكن ضبطها مع طاقة الترددات اللاسلكية، إلا أن تقرير ديلويت توقع أن يبقى هذا القطاع سوقاً متخصِّصاً وغير شامل بآفاق نمو معتدلة في ٢٠١٢.
الطباعة الثلاثية الأبعاد
لقد استقطبت الطباعة الثلاثية الأبعاد اهتمام الناس ولكن حملة الترويج لهذه التكنولوجيا لا تأخذ في الحسبان قيود الاستخدام الشديدة لهذا المفهوم الجديد.
إن القدرة على تنزيل تصاميم لكل ما يمكن تخيُّله وإعداد المنتج المطلوب حالاً سيصبح قطاعاً قابلاً للتطبيق في عدة أسواق متخصِّصة خلال السنوات القادمة على غرار سوق أدوات الطاقة العالمي البالغة قيمته ١٤ مليار إسترليني، وقطاع الطب البيولوجي، وصناعات خدمة ما بعد البيع مثل تصليح السيارات. ويرجَّح تقرير ديلويت أن عدداً من هواة «التطبيق المنزلي» قد يستثمر في آلات الطباعة الثلاثية الأبعاد حين تهبط الأسعار إلى ما دون ٦٥٠ دولارا أمريكيا في ٢٠١٢، بيد أن كلفة المعدات اللازمة لصناعة منتج مبسَّط ومبتذل مثل الحذاء الرياضي لا تزال مكلفة. كما أن المبيعات خلال ٢٠١٢ ستبقى على الأرجح دون ١٣٤ مليون دولار أمريكي.
.
مقالات أخرى...
- برنت يصعد فوق ١٢٣ دولارا للبرميل مسجلا أعلى مستوى في ٩ أشهر
- ٣.٣ ملايين دينار بحريني أرباح البحرين الوطنية القابضة في ٢٠١١
- الحمدان: نتائج «طيران ناس» كارثية بسبب الربيع العربي
- «سلة قطاع الأغذية» يدفع التضخم البحريني إلى التراجع في يناير
- عُمان تدعو إلى تبني موقف موحد تجاه القضايا الاقتصادية والمالية
- «موانئ دبي» تفاوض بنوكاً لترتيب قرض بمليار دولار
- إيران تحاول كسر العزلة.. وتتجه إلى «غزو اقتصادي» لمصر
- ١٨٠ مليار دولار حجم سوق «الصكوك» بنهاية عام ٢٠١١
- أرباح مصرف سيرة الاستثماري لعام ٢٠١١ تجاوزت ٧٠ مليون دولار
- مصر تبيع أذوناً دولارية للمرة الرابعة في تاريخها
- هجمات إلكترونية تكبد ٤٣١ مليون شخص خسائر بحوالي ٣٨٨ مليار دولار في عام
- «تمكين» تشارك في برنامج مركز البحرين للتميز من خلال مختبر القياس
- الين الياباني يهبط إلى أدنى مستوى في أكثر من ٧ أشهر أمام الدولار
- ٧.٨٢٥ ملايين دينار صافي أرباح «فنادق الخليج» في ٢٠١١
- هيئة سوق العمل تبحث احتياجات قطاع العيادات الطبية الخاصة
- السفير الأمريكي يتفقد مصنع التكرير في «بابكو»